بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
إلى طارق،
عجباً عجباً، لا أدري لماذا أغفل من استشهدت بكلامهما ذكر حديث الطبراني الذي ذكرناه في هذا الموضوع مراراً، لماذا؟
لقد روى الطبراني حديث عثمان ابن حنيف في الرجل الذي كانت له حاجة عند عثمان (في زمن خلافة عثمان) فعلمه عثمان التوسل بالنبي وروى له قصة الأعمى، وقال الطبراني والحديث صحيح.
هذه الحادثة حصلت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا أغفلاها، يا طارق نحن نعرف من أين تؤكل الكتف فلا داعي لمحاولة لي أعناق الحقائق معنا.
كل كلامهما دار على تفنيد أن يكون حديث الأعمى دليل على التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهما ركزا على حياته، أما حديث التوسل بالنبي بعد وفاته والذي رواه الطبراني فلم يعرجا عليه ولم يذكراه ولو تلميحا، لماذا؟
لأن فيه التوسل بالنبي بعد وفاته، وهما بنيا حجتهما على أن حادثة الاعمى التي حصلت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأنها كانت توسلا بدعاء النبي لا بذاته كما استنتجا.
ماذا سيفعلان برواية الطبراني التي فيها التوسل بعد وفاة النبي صلى اله عليه وسلم وهما الذان يرميان فاعله بالشرك؟!؟!؟!
والذي يظهر يا طارق أنك نسخت النص ولصقته هنا من غير قراءة له ولا تمحيص، أو أنك قرأته ولكن لم تقرأ ردودنا عليك التي سبقته، لأننا لا نجد تفسيرا لما فعلت، نحن نستدل فيما نستدل بحديث الطبراني وأنت تأتينا بكلام لا يذكر حديث الطبراني البتة!!!!
ونعيدها لك ولغيرك، ذكرنا لكم أحاديث تجيز التوسل، منها حديث الطبراني، حديث الطبراني، حديث الطبراني، وحديث مالك الدار خازن عمر، وغيرها الكثير، وأتينا لكم بنص يجيز التوسل عن صاحب المذهب الحنبلي الذي ينتسب له غالب محرمي التوسل، بل وأتينا بنصوص عن المذاهب الأربعة، وأتينا بعدة علماء هم نجوم في سماء الإسلام قد توسلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في كتبتهم، ولو أردنا إيصالهم للمائة لما شق علينا، ولكن الذي يريد الاقتناع يكفيه حديث الطبراني وقول ابن حنبل، وبعد كل هذا لم يسعكم ما وسع هؤلاء العلماء، لماذا؟
سنجيب عنكم، لأن ابن تيمية حرم التوسل فشق عليكم أن تخالفوه، ابن تيمية حرم التوسل ولم يسبق لهذا القول من قبل، ومع ذلك أخذتم كلامه ورميتم بكلام الباقي عرض الحائط.
لا أدري ما الذي فعله لكم ابن تيمية حتى تقدموا كلامه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلماء المسلمين، فعلا لا أدري ما سبب هذا التعصب الشديد لابن تيمية بأقوال تفرد بها عن مجموع الأمة، والله أمركم عجيب!!!!
نحن أدلتنا واضحة جلية، وأنتم ردودكم لا تعدو تلاعباً بالألفاظ واستعمال نصوص في غير محلها، ولقد صدق من قال:
"إن السالك إلى دقائق المحاجة هو في الغالب العاجز عن إقامة الحجة بجلي الكلام، فإن من استطاع أن يُفهم بالأوضح الذي يُفهم الكثيرين لم يضطر إلى الأغمض الذي لا يعرفه إلا الأقلون إذا كان غرضه بيان الحق وإظهار الصواب".
والله من وراء القصد.
|