عرض مشاركة مفردة
  #40  
قديم 21-01-2001, 01:04 PM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

بداية أستأذن الأخ الشاذلي في الرد على طارق فيما ذهب إليه من محاولة تضعيف حديث "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك".

إلى طارق،

ليس كل من قرأ في تهذيب التهذيب وأخرج بعض أحوال الرواة صار من له القول في أسانيد الحديث من تصحيح وتحسين وتضعيف وغيره، فاعلم ذلك وتنبه له، والحديث الذي أنت أتيت ببعض أحوال رواته قد حسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني كما سيظهر لك في هذا الرد، وكذلك حسنه الحافظ أبو الحسن المقدسي، فلا التفات لكلامك بعد تحسين الحافظين له.

وإليك كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار لما في ذلك من بيان سبب تحسين الحافظ له، قال الحافظ:
"قوله (يعني النووي) وروينا في كتاب ابن السني معناه من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم، وعطية أيضاً ضعيف.

قلت (أي الحافظ ابن حجر): ضعفه إنما جاء من قبل التشيع ومن قبل التدليس، وهو في نفسه صدوق، وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد واخرج له أبو داود عدة أحاديث ساكتاً عليها، وحسّن له الترمذي عدة أحاديث بعضها من أفراده، فلا تظن أنه مثل الوازع.

قرأت على فاطمة بنت محمد بين أحمد بن محمد بن عثمان الدمشقية بها عن أبي الفضل بن أبي طاهر قال: أنا إسماعيل بن ظفر أنا محمد بن أبي زيد أنا محمود بم إسماعيل أنا أبو الحسين بن فاذشاه أنا الطبراني في كتاب الدعاء ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن صالح وهو العجلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم:
"إذا خرج الرجل من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وكّل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يقضي صلاته".

هذا (((حديث حسن))) أخرجه أحمد عن زيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق، وأخرجه ابن ماجة عن محمد بن يزيد عن إبراهيم التستري عن الفضل بن موفق، وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد من رواية محمد بن فضيل بن غزوان ومن رواية أبي خالد الأحمر، واخرجه أبو نعيم الأصبهاني من رواية أبي نعيم الكوفي، كلهم عن الفضيل بن مرزوق، وقد رويناه في كتاب الصلاة لأبي نعيم وقال في روايته عن فضيل عن عطية: قال حدثني أبو سعيد فذكره لكن لم يرفعه، وقد اُمن بذلك تدليس عطية". انتهى كلام الحافظ ابن حجر، فارجو أن يكون مجيبا لك فيما أردته من تضعيف الحديث متجرئاً على مقام ليس لك.

يا طارق ها نحن والإخوة الكرام ولله الحمد ترانا ننقض يوماً بعد يوم قولك في ختام ردك على الأخ الشاذلي، ألا وهو: "لو بحثت طول عمرك لما وجدت دليلا على جواز التوسل بذات أحد ولا بجاهه مهما كان"، فالأمر لا يحتاج بحثاً طول العمر فالأدلة واضحة لمن أراد أن يقرأ ويستفيد ويقتنع.

وإذا كان كلامك صحيحاً أنه لا دليل يصح الاحتجاج به على جواز التوسل لكان إفتاء العلماء من المذاهب الأربعة بجواز التوسل هو إفتاء بغير علم وتطاول وافتراء في دين الله في أمر لم يصح فيه حديث، وهذا منك فيه طعن في العلماء صريح، طعن في ابن حنبل والنووي وابن حجر وغيرهم، فانظر يا طارق ماذا أنت تقول وفيمن يقع لسانك.

والله من وراء القصد.