عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-05-2006, 01:15 AM
tijani tijani غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: Netherlands/Marocco
المشاركات: 32
إفتراضي حول المكسب العلمي الجديد

حيادية التعليم وتنوع التخصصات
إذا كانت بعض المؤسسات العالية التي تم تأسيسها بهولندا، اختارت أن تضفي على برامجها التدريسية، منهجية ومضمونا، طابع التوجه الإسلامي البحت والمعلن، فإن الجامعة الحرة اعتصمت بالحياد والموضوعية، خصوصا وأنها تراهن على جودة التعليم، الخلو من شوائب الأهواء الأيديولوجية، والأغراض الشخصية، فهي، كما يشير الأستاذ علي التميمي، "تحترم خصوصيات الافراد , والتنوع الفكري وترفض التفكير الشمولي وتعتمد الاسلوب العلمي"، لذلك فسحت المجال لكل أنواع ومستويات الطلاب، الذين تضع بين أيديهم مختلف الدرجات العلمية من بكاليورس وماجيستر ودكتوراه، وفي شتى حقول العلم والمعرفة، لغوية كانت، أو أدبية، أو تاريخية، أو سياسية، أو قانونية، أو اقتصادية، أو إدارية، أو فلسفية، أو فنية، أو إعلامية، أو معلوماتية، أو غير ذلك. فبالنظر إلى تركيبة الجامعة نخلص إلى أنها من حيث البنية الهيكلية تشمل ست كليات وأكاديمية للفنون الجميلة ومختلف المعاهد والأقسام والمكاتب الممثلة للجامعة داخل وخارج أوروبا. مما يمنحها الطابع الجامعي الذي تفقده المؤسسات الأخرى الموجودة بهولندا، التي تسمي نفسها جامعات! وللاطلاع الموسع على ذلك، تصفح موقع الجامعة عبر الرابط:
http://www.alhuraauniversity.com

ثم إن اللغة المركزية التي يقدم بها التعليم داخل الجامعة الحرة هي اللغة العربية، لكن هذا لا يعني تهميش اللغات الأخرى، حيث خصصت الجامعة كلية بأكملها للغة الكردية، وقسما للغة الإنجليزية، وربما سوف تفتح أقساما وفروعا للغات أخرى، إذا ما توفر الطلب الكافي لذلك.
وتجدر الإشارة كذلك، إلى أن الجامعة الحرة تعتمد أساسا على الدراسة عن بعد، وهذا يحيل على أنه بمقدور الطالب أينما كان، متابعة دراسته في هذه الجامعة، اعتبارا بأننا في زمن الإنترنت والثورة الرقمية التي تختصر المسافات، وتجعل الطالب يدرس في أي مكان من دون السفر نحوه، مما ييسر التحصيل العلمي، تلقيا وتكاليف. كما عبدت الجامعة الطريق نحو طلبتها في كل رقعة من العالم، عندما بادرت بفتح مكاتب لها في العديد من البلدان، كليبيا وألمانيا والنرويج وكندا.

اللاربحية والتمويل الذاتي
في الحقيقة، إن أكبر تحد يعيق بزوغ أو ديمومة أي مشروع علمي أو ثقافي إسلامي أو عربي، هو التمويل المادي، فإلى حدود زمن ما قبل أحداث 11 سبتمبر 2001، كانت المؤسسات الإسلامية تستفيد بسهولة تامة من أي دعم مادي يأتي من الخارج، لكن اليوم أصبح هذا من باب المستحيل، لذلك تجد أي مؤسسة إسلامية دينية أو تعليمية نفسها أمام خيارين؛ إما خيار التنازل عن مبادئها الأساسية صراحة أو تقية، حقيقة أو مراوغة، واستجداء سلطات الدولة التي توجد فيها بكل الوسائل، علها تنال تعويضات مادية، تستطيع بواسطتها تمويل مشروعها الثقافي، وإما خيار التمويل الذاتي، عن طريق الاعتماد على النفس، وترغيب المواطنين في الإحسان إلى هذه المؤسسات.
ويبدو أن الجامعة الحرة اختارت الخيار الثاني، فاعتمدت بدءا على التمويل الذاتي، الذي يتحدد في جهود مؤسسيها المادية والمعنوية، التي تكاثفت وتضافرت لإخراج هذا المولود من درك القوة إلى نطاق الفعل، ثم خصصت رسوما لمن يريد متابعة دراسته بها، وهي رسوم جد ضئيلة، بالمقارنة مع رسوم المؤسسات الأخرى، هولندية رسمية كانت أو إسلامية حرة، مما ييسر للطالب الانخراط في عالم هذه الجامعة، والاستمرار الناجح على درب العلم والبحث والمعرفة.

الحضور المكثف لصفوة المثقفين والأكاديميين
إن المتصفح للائحة الأساتذة المنتمين إلى الجامعة، يفاجأ بعددهم الهائل الذي يتجاوز الخمسين، وأكثرهم دكاترة وأكاديميون، يتوزعون على شتى مجالات الأدب والعلم والفن والمعارف المتنوعة، مما يثبت أن هذه المؤسسة التي تمكنت من تجميع هذا العدد الكبير من النخبة المثقفة، في زمن قياسي، سوف تفلح لا محالة في إحداث تغيير جذري بين أوساط المثقفين المسلمين والعرب بالغرب، تغيير يوجههم نحو ترسيخ الذات الأصلية الحقيقية، التي تدفق بالمعاني الحضارية النموذجية التي انشد إليها الفكر الغربي، قديما وحديثا، كما أن هذا يعد بأن هذه المؤسسة ستعطي الكثير من خلال هذه الصفوة من أبناء العراق وغيره.

جملة القول، أن الشئ الوحيد الذي يؤاخذ على هذه المؤسسة العلمية الفتية، هي أنها مسكونة بالطابع العراقي، تركيبة ولغة، شكلا وجوهرا، إدارة وعطاء، ولا أدري لماذا لم يفسح المجال لأسماء من أرومات وأصقاع أخرى، لتسهم في تشييد هذا الصرح الذي سوف يكون له شأن عظيم، حتى أنني أثناء حفل افتتاح الجامعة لموسمها الدراسي الأول 2005/2006، الذي أقيم بتاريخ 27 غشت 2005، كنت ربما المغربي الوحيد الذي حضر! مع أن المغاربة يشكلون الجالية الأكبر بهولندا من بين الجاليات المسلمة والعربية، لكن سخاء الإخوة العراقيين وكرم ضيافتهم بدد تلك الغربة، فارتحلت عبر ألحان الموسيقى العراقية، نحو بغداد الشامخة التي كان كل مغربي يحلم بأن يدرس فيها!
__________________
التجاني بولعوالي
شاعروكاتب مغربي مقيم بهولندا