عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 08-01-2001, 10:14 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post

بالنسبة للتوسل فإن لي فيه بيان من أحد الشيوخ الأكارم وهو السيد / محمد بن السيد علوي المالكي الحسني حفظه الله يقول :

يخطئ الكثير من الناس في فهم حقيقة التوسل ولذا فإنا سنبين مفهوم التوسل الصحيح في نظرنا وقبل ذلك لا بد من أن نبين هذه الحقائق .

أولا: إن التوسل أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه إلى الله سبحانه وتعالى فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى والمتوسّل به إنما هو واسطة ووسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومن اعتقد غير ذلك فقد أشرك .

ثانيا: إن التوسل بهذه الواسطة لها اعتقاده أن الله سبحانه وتعالى يحبها ولو ظهر خلاف ذلك لكان أبعد الناس عنها و أشد الناس كرها لها .

ثالثا: إن المتوسل لو اعتقد أن من توسل به إلى الله ينفع ويضر بنفسه مثل الله دونه فقد أشرك .

رابعا: أن التوسل ليس أمرا لازما أو ضروريا وليست الإجابة متوقفة عليه بل الأصل دعاء الله تعالى مطلقا كما قال تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب } كما قال سبحانه : { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى } .

المتفق عليه من التوسل
لم يختلف أحد من المسلمين في مشروعية التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة فمن صام أو صلى أو قرأ القرآن أو تصدق فإنه يتوسل بصيامه وصلاته وصدقته بل هو أرجى في القبول وأعظم في نيل المطلوب لا يختلف في ذلك اثنان والدليل على هذا حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسلوا إلى الله بصالح عملهم فأفرج عنهم .

وهذا النوع من التوسل قد فصله وبين أدلته وحقق مسائله الشيخ ابن تيميه رحمه الله في كتبه وخصوصا في رسالته "قاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" .

محل الخلاف في التوسل
ومحل الخلاف في مسألة التوسل هو التوسل بغير عمل المتوسّل، كالتوسل بالذوات والأشخاص بأن يقول : اللهم إني أتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أو أتوسل إليك بأبي بكر الصديق أو بعمر بن الخطاب، فهذا هو الممنوع عند بعضهم .

ونحن نرى أن الخلاف شكلي وليس بجوهري لأن المتوسل بالذوات يرجع في الحقيقة إلى توسل الإنسان بعملة وهو المتفق على جوازه ونظر المانع المتعنت في المسألة بعين البصيرة لانجلى له الأمر وانحل الإشكال وزالت الفتنة التي وقع بسببها من وقع فحكم على المسلمين بالشرك والضلالة .

قالوا: اعلم أن المتوسل بشخص ما فهو لأنه يحبه إذ يعتقد صلاحه وولايته وفضله تحسبا للظن به أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى ويجاهد في سبيله أو لأنه يعتقد أن الله تعالى يحبه كما قال سبحانه : { يحبهم الله ويحبونه } أو لاعتقاد هذه الأمور كلها في الشخص المتوسل به .

إذ تدبرت الأمر وجدت أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب إليه ومسئول عنه ومثاب عليه وكأنه يقول: يا رب إني أحب فلانا واعتقد إنه يحبك وهو مخلص لك ويجاهد في سبيلك، واعتقد أنك تحبه وأنت راضٍ عنه، فأتوسل إليك بمحبتي له وباعتقادي فيه أن تفعل كذا وكذا …

ولكن أكثر المتوسلين يتساهلون ويتسامحون في هذا التصريح في الأمر مكتفين بعلم من لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . وبهذا ظهر أن الخلاف في الحقيقة شكلي ولا يقتضي هذا التفرق والعداء بالحكم بالكفر على المتوسلين وإخراجهم عن دائرة الإسلام . . . . سبحان الله هذا بهتان عظيم .

جزا الله الشيخ الإمام السيد/ محمد بن السيد علوي المالكي الحسني .