عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 31-03-2001, 07:08 AM
عبد اللطيف عبد اللطيف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 109
Lightbulb

وهذا مما كتبه ابن تيمية بأسلوب الصوفية تماماً :
-------------------------------------------------
محركات القلوب إلى الله عز وجل :

المحبة والخوف والرجاء ..

وأقواها المحبة وهى مقصودة تراد لذاتها لأنها تراد فى الدنيا والآخرة بخلاف الخوف فإنه يزول فى الآخرة.. قال الله تعالى (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ))

والخوف المقصود منه الزجر والمنع من الخروج عن الطريق، فالمحبة تلقى العبد فى السير الى محبوبه وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه، والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب ، والرجاء يقوده،

فهذا أصل عظيم يجب على كل عبد أن يتنبه له ، فإنه لا تحصل له العبودية بدونه، وكل أحد يجب أن يكون عبدًا لله لا لغيره،
فإن قيل : فالعبد فى بعض الأحيان قد لا يكون عنده محبة تبعثه على طلب محبوبه فأى شىء يحرك القلوب ..؟؟ قلنا : يحركها شيئان :

أحدهما: كثرة الذكر للمحبوب لأن كثرة ذكره تعلق القلوب به، ولهذا أمر الله عز وجل بالذكر الكثير، فقال تعالى :
((يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ))الآية ..

والثانى : مطالعة آلائه ونعمائه.. قال الله تعالى (( فإذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ))
وقال تعالى (( وما بكم من نعمة فمن الله)) وقال تعالى (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)) وقال تعالى (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)) ..

فإذا ذكر العبد ما أنعم الله به عليه من تسخير السماء والأرض وما فيها من الأشجار والحيوان وما أسبغ عليه من النعم الباطنة من الإيمان وغيره ، فلابد أن يثير ذلك عنده باعثا، وكذلك الخوف تحركه مطالعة آيات الوعيد والزجر والعرض والحساب ونحوه، وكذلك الرجاء يحركه مطالعة الكرم والحلم والعفو وما ورد فى الرجاء ، والكلام فى التوحيد واسع وإنما الغرض مبلغ التنبيه على تضمنه الإستغناء بأدنى إشارة ،
----------------------------

مجموع الفتاوى