عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 23-05-2006, 06:08 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي ربيع أفغانستان


ربيع أفغانستان


زكريا شاهين

التصريحات والاتهامات التى تساق ضد باكستان من الحكومة الأفغانية ومن التحالف الغربى على حد سواء، والقائلة بأن باكستان تساعد حركة طالبان أو تتساهل معها على الأقل، ليست مقنعة بالطبع، لكنها مؤشر على ان الحكومة الباكستانية، لم تعد تستطيع السيطرة على تحركاتها لمقاتلة الحركة وأنصارها، خاصة عبر حدود طويلة ووعرة وغير صديقة، وبالتالى فإن هذه الاتهامات، تهدف إلى مزيد من الضغوطات لإجبار باكستان على العودة لقتال الحركة وأنصارها بالرغم من الخسائر الكبيرة فى مناطق لا يعتقد ان باكستان قادرة على السيطرة عليها.
بالمقابل وبالرغم من التعتيم الكبير على ما يحدث فى أفغانستان، إلا ان ما يرشح من أخبار وإن كانت شحيحة، يؤشر على ان الأمر لم يعد كما كان مخططا له من حيث محاولة إنهاء المقاومة الأفغانية الممثلة بحركة طالبان كجهة رئيسية، وكذلك جهات أخرى منها ما ظل على ولائه لها، ومنها وبرغم الخلافات التى كانت بينه وبينها أيام كانت فى السلطة، تجاوز المسألة وانضم أيضا إلى المقاومة ضد الوجود الأجنبي.
يبدأ ربيع أفغانستان فى هذه الفترة من العام، وهو يشهد بالعادة نشاطا متصاعدا للعمليات العسكرية، ومنذ سقوط حركة طالبان، وانكفائها إلى الوديان والجبال والتضاريس الصعبة، تتكرر المسألة مع إطلالة كل ربيع، لكنها فى هذه المرة، يبدو أنها تجاوزت السنوات الماضية من حيث تطورها واتساعها، لتشمل على وجه التقريب، كل المناطق الأفغانية.
لا يقتصر الأمر على العمليات وحدها، إذ من الملاحظ، عودة الوجوه القيادية لطالبان إلى الظهور، والتحدث بكل ثقة، مما يدل على تنامى قوة الحركة، بعد كل هذه السنوات من وجود المحتل الأمريكى وغيره.
لأفغانستان تاريخ طويل من المقاومة ضد كل ما هو أجنبي، إذ لم تفلح ومنذ القدم، أى قوة خارجية من إحداث السيطرة على هذا البلد، وذلك نظرا للرفض الذى يتعاظم تحت الاحتلال، ونظرا إلى طبيعة الشعب الذى يوصف بالمتمرد، وما يقوله التاريخ ومنه الحديث جدا، يؤكد اندحار القوى الاجنبية دائما، بالرغم من ان الأفغانيين أنفسهم، وبحكم توزعهم على ولاءات وأعراق مختلفة، لا يتفقون فى معظم الأحيان.
الفرنسيون والأمريكيون وغيرهم من ما يسمى بقوات التحالف، كانوا طيلة الأيام الماضية، هدفا لعمليات العسكرية، والجنود الأفغان كذلك، والبيانات العسكرية التى تصدر عن الحركة، تؤكد ان خسائر الاحتلال كبيرة جدا، فعلى سبيل المثال، يعلن الناطق باسم الحركة، ان قوات الحركة التى تسيطر على أربع ولايات كاملة، وعلى منطقة قندهار، المعقل التقليدى لحركة طالبان، دمرت أكثر من 12 عربة عسكرية مما أدى إلى مقتل كل من فيها.
لا يعلن المحتلون عن خسائرهم بشكل مفصل، يوضح احد ضباط ما يسمى التحالف، أنه "من الواضح أن خسائرنا جسيمة فى الأرواح، هذه كارثة" مضيفا أنه يتم إرسال مزيد من الجنود للمناطق وأن القوات الأفغانية تطلب الدعم الجوى من التحالف.
المتحدث باسم طالبان يقول من جهته، إن مقاتلى الحركة شنوا ثلاث هجمات بولاية أورزغان شمالى قندهار وحدها على قافلة أفغانية فقتلوا قرابة 100 جندي, وإن خمسة من مقاتلى طالبان قتلوا بالمواجهات.
كما لقى نحو 25 جنديا وشرطيا ومدنيا أفغانيا مصرعهم إضافة إلى اثنين من الأجانب هما جندى أميركى قضى باشتباك وآخر بتفجير انتحاري.
المواجهات الأخيرة التى تركزت جنوب أفغانستان معقل طالبان السابق، تأتى قبل أسابيع من انتشار القوات التى يقودها حلف الأطلسى بالمناطق الجنوبية المضطربة لتحل محل قوات التحالف، مما يعنى ان على الناتو ان يستوعب رسالة طالبان، التى تهدف من هجماتها لعرقلة خطط الناتو فى الانتشار جنوب البلاد، حيث سيرتفع عدد القوات الأجنبية إلى قرابة 40 ألف جندى وهو أكبر عدد منذ غزو أفغانستان عام 2001 .
بالمقابل، يقر مسؤولو الحلف، أن تلك القوة التى لا تتمتع بصلاحيات مكافحة عناصر طالبان ويتمتع بها التحالف، يمكن أن تواجه تهديدا فى الجنوب يفوق التهديد بالمناطق الشمالية والغربية التى تعمل فيها حاليا.

انه ربيع أفغانستان الذى سيضيف إلى المأزق الأمريكى فى العراق،
جديد التصعيد فى أفغانستان أيضا.