وفي أبريل كتبت رسالتها التي ضاعت ، فرد عليها الأستاذ
لقد قرأت ما كتبت ، ولا أدري أهل عنيت به شخصي ؟؟ أم داهنت به غروري ؟؟ ولقد كتبت ماكتبت ، وأنا لا أعني به سواك ، فهل بين الذاتين من خط يربط بينهما؟؟؟
إنه طلسم لا يفكه إلاالزمن .
ويشك الأستاذ في رزانته ، ويخال عقله قد ستر بغلالة من عشق ، إنه أدرك من خلال تلاعبها أنها صارت تستوقد عاطفته بهجرانها ، وتستبكيه على ربعها بغيابها ، فيكتب للذكرى :
علمتك الحياة درس التعامل بمشاعري ، وخلدتك نكستي ملاكا على عرش روحي ، فهل أنت رسول العواطف إلى قلبي ؟؟؟ أعترف لك بعد هزيمتي بأنك تجيدين فنون التلاعب كما كنت تجيدين دروس الفلسفة ، فاهنئي بالا فانت عاصفة من عاطفة ، إسمان في قمقم واحد ، وتجربة خرقاء لا تنتهي إلا بمهانة .
إسم لعملة إسمها الجنون .
رزينة قبيحة
وحشية انسية
جنسانية عفيفة
أنت تتقنين فن التلاعب .
ويغضب الأستاذ حين يرى تلميذته التي منحها عطفه وحنانه وحبه تتمادى في عذاباتها .
ويجن جنونه حين أحس بعضات الرحمة تقتاده إلى مصارع العشق .
أيتها الخبيثة ، لقد أضفت إلي عذابا
وأوردتني مجازا أفقد فيه صوابي .
فجهنم تبتلعك ،
والسعير يحرقك ،
ساحرة
ماكرة
خبيثة
ملعونة
لعنة الأرض على عقلها
وفكرها
وذاتها
وكل أيامها .
ويعاود الكرة ليرقب قلبه الذي يهفو إليها ، وهو يقول في رسالة ما قبل الوداع :
استهلكت كثيرا من مشاعري ، وانحنيت بين يديك بهامتي ، فلا تجعلي غلمتي ذلا وهوانا .
حبيبتي : لقد جرحتني الأيام بسيفها الغدار، ورمتني الخلائق بقوسها البتار ، فلا تكوني عونا على الجراح .
حبيبتي : بيننا ركام من الذكريات الحزينة ، أردت منك ان تنفضيها بدبر وإهمال .
حبيبتي : لقد آن الأوان أن تعرفي أنني أحبك ، فماذا ترين ؟؟ أهل غرام المحبين ؟؟ أم ألاعيب المراهقين ؟؟ أم ماذا ترين ؟؟
لاتدعي الرياح تعصف بقلبك ، ولاتدعي النزغ يسيطربعقلك ، ألا يكفيك جريا وتفلتا ، ألا يكفيك ما ألممت بي من جنون ، ألا تعتبرينني إنسانا ، عاطفة ، إحساسا ، شعورا ؟؟؟ فامنحيني ما منحتك من تقدير.
أعرفأن حبنا لن يصل إلى نتيجة ، فها أنت تمرين من وراء الأستار ، ثم ترحلين من خلف الأقدار ، ستتركين ندوبا وجراحا ، ولكن لا عليك إذا كان الأمر يرضيك ، ويدخل السرورعليك ، فأبعديني .
ثم ارتحلت ، وابتعدت في شأوها ، وصار قلب الأستاذ نهبا للهموم ، وخرابا للبوم ، وهو يقول : لا ترحلي .
يستيقظ على هم الدرس الموالي ، وهو يهيأ رسالة لمدير المؤسسة يبرر فيها تعثره عن موعد الدرس .
سيدي المدير :
استسمح أنها لحظات الحلم الخادع
|