بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
حمد السلفي،
أعظمت القول علينا بغير حق ولا دليل، تقول أننا ننفي الصفات، أين نفينا الصفات، أين نفينا أن الله سميع بصير عليم قادر حي؟!!!
نحن حينما نرد نتحرى أقصى درجات الدقة حتى لا نقوّل أحداً ما لم يقل، وأنت تأتي ببساطة وتقول أننا ننفي الصفات، اتق الله فينا.
انظر لكلامك هذا: "إن الفاروق والأشعري ومن نحى نحوهما –هداهم الله - ، كلما ذُكرت لهم صفة من الصفات قالوا يلزم من إثباتها التشبيه والتجسيم والتحيز وغيرها من ألفاظ التهويل"، أعوذ بالله من هكذا افتراء علينا، بكل بساطة جعلتنا معطلة.
على كل أنا أفهم قصدك فأنت تشير إلى الاستواء، ونحن نقول استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر، ونؤول الاستواء في حالة أراده المشبهة جلوساً أو تمكناً في مكان أو جهة كما درج على ذلك علماء المسلمين، وليس التأويل عند الحاجة تعطيلاً أو نفياً للصفات بأي حال من الاحوال، فمن السلف والخلف أكابر وأعلام أولوا لا داعي لإعادة ذكرهم فقد ذكرنا كثيراً منهم في مناسبات كثيرة، ومن يصفهم بالتعطيل لمجرد التأويل فليبك على نفسه.
أما بالنسبة لما ذكرته أنت من الصفات كالسمع والبصر والحياة والقدرة فنقول الله سميع بصير حي قادر من نفى ذلك كفر، فسمع الله ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا وقدرته ليست كقدرتنا وحياته ليست كحياتنا، وكلامنا هذا موافق لحاصل كلامك أنت في نهاية مقالك، وليس هذا -كما هو واضح- نفيا للصفات.
ونقول أن تشابه الألفاظ لا يعني تشابه المعاني، فالله رؤوف رحيم ونبينا بالمؤمنين رؤوف رحيم، تشابه اللفظ واختلف المعنى، هذا ما نقوله وندين به لله تعالى، ومن نسب لنا غير ذلك فالله حسيبه.
أرجو أن يكون كلامنا واضح حتى لا نُقوّل ما لم نقل.
حسبي الله ونعم الوكيل.
والله من وراء القصد.
|