بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأخ حمد : القاعدة الأولى : ( أن الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات كما دل على ذلك الشرع والعقل والحس )
يقول الهاشمي : لكن قد يستلزم النقص !!
قال الأخ حمد : نصف الإنسان باللين والحديد باللين ، ونعلم أن اللين متفاوت المعنى بحسب ما أضيف إليه .
يقول الهاشمي : لاحظ معنى اللين في كلا الحالين تجد بينهما اختلافا بينا !! هذا الاختلاف يبطل قولكم في الصفات من إثبات المعنى المتبادر إلى الذهن !!
قال الأخ حمد : فإذا عُلم أن الاشتراك في الاسم والصفة في المخلوقات لا يستلزم التماثل في الحقيقة مع كون كل منها مخلوقاً ممكناً ، فانتفاء التلازم في ذلك بين الخالق والمخلوق أولى وأجلى ، بل التماثل في ذلك بين الخالق والمخلوق ممتنع غاية الامتناع
يقول الهاشمي : لكن ما مدى هذا الاختلاف بين الخالق والمخلوق !! اليد في الإنسان والحيوان غير متماثلة لكن كلاهما عضو : هذا هو المعنى المتبادر إلى الذهن !! فهل تثبت لله تعالى اليد على معنى العضو ثم تقول لكن لا تماثل يد المخلوقات ؟! قطعا لا .. على أنه يلزمكم . إذن استدلالك بعدم تماثل المخلوقات مردود !!
قال الأخ حمد : أي أن من أثبت شيئاً مما أثبته الله لنفسه من الصفات لزمه إثبات الباقي ، ومن نفى شيئاً منها دون الباقي لزمه نفي ما أثبته وإلا كان متناقضاً .
يقول الهاشمي : ما هو الباقي ؟!!! هذا كلام مرفوض جملة وتفصلا فمعلوم أن هناك إضافات منسوبة إلى الله تعالى وهي ليست صفات عندكم ؟! كالمرض والحلول والروح وغير ذلك فهل نثبت ذلك لمجرد أننا أثبتنا بعض الصفات إن كنا حقا أثبتنا بعض الصفات ونفينا اللائق به ؟! يبدو أنك تظن أننا متفقون معك على أنها لائقة به إلا أننا نفيناه !!
هل تسمح لي أن أعدل ردك فبدل قولك ( لزمه إثبات الباقي ) يكون ( لزمه إثبات اللائق به ) ؟ فإن كانت المسألة هكذا فأنت جعلتنا متفقين معك في أنها لائقة به إلا أننا لم نثبتها له وصيرتنا متناقضين لهذه العبارة لأننا نقول أنها غير لائقة به !! كل هذا تلبيس وتشويش على القارئ !! نحن يا أخي لم نسلم لك أصلا أن تلك الإضافات لائق به حتى تلزمنا بالتناقض !!
قال حمد عن أهل السنة الأشاعرة : يقولون – ودون أدنى خجل - : طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم – ويُريدون بالخلف أنفسهم – كبرت كلمة تخرج من أفواههم .... الخ كلامه
يقول الهاشمي : أما البيجوري فيقول في شرح الجوهرة : وطريقة الخلف أعلم وأحكم لما فيها من مزيد الإيضاح والرد على الخصوم وهي الأرجح ولذلك قدمه المصنف ، وطريقة السلف أسلم لما فيها من السلامة من تعيين معنى قد يكون غير مراد لله تعالى . انتهى
فتأمل وافهم مقصد قائل تلك العبارة ولا تسئ الظن !!
يقول الشيخ عيسى الحميري (المفاهيم العقدية) : وبهذا التقرير يتبين لك خطأ بعض متأخري الأشاعرة حيث قالوا : "إن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم وأعلم" وهذه عبارة أقحمت في عقائد أهل السنة والجماعة ، إذ ليس هناك مذهبان إنما مذهب واحد أسلم وأعلم وأحكم اتفق على وجوب التأويل عند الضرورة ... الخ
قال حمد : أن الرجوع إلى العقل في هذا الباب مخالف للعقل ،لان هذا الباب من الأمور الغيبة التي ليس للعقل فيها مجال ...
يقول الهاشمي : وماذا تقول فيمن يقول : لله كيفية لأن كل شيء لابد له من كيفية ؟ ومن يقول بأن قيام الحوادث بذات الله تعالى وتسلسلها وقدم العالم بالدليل العقلي ؟ ومن يقول لا يرى إلا من هو بجهة ؟ ومن يقول بالإحاطة الحسية وغير ذلك ..
وأما صفة الرحمة فإن الأشاعرة لم تنف الرحمة حتى تلزمنا بالتناقض !!
قال حجة الإسلام الغزالي في المقصد الأسنى : "الرحمن الرحيم اسمان مشتقان من الرحمة . والرحمة تستدعي مرحوما ولا مرحوم إلا وهو محتاج . والذي ينقضي بسببه حاجة المحتاج من غير قصد وإرادة وعناية بالمحتاج لا يسمى رحيما ، والذي يريد قضاء حاجة المحتاج ولا يقضيها فإن كان قادرا على قضائها لم يسم رحيما إذ لو تمت الإرادة لوفى بها وإن كان عاجزا فقد يسمى رحيما باعتبار ما اعتوره من الرقة ولكنه ناقص . وإنما الرحمة التامة إفاضة الخير على المحتاجين وإرادته لهم عناية بهم ، والرحمة العامة هي التي تتناول المستحق وغير المستحق ، ورحمة الله عز وجل تامة وعامة : أما تمامها فمن حيث أنه أراد قضاء حاجات المحتاجين وقضاها ، وأما عمومها فمن حيث شمولها المستحق وغير المستحق وعم الدنيا والآخرة وتناول الضرورات والحاجات والمزايا الخارجة عنهما فهو الرحيم المطلق حقا . ( دقيقة ) الرحمة لا تخلو عن رقة مؤلمة تعتري الرحيم فتحركه إلى قضاء حاجة المرحوم ، والرب سبحانه وتعالى منزه عنها فلعلك تظن أن ذلك نقصان في معنى الرحمة ، فاعلم أن ذلك كمال وليس بنقصان في معنى الرحمة : أما أنه ليس بنقصان فمن حيث أن كمال الرحمة بكمال ثمرتها ومهما قضيت حاجة المحتاج بكمالها لم يكن للمرحوم حظ في تألم الراحم وتفجعه وإنما تألم الراحم لضعف نفسه ونقصانها ولا يزيد ضعفها في غرض المحتاج شيئا بعد أن قضيت كمال حاجته ، وأما أنه كمال في معنى الرحمة فهو أن الرحيم عن رقة وتألم يكاد يقصد بفعله دفع ألم الرقة عن نفسه فيكون قد نظر لنفسه وسعى في غرض نفسه وذلك ينقص عن كمال معنى الرحمة بل كمال الرحمة أن يكون نظره إلى المرحوم لأجل المرحوم لا لأجل الاستراحة من ألم الرقة . ( فائدة ) الرحمن أخص من الرحيم ولذلك لا يسمى به غير الله عز وجل والرحيم قد يطلق على غيره فهو من هذا الوجه قريب من اسم الله تعلى الجاري مجرى العلم ... الخ
يتبع الرد إن شاء الله تعالى ...
|