عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 22-01-2001, 08:15 PM
أبوأحمد الهاشمي أبوأحمد الهاشمي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 251
Post

أما أنهم يثبتون سبعا فصحيح وأما أنهم ينفون صفات كالرحمة فلا !! كيف وهم يثبتون أسماء الله الحسنى ويقولون أنها قديمة !! وأما أنهم يؤولون فلا ريب أن التأويل مما قال به السلف وليس بمذموم على إطلاقه ، والمذموم إنما يكون عن غير علم إذا كان فيه تحريف وزيادة ومخالفة للنصوص القطعية مع تشبيه الله تعالى بخلقه ، والممدوح إن كان عن علم ودراية وتنزيه لله تعالى ودفع لشبهة التشبيه إذا اتفق مع لغة العرب .
إن مذهب أهل السنة تفويض وتأويل والأصل عندهم التفويض ، وقد أولوا لضرورة على أنهم اتفقوا على تنزيه الله تعالى عن ظواهر النصوص المتبادرة إلى أذهان المشبهين . ثم إن الأشاعرة الذين حاربوا البدع والضلال - منهم من يمنع التأويل فيفوض ومنهم من يؤول بما تقتضيه لغة العرب مرتكزا على قاعدة (( ليس كمثله شيء )) لدرء شبهة المشبهين وطغيان الملحدين وما أكثرهم !! غير أن الجميع متفقون على نفي التشبيه والتجسيم عن الله تعالى وتنزيهه عما لا يليق بجلاله كالجهة وحلول الحوادث !!
يقول صاحب الجوهرة :
وعندنا أسماؤه العظيمة == كذا صفات ذاته قديمة
واختير أن اسماه توقيفية == كذا الصفات فاحفظ السمعية
وكل نص أوهم التشبيها == أوله أو فوض ورم تنزيها
فأهل السنة عندما يثبتون الصفات السبع لا يعني أنهم ينفون بقية الصفات كما يتوهم البعض !!
قال إمام الحرمين في آخر كتبه ما نصه : وقد اختلف مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة وامتنع على أهل الحق اعتقاد فحواها واجراؤها على موجب ما تبتدره أفهام أرباب اللسان منها فرأى بعضهم تأويلها والتزام هذا المنهج في آي الكتاب وما يصح من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم . وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب تعالى . والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقلا اتباع سلف الأمة ... الخ العقيدة النظامية ص32 وقد رجع عن التأويل إلى التفويض ولم يرجع عن العقيدة الأشعرية كما قاله من لا يفقه !!
وقال الحافظ ابن عساكر ما نصه : فإنهم –يعني الأشاعرة- ليسوا معتزلة ولا نفاة لصفات الله معطلة لكن يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات وبما وصف به نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح الروايات وينزهونه عن سمات النقص والآفات فإذا وجدوا من يقول بالتجسيم أو التكييف من المجسمة والمشبهة ولقوا من يصفه بصفات المحدثات من القائلين بالحدود والجهة فحينئذ يسلكون طريق التأويل ويثبتون تنزيهه بأوضح الدليل ويبالغون في إثبات التقديس له والتنزيه خوفا من وقوع من لا يعلم في ظلم التشبيه فإذا أمنوا من ذلك رأوا أن السكوت أسلم وترك خوض التأويل إلا عند الحاجة أحزم ... الخ تبيين كذب المفتري 388
وقال الإمام ابن دقيق العيد ما نصه : نقول في الصفات المشكلة إنها حق وصدق على المعنى الذي أراده الله ومن تأولها نظرنا فإن كان تأويله قريبا على مقتضى لسان العرب لم ننكر عليه وإن كان بعيدا توقفنا عنه ورجعنا إلى التصديق مع التنزيه ... الخ من الفتح 13/395
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح من كتاب التوحيد - باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله عز وجل : والصواب الإمساك عن أمثال هذه المباحث والتفويض إلى الله في جميعها والاكتفاء بالإيمان بكل ما أوجب الله في كتابه أو على لسان نبيه إثباته له أو تنزيهه عنه على طريق الإجمال وبالله التوفيق، ولو لم يكن في ترجيح التفويض على التأويل إلا أن صاحب التأويل ليس جازما بتأويله بخلاف صاحب التفويض انتهى
وقال الإمام السيد الحبيب عبد الله بن علوي الحداد الحسيني ما نصه: قال حجة الإسلام : جميع ما ورد في أمور الآخرة يحمل على الظاهر المعهود من غير تأويل . وجميع صفات الله مما يوهم التشبيه وينافي التنزيه فهو على مذهبين إما السكوت عن التأويل مع اعتقاد التنزيه وهو مذهب السلف . وإما الخوض في التأويل وحمل ما ورد على ما هو اللائق بجلاله وقدسه انتهى ومذهبنا في ذلك مذهب السلف انتهى كلامه رضي الله عنه من كتاب النفائس العُلْوية في المسائل الصوفية
حتى الحافظ الذهبي وهو ليس من الأشاعرة قال : فقولنا في ذلك وبابه : الإقرار والإمرار وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم . كما في السير ترجمة الإمام مالك .

هذا التفويض الذي هو إثبات الصفات بالمعنى الذي أراده الله تعالى يجعله ابن تيمية وشيعته من شر أقوال أهل البدع والإلحاد والعياذ بالله !! فالمسألة ليست في أن الأشاعرة تنفي الصفات وإنما الدعوة إلى التمذهب بمذهبهم في الصفات وهو إثبات المعنى المتبادر إلى أذهانهم والعياذ بالله !! فيا ليتهم انتهجوا منهجا وسطا بين التأويل والتشبيه لكنهم أبوا غير ذلك وادعوا أن ما يقولون به هو قول السلف !!