عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 12-01-2001, 03:44 PM
علاء الدين الجواهري علاء الدين الجواهري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 183
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله, وبعد: الأخ هيثم إن في كلامك مؤاخذات سأذكرها إن شاء الله
أولا: بالنسبة للحديث فالحديث صحيح ومالك الدار ليس مجهول الحال ولا مجهول العين فقد وثقه ابن حبان وصحح له إمام أهل الحديث ابن حجر العسقلاني والحافظ ابن كثير فمالك تتجاهل تصحيحهما, وهل تصحيحهما إلا توثيقا له؟

ثانيا: التصحيح والتضعيف من وظيفة الحافظ ليس من وظيفتك أنت, فهذا حرام لا يجوز أن تخوض في الحديث بمجرد وجود كتب بين أيديك, فياليتك تعرف حدك فتقف عنده وإليك هذه الفائدة:
قال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في نزهة النظر شرح نخبة الفكر: – وهو لا يقصدك بل يقصد بل يقصد أصحاب الممارسة – وإن جرح بغير تحرز أقدم على الطعن في مسلم بريء من ذلك ووسمه بميسم سوء يبقى عليه عاره أبدا. والآفات تدخل في هذا تارة من الهوى والغرض الفاسد وكلام المتقدمين سالم من هذا غالبا. ا.هـ.
فقف عند حدود الشرع ولا تتعدّ مرتبة ليست لك, وتذكر بأن هذا حرام لا يجوز, وكيف يجوز لغير الحافظ أن يحكم بمجرد النظر في الكتب؟
ومحاولتك لتضعيف مالك الدار رضي الله عنه مردودة فقد جاء توثيقه عن ثلاثة من الحفاظ أولهم ابن حبان وثانيهما أمير المؤمنين في الحديث وثالثهما ابن كثير فليتك كففت لسانك عما صح من الحديث.

وخذه حيث حافظ عليه نص ---- أو من مصنف بجمعه يخص

هذه وظيفة الحافظ وحده وحده وليست لمن هو دونه . فاعرف أنك تجاوزت حدك في الخوض مع الحافظ في هذه الوظيفة. ولنبدأ ببيان وهمك في هذه الأمور:

قلت لأبي صالح: وليس فيما ذكره الأخ أبو صالح ما ينافي كونه مستوراً، بل لقد حاول كثيراً رفع الجهالة عنه، علماً بأن المسألة ليست في كونه مجهول العين، وإنما هي في كونه مجهول الحال.

الجواب: مالك الدار ليس مجهول الحال, فقد روى عنه أربعة كما في الإصابة: روى عنه أبو صالح وابناه عون وعبد الله ابنا مالك.ا.هـ.
وأزيد بأن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع روى عنه, فصاروا خمسة.
وسعيد بن عبد الرحمن بن يربوع ثقة, وأبو صالح ثقة أيضا فهذان ثقتان رويا عن مالك الدار ووثقه ابن حبان فارتفعت الجهالة كما قلت أنت لأبي صالح: - الذي ينفرد بتوثيقه ابن حبان لا بدَّ أن يرويَ عنه عددٌ من (الثقات)، اثنين فأكثر، وليس أيُّ راويين فأكثر، لا بدَّ وأن يكون الرواة عنه ثقات لكي نطمئن لتوثيقه له.
فهذه شهادة منك بأنه ثقة – وأقول شهادة منك ليس لأنك حجة في علم الحديث معاذ الله – بل لترى أنك لست مطلعا على شىء وأنك توقع نفسك في أمور ليست من وظيفتك بل هي وظيفة الحفاظ وإنما أنت مقلد يأتيك النص فتتبعه فلا تخرج عن هذا – هداني الله وإياك إلى ما فيه خير.
وبما أنه قد ارتفعت جهالته فزيادة على هذا فقد صحح له ابن حجر وهذا توثيق وكذلك صحح له ابن كثير فهذا توثيق, لأن الصحة من لوازمها العدالة والضبط وهؤلاء الأئمة الأعلام شهدوا بهذا.

فالحديث صحيح والحمد لله رب العالمين وصلى الله عليك يا رسول الله الأمين وعلى جميع إخوانك من النبيين والمرسلين.