ألم أقل لك بأنك لا تعرف شيئا ما أنت إلا مطالع صحفي مفلس يا هيثم مفلس
وللحديث رجال يعرفون به ----- وللدواوين كتّاب وحسّابُ
أما عن عشرة رواة يا متفيقه فلسنا بحاجة له فيكفي واحد مع تعديل آخر, قال الحافظ في شرح النخبة: فإن سمي الراوي وانفرد راو واحد بالرواية عنه فهو مجهول العين كالمبهم إلا أن يوثقه غير من انفرد عنه على الأصح وكذا من انفرد عنه إذا كان متأهلاً لذلك. إ.هـ. فلست على حق في شيء وما لنا والعشرة؟ هذا كاف فأبو صالح وعبد الرحمن ثقتان رويا ووثقه ابن حبان وأمير المؤمنين شيخ الإسلام عمدة المحدثين والمدققين شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني رضي الله عنه وكذلك الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية.
أما قولك: فإنه لو كان كذلك لما قال عنه الحافظان المنذري والهيتمي: "لا أعرفه". (هو الهيثمي بالثاء لا بالتاء أما بالتاء فإنه ابن حجر الهيتمي وهذا نور الدين الهيثمي الحافظ, ولا إشكال في سبق القلم)
الجواب: هذا قول من غير ممارسة وجهل منك واضح بما هو موجود فإن هذا يحصل كثيرا وليس من شروط الحافظ أن يعرف كل الرواة بل المنصوص أن لا يغيب عنه " في الغالب " راجع كتب الحديث ومن الأدلة الواضحة قول الحافظ ابن القطان عن خالد بن دريك: مجهول. مع أنه ثقة له ترجمة معروفة في كتب العلماء. فهذا نوع آخر من التدليس أتيت به.
وحتى تفهم إليك هذا النص من الحافظ السيوطي في كتابه تدريب الرواي: فائدة أولى: جهل جماعة من الحفاظ قوما من الرواة لعدم علمهم بهم وهم معروفون بالعدالة عند غيرهم, وأنا أسرد ما في الصحيحين: من ذلك أحمد البلخي جهله أبو حاتم لأنه لم يخبر بحاله " ووثقه ابن حبان " وقال روى عنه أهل بلده. إبراهيم بن عبد الرحمن المخزومي جهله ابن القطان وعرفه غيره, فوثقه ابن حبان وروى عنه جماعة.
وهذه هي في كبدك فانظرها جيدا ويتابع السيوطي: أسامة بن حفص المدني جهله الساجي وأبو القاسم اللالكائي. قال الذهبي: ليس بمجهول روى عنه أربعة.إ.هـ.
فهل أحاديث الصحيحين عندك ضعيفة بسبب جهل بعض الحفاظ برواتها؟ إذن أنت لا تعرف شيئا إنما تعرف أوهاما لا أكثر فاذهب وتعلم.
أما قولك: ) لقد أوضحتُ الكلام فيمن تفرّد ابن حبّان بتوثيقه، وبقاعدة "ثقتين فأكثر" بما فيه الكفاية، فليس هناك داعٍ لمزيد الكلام عنها.
الجواب: يا مفتري أنت لم توضح بل وضعت شروطا لتوثيق ابن حبان, وقاعدة ثقتين فأكثر قال الحافظ: فإن سمي الراوي وانفرد راو واحد بالرواية عنه فهو مجهول العين كالمبهم إلا أن يوثقه غير من انفرد عنه على الأصح وكذا من انفرد عنه إذا كان متأهلاً لذلك. إ.هـ. فلست على علم ولا العلم منك.
أما قولك: أظننا قد أطلنا الكلا م في هذا الأثر بدون فائدة. وإنني أعجب –والله- كيف أنكم تجعلون من مثل هذه الآثار التي تتأرجح بين الضعف والصحة (أقول هذا تجاوزاً وعلى أحسن تقدير) .
الجواب: إنما أنت أطلت الكلام بما فيه تهويل وبدأت تصحح وتضعف من دون الرجوع إلى تصحيح أو تضعيف أحد من الحفاظ بل كلامك هنا ثابت ويظهر كيف تتجاهل تصحيح الحافظين ابن حجر وابن كثير له.
ولا تعجب من تصحيحهما بل اعجب من تجاهلك الطويل لتصحيحهما الحديثَ فإنه شوكة في حلقك وهذه الآثار التي تزعم أنها تتأرجح بين الصحة والضعف هل أتيت بمن ضعفها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل أتيت بمن خالف أمير المؤمنين – وانظر إلى مكانتك بجانبه – ابن حجر العسقلاني والحافظ ابن كثير بقول ابن حجر: وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح وقول ابن كثير في البداية والنهاية: وهذا الأثر صحيح الإسناد. أذكر حافظا واحدا معتبرا مشهورا ضعف هذا الحديث أما أنت فلا وزن لك لا من بعيد ولا من قريب.
فالحديث صحيح من غير نكير ومضت مئات السنين على صحته فالسكوت أسلم لك.
وللحديث رجال يعرفون به ------ وللدواوين كتّاب وحسّابُ
سأعيد ذكر ما قاله الحافظ السخاوي في فتح المغيث:
ولذلك قال بعض أئمة الحديث في هذا المحل للذي يطلق عليه اسم المحدث في عرف المحدثين أن يكون كتب وقرأ وسمع ووعى ورحل إلى المدائن والقرى وحصل أصولا وعلق فروعا من كتب المسانيد والعلل والتواريخ التي تقرب " من ألف تصنيف " فإذا كان كذلك فلا ينكر له ذلك.
وأما إذا كان على رأسه طيلسان وفي رجليه نعلان وصحب أميرا من أمراء الزمان أو تحلى بلؤلؤ ومرجان أو بثياب ذات ألوان فحصل تدريس حديث بالإفك والبهتان وجعل نفسه لعبة للصبيان لا يفهم ما يقرأ عليه من جزء ولا ديوان فهذا لا يطلق عليه اسم محدث وإنه مع الجهالة آكل حرام.إ.هـ. كلام الحافظ السخاوي
فاعرف مكانتك بين أهل الحديث
والحمد لله رب العالمين
|