عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 30-03-2001, 04:36 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
Post

أخي المؤيد،

موضوعك مهم، ويحتاج إلى أن ينظر المرء في كل الأقوال، حيث إن بعض الذين نفوا المجاز أثبتوه عن طريق استخدام مصطلحات مختلفة، فالبعض يقول أنه لا مجاز ولكنهم يفهمون الحقيقة على غير ما فهمها أهل المجاز، فيكونون بذلك أثبتوا المجاز بتمسيتهم إياه حقيقة.

النقطة الثانية، أن سبب إنكار البعض للمجاز -في رأيي- أنهم عندما حاربوا بعض المعتزلة الذين يقولون بالمجاز والذين لم يضعوا قواعد لاستخدام المجاز في القرآن فتأولوا القرآن كما شاؤوا، فإن هؤلاء العلماء خافوا على القرآن من أن يَفسد تفسيره بفتح باب المجاز على مصراعيه، فقالوا ببطلان المجاز، والذي يقوله الجزء الأكبر من علماء الأمة أن المجاز يكون في القرآن بشروط معينة، ولا يكون المجاز إلا إذا امتنع المعنى الحقيقي، فالله تعالى يقول: "ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا" فلو أخذنا الكلمة على حقيقتها لكان كل العميان في النار، ولكن المعنى الحقيقي امتنع فاضطررنا إلى المعنى المجازي، وهذا أمر مهم فإننا لا نصرف اللفظ عن معناه الحقيقي إلا لسبب، وهذا ما يقره العلماء في كلامهم وإن كان ظاهره نفي وجود المجاز في القرآن.

وفي النهاية أقول إن المجاز من لغة العرب، وأن فيه الجيد والردئ كما في أي شيء آخر، وكذلك كل ضروب البلاغة التي في اللغة، والقرآن يختص بالجيد ولا يمكن أن يكون فيه من رديء البلاغة، فلا نقول أن في القرآن مبالغة أو في القرآن كذب أو غيرها من ألفاظ البلاغة التي لا تليق بالقرآن، وقياسا على ذلك فإننا لا نقول أن في القرآن من المجاز ما لا يتناسب مع كونه كلام الله، أما ما جاز في حق الله فإننا نعتبره، والله أعلم.

وفي النهاية، أرجو أخي العزيز أن تتجنب الألقاب كقولك "علماء الحشوية" فإنها لا تثري موضوعك ولا تنفعه في شيء.

بارك الله فيكم