روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قوله تعالى : (
بل الإنسان على نفسه بصيرة )
قال : إذا شئت والله رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم ، غافلا عن ذنوبه. ومن كان كذلك فقد تمّت خسارته ، كما قال بكر بن عبدالله : إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس ، ناسيا لعيبه ، فاعلموا أنه قد مُكِـرَ بِهِ . وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه ، وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مُكبِّر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يبصر أحدكم القـذاة في عين أخيه وينسى الجذل أو الجذع في عين نفسه ) . قال أبو عبيد : الجـذل الخشبـة العالية الكبيرة . رواه البخاري في الأدب المفرد مرفوعاً وموقوفاً ، وصحح الشيخ الألباني وقفـه على أبي هريرة ، ورواه ابن حبان مرفوعاً - أي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم -
سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن تتبع عورات العلماء والمسلمين..فأجاب:
"هذا لايجوز بارك الله فيك ، تتبع عورات المسلمين ولاسيما العلماء محرّمة، فقد جاء في الحديث:\" يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته فضحه - أظنه قال- ولو في جحر أمه \" . أي : في بيتها.
فلا يجوز لنا أن نتتبع العورات.
وتتبع العورات عورة...يعني هذا الذي ذهب يتتبع عورات الناس هو الآن واقع في عورة.
والواجب – بارك الله فيك- لمن صدر منه ما يُنتقد عليه ، أن يدافع الإنسان عن أخيه إذا سمع من ينتقده في هذا، ويقول: لعله اشتبه عليه الأمر..لعل له تأويلاً ، لاسيما من عُرف بالصدق والإخلاص، وحب نشر العلم. "
من شريط شرح حلية طالب العلم "6"
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=140