عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 30-05-2006, 01:30 PM
عربي سعودي عربي سعودي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: السعودية - الرياض
المشاركات: 2,185
إفتراضي

و فوق هذا يصور الإعلام الغربي الليبراليين بأنهم أغلبية بينما هم العكس في الواقع

و قد كتب الكاتب فارس بن حزام مقالا في ذلك و لذا سأضعه هنا لمناسبته للموضوع ..

أقلية كأكواب « لاتيه » في مقهى شعبي
فارس بن حزام
يذهب الجمهور في عالمنا الإسلامي باتجاه الدين. لأن الدين أشمل من كل الأفكار المدنية الحديثة مجتمعة. الانتخابات على مدى 3 أعوام تؤكد ذلك في كل مرة، من انتخابات إلى أخرى. في السعودية وإيران وفلسطين ومصر.
أخيراً، الإعلام الغربي تلقى دروساً محترمة، بعد كل انتخابات يتلقى درساً جديداً، ويتعلم. الدرس يقول: لا تراهنوا على غير الإسلاميين!

الإعلام الغربي صور لنا إيران كالفارس القادم على صهوة جواد باتجاه الانفتاح والحرية، صور لنا دوراً مؤثراً للإصلاحيين، حاول إقناع المتلقي بإقبال إيران على التغيير السريع، وأنها في انتظار الفرصة الذهبية لاقتناص التفاحة. كان ربيعاً إعلامياً، ليس أكثر. كان الإعلام الغربي يراهن على الانتخابات الرئاسية لفوز الإصلاحيين، راهن على هاشمي رفسنجاني -لا أعلم كيف صُنف إصلاحياً- فكان أحمدي نجاد.

التي دفعت بأحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة هي أصوات الجمهور، وليست أقلام إعلاميين غربيين. الجمهور قال كلمته آنذاك مثلما قالها في الانتخابات البلدية في غير منطقة سعودية.

المشكلة مع الإعلام الغربي أنه يصنع آراءه في مقاهي ستاربكس، ولا يذهب إلى المقاهي الشعبية، وهو لا يعلم أن رواد الأخيرة من بسطاء المجتمع، الذين تسيرهم فتوى وتزكية من رجل عُرف عنه الصلاح، ويتجنبون كل فكرة مستوردة يصدع بها دعاة الليبرالية. هذا ما لم يفهمه الإعلام الغربي حين راهن على الليبراليين في السعودية، وحاول أن يصور لنا المشهد في البلاد من خلال قياسات بناها في شوارع حي العليا.

على مدى 3 أعوام، وتحديداً عقب 11 سبتمبر، ظل الإعلام الغربي يركز على صورتين في المشهد السعودي: «أصولية متفشية، ليبرالية متنامية». هذا الإعلام حاول صناعة خديعة طوال تلك الفترة. صنع عبارة «الأغلبية الصامتة». روج لها كثيراً. كان يزعم أن غالبية الجمهور تميل إلى المنهج الليبرالي، ولكنها عاجزة عن التعبير. كان يصفهم كمن يتحدث عن خلايا نائمة تنتظر من يوقظها.

جاءت الانتخابات البلدية وقالت غير ذلك. قالت إن الجمهور الصامت نطق إسلامياً. نتائج الانتخابات صدمت بعض دعاة الليبرالية قبل الإعلام الغربي، فبعض هؤلاء الدعاة عاش خديعة الانتشار والقبول. الحقيقة أزعجتهم. الحقيقة مؤلمة حين تكتشف أنك لا شيء. أنك أقلية، ككوب قهوة «لاتيه» في مقهى شعبي، ويُعد بلا طعم أيضاً.

الإعلام الغربي بعد عام على تلك النتائج المحرجة لمزاعمه، التزم الصمت وذهب إلى الحياد النسبي. سعى إلى التعرف على حقيقة تلك الأغلبية الصامتة وسر توجهها المحافظ،. وترك عنه جانباً الدعاة المضللين في الأحياء الفاخرة.

في طهران، كان الإعلام الغربي يقصد أحياء الشمال، حيث الحياة المخملية ك«تجريش» و«زعفرانية» و«سعادة أباد»، وظل طوال عام قبل الانتخابات يصور لنا طهران من خلال تلك الأحياء. هذا الجزء من طهران لا يشكل سكانه سوى عُشر العاصمة، وهو عصارة الرأسمالية والناس «الكلاس». هؤلاء تاهوا أمام ملايين البسطاء والفقراء حين حل عليهم يوم الزحف الكبير إلى صناديق الاقتراع.

المشهد في الرياض كان ذاته في طهران. الإعلاميون حين زيارة الرياض ينزلون ضيوفاً في مجالس شمال المدينة، ويخرجون دون زيارة جنوبها، فتشابهت النتيجة في العاصمتين. بنيت تصورات من نتائج ذات مقاييس غير سليمة، فكانت النتيجة: أقلية ليبرالية ناطقة!

الحقيقة التي لا يعرفها الإعلام الغربي، أو يتجاهلها، أن الناس -البسطاء منهم- هم غالبية أي مدينة، أي عاصمة كبرى، هم محدودو الدخل والأكثر انشغالاً بيوميات الحياة، وهؤلاء حين تضيق عليهم الحياة يلجأون إلى الدين لحل مشاكلهم. الدين مرجعهم للعلاج والتوبة من كل ذنب اقترفوه، ورجال الدين مأواهم لحل أي مشكلة حياتية يواجهونها. لذا تكون النتيجة الطبيعية حين تتنوع الخيارات، أن يذهبوا إلى رجل الدين فيتبعوا ما يقوله.

هؤلاء البسطاء، الذين غيبهم الإعلام الغربي، هم وقود أي معركة بين تيارين إسلامي وليبرالي. ومن هنا كان فوز أحمدي نجاد برهانه عليهم وعلى قضاياهم ويومياتهم، ومثلها كان الحال في الرياض ورياض عربية أخرى.


الرياض
العربية نت


شكرا لك أخوي ولد ابو متعب