الإسلام العظيم بريء من أقوالكم وسلوككـم
قولوا لي ، بالله عليكم ، ما أهمية أن يكون الفرد شيعيا أم سنيا أم .... أم .... ، اذا لم يكن ذلك إسهاما في انسانيته و انسانية الاخرين.. ؟
ما أهمية أن يكون المرء سنيا أم شيعيا ، وهو يسعى بكل طاقته لتفريق صفوف المسلمين ، في وقت يحتاجون فيه الى التآزر ، والتآلف ، والتكاتـف ، والتراحم ؟؟.
وما أهمية أن يكون المرء ، سنيا أم شيعيا ، وهو لا يحمل ذرة من مباديء وأخلاق الأسلام في عقله وضميره ، بل ويسيء ، بألفاظه ، وبسلوكه ، الى صورة الأسلام والمسلمين ؟؟
ما قيمة هذه التسميات ، اذا كانت مبررا للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد ، ونشر البغضاء ، وإشاعة الأحقاد ، ورش الموت والخراب والدمار .. وصولا الى تقطيع الرؤوس ، و وأد الحرية ، و تحويل الاوطان الى قلاع منعزلة ، وسجون ، ومقابر جماعية ؟
للأسف ، انّ الكثير مما يكتبه أغلــب الأعضاء هنـا ، سواء كان عبارة عن مواضيع مستقلة أو ردود .. يؤكد حقيقة مؤلمة ومفزعة ، في نفس الوقت ، هي اننا أبناء بررة ، لثقافة طائفية عتيدة ، تسري في عروقنا ، وتعشعش في عقولنا ، من مستوى التربية الأسرية الى أعلى المستويات الأكاديمية !.
ثقافة سوداء ، تربي الأجيال على الكراهية و الأقصاء ، واحتقار الآخر ، فقط لأنه الآخر مذهبيا أو طائفيا ، بغض النظر عن أي شيء آخر !!.
بل أنها ، أحيانا ، تبرر قتل ذلك الآخر في أي وقت اذا اختلفنا معه !!!!.
ثقافة متحجـّرة ، لم تفقه بأن الأختلاف في الرأي ، كالأختلاف في لون البشرة والشعر .
ثقافة ، تضعنا في مصاف الملائكة ، و تضع جميع الآخرين في كفة الشيطان .
ثقافة مريضة ، تريد نسيج وطن بلون واحد ، ورؤية واحدة ، وعقل واحد ، وفكر واحد ، عنوانه الكبير المذهب أو الطائفة .
إنها ثقافة الرعب والتخلف والموت .. حيث لا جمال و لا اعتدال و لا اختلاف .
حياة بلون واحد حالك !!.
ندعي الأخوة والتسامح .. بينما تنثر ثقافتنا الطائفية الجثث يمنة و يسرة .. ولا تحرك ضمائرنا مقابر جماعية أو جثث ممزقة !!.
ندعي الرحمة ، ونفتري المحبة .. بينما تتداعى بعض مرجعايتنا الدينية و الثقافية بجميع ألوانها مكرسة جل وقتها لهدر الدماء ، و تكفير العقول ، و ووووووو .. !!.
أكاد أجزم أنّ الإسلام العظيم .. بريء من أقوالكم وسلوككـم ..
متى تتحرّر عقولكم من ربقـة العصبية والطائفية والعنصرية المقيتــة .. التي لاعلاقة لها بديننا الإسلامي العظيم ، ولا بأخلاقنا العربية الكريمـة ..
ديننا دين الرحمة والمودة والمحبة والأخوة والتسامح .. أم أنّ هناك إسلام آخر لانعلمــه ؟؟
نهر الحكمــة
__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )
|