عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 03-06-2006, 03:25 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

وفي السودان، طورت "ساماريتانز بورس" أنشطتها المزدوجة الإحسانية والتبشيرية. ووفقا لما أعلنه فرانكلين غراهام على موقع الأنترنت، فقد شارك رئيس الأغلبية بالكونغرس الأمريكي بيل فورست، في الرحلات الجوية الإنسانية للمنظمة بإعطائها مضمونا سياسيا. وبلور نظرية الإدارة الأمريكية التي تحمل المسؤولية في الأزمة للحكومة السودانية، وهي أزمة لا يمكن حلها إلا بتدخل البنتاغون.


الواعظ الحداثي
ولد ويليام فرانكلين غراهام الثالث عام 1952، وهو رابع خمسة أبناء الإنجيلي بيلي غراهام. في مقال مخصص للإمبراطورية المسيحية لفرانكلين غراهام، فصل الكاتب جون شوكمان الرغبات المبكرة لفرانكلين. وتطابقا لعدة شهادات كان فرانكلين مراهقا متمردا، يدخن (وهذه عادة تطارد عدة إنجيليين)، ويعاقر الخمر ويرتكب أعمال شغب. ولذلك طرد من ثانوية "طورنو". ودون الدخول في تفاصيل حياته الرسمية المنشورة، ففي سن 22 عاما، "وبعد مرحلة تمرد وجولات عبر العالم، انتهى فرانكلين إلى تسليم حياته بين يدي المسيح المخلص"، ليقوم الطبيب بوب بييرس، مؤسس "ساماريتانز بورس"، بإرساله في مهمة تبشيرية بآسيا. "وأحس بالحاجة إلى العمل مع بؤساء الحروب والمجاعات والأمراض والكوارث الطبيعية".


في سنة 1978، عين عضوا بمجلس الإدارة في هذه المنظمة، وفي السنة التي تلتها وشهدت وفاة بييرسي رئيس المنظمة، بقي في هذا المنصب حتى يومنا هذا، أي ربع قرن بعد ذلك.


انطلاقا من سنة 1989، زاوج فرانكلين بين أنشطته كقطب في العمليات الإحسانية الدينية من جهة، ومواعظه وأنشطته الإنجيلية بتعاون مع والده.

يوم 23 سبتمبر 2003، في ملعب تولسا بأوكلاهوما، كان الحاضرون يقدرون بحوالي 40000 شخص للاستماع إلى خطبته. وأثناء المهرجان، أخذ إدوارد ابنه الأصغر الكلمة، وكان قد حصل لتوه على دبلوم الأكاديمية العسكرية لويست بوينت، فألقى في الناس أن "إيمانه ساعده" طيلة تكوينه. ولكن القس فرانكلين لم يسعفه الزمان مع ابنه نيد، وهو أيضا قس، إذ شاعت في الصحف فضائحه الجنسية.


"الأسرة" الخفية
الواقع أن خليط الناس الذين يلتقي بهم آل غراهام ليس وليد الصدفة، فتلك استراتيجية يحرص على التمسك بخطواتها وتكتيكاتها. وليس آل غراهام سوى ناطقين رسميين لمنظمة عسكرية دينية سرية، أنشئت في عام 1947 من قبل أبراهام فيريد، لتطوير بديل مسيحي للشيوعية الملحدة في سياق الحرب الباردة. ورغبة في كتمان أمرها، لا تحمل المنظمة أي اسم، غير أن أعضاءها يسمونها فيما بينهم "الأسرة". المقر يوجد في إقامة فاخرة لها حديقة كبيرة ذات أشجار رائعة بالقرب من البنتاغون.


لم تكتشف "الأسرة" مؤهلات بيلي غراهام إلا في بداية سنوات 1950، لتصنع منه النجم المفضل. جمعيات كثيرة أنشئت لتنصير المسؤولين السياسيين أولا بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم بوتيرة تصاعدية في كل دول الحلف الأطلسي. والفرع الفرنسي أنشئ عام 1956 . في سنوات 1970 أنشأت "الأسرة" مركزا بالفيليبين "كوليج السفراء" حيث تلقى التكوين عدد من كبار الموظفين بالإدارة الأمريكية، وحيث "أقاموا" صلواتهم. واليوم يقود الصلاة والوعظ بهم فرانكلين غراهام. ومنذ إنشائها عام 1947، لا تظهر "الأسرة" إلا مرة واحدة في السنة، لتختفي بعدها عن الأنظار خلف نجمها الواعظ الرئاسي. وتنظم على هامش المؤتمر الدولي للبرلمانيين من جميع أنحاء العالم، غذاء صلاة ووعظ يترأسه الرئيس الأمريكي. ورغم البرودة التي يبديها الديمقراطيون مقارنة مع الجمهوريين، إلا أن أحدا منهم لم يتغيب عن اللقاء ولو مرة واحدة.

منقول للمنفعة