[يتيم الشعر]

الأخت أوركيدا

تعجلتِ وتكلمت بما ليس لكِ به علم غفر الله لك ، فهناك حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه ( كل مولود يولد على الفطرة ) أي أن كل مخلوق يولد على الفطرة مسلماً ، فالإسلام ليس بالوراثة ، لكن انحراف الوالدين عن الدين الحق هو ما يلوث الفطرة السوية عند المولود حتى يغدو على دين آخر ، لكن إن ظلَّ مسلماً فهو يظل كذلك لأنه ولد على الإسلام .

الأخت على رسلك ..
ما أزال أنتظر اعترافك بخطئك في نسبة ابن ملجم ( رغم أنك سميته ابن محجم ) إلى الشيعة .

ثانياً .. تكفير الناس ليس لأحد من الناس ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة ( أشققت عن قلبه ) ، أما الأئمة الأربعة فلم يكفروا الشيعة ، وأنا أنتظر منك دليلاً على تكفيرهم .

ثالثاً : تكفير الصحابة كفر .. بل إن من قال لمسلم - أي مسلم - أنت كافر ، فقد كفر ، ولا يوجد نص من قرآن أو سنة على أن سب صحابي يكفر مسلماً ، ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ..ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام أبي الحسن الأشعري ( 15/85-90 ) ، قال : رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي ، سمعت أبا حازم العبدوي ، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول : لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد ، دعاني فأتيته ، فقال : اشهد عليّ أني لا أكفر أحداً من أهل القبلة لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد ، و إنما هذا كله اختلاف العبارات .

قلت – أي الذهبي - : و بنحو هذا أدين ، و كذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه ، يقول : أنا لا أكفر أحداً من الأمة ، و يقول :قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن . فمن لازم الصلوات فهو مسلم .


رابعاً .. ليس كل الشيعة يسبون أو يقدحون في أحد من الصحابة لكن منهم من يفضل علياً رضي الله عنه على عامة الصحابة ومنهم من يراه أولى بالخلافة من عثمان رضي الله عنه ، فهم ليسو سواء ، والشيعة الزيدية لم يقل بكفرهم أحد من علماء السنة ، وأنا أراكِ يا " على رسلك " - هداك الله - تخلطين الحابل بالنابل ، وتقولين إنك على علم بالشيعة فيتبين أنك لا تعرفين فرقة كبيرة منهم وهم الزيدية بل إن شيخ الزيدية هو أحد مشائخ الإمام أبي حنيفة ( وهو فارسي )

خامساً .. يقول ربنا عز وجل ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله و رضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) فلا يجوز إلا الترضي على جميع الصحابة فهم سادة هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ، وجمهور العلماء يفضلون الخلفاء الأربعة بترتيب خلافتهم ، ولا شك بأن خامس الخلفاء الراشدين هو الحسن بن أبي طالب رضي الله عنه بنص الحديث الشريف ..

وأنا هنا أعود للموضوع الأصل ، وهو سجن عدد من الناس بدون تهمة ولا محاكمة فهل هذا من العدل ؟ وهل هذا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يا من تدافعون عن السنة ؟