عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 05-06-2006, 05:09 AM
الثأر الثأر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 233
إفتراضي دارفور وما أدراك ما دارفور

التورط الألماني!



هناك تورط فرنسي واضح ومفهوم، لأن فرنسا كانت تحتل دول غرب إفريقيا.. ولها الآن نفوذ واضح في المنطقة ــ وبالذات تشاد حيث تقيم بها قاعدة عسكرية ــ وهي تريد أن تلحق إقليم دارفور ــ الغني بالثروة الحيوانية والموارد الطبيعية، وفوق هذا وذاك (اليوارنيوم) الذي يسيل له لعابهم جميعاً ــ تريده أن يكون ضمن (الفرانكفونية)، لكن ما بال ألمانيا؟ لقد آلت ألمانيا على نفسها بجهود جبارة في (تغذية الصراع) و (محاصرة الحكومة دولياً) حتى إن وزير خارجيتها جنَّد نفسه لهذه القضية! فأصبح في حالة طيران من باكستان إلى الصين إلى غيرها لينتزع قراراً قاسياً من مجلس الأمن يقضي بإرسال قوات دولية (احتلال) وغير هذا يتمظهر الدور الألماني في عدة محطات منها: تبني وزيرة الدولة بالخارجية (كريستينا موللر) لمجموعة المقاتلين في الحركة العنصرية من دارفور والمعروفة باسم «العدل والمساواة» و رعايتها لقضيتهم في لقاء صريح في شهر مايو الماضي.. بالمقابل نجد الحزب الحاكم (الإشتراكي الديموقراطي) يستضيف الفصيل الآخر «حركة تحرير السودان» وقام بالتسويق لأطروحاته في حلقة نقاش شهيرة ببرلين في 2004/6/16م، وقبل ذلك نظمت ألمانيا لهم جميعاً مع حركة جون قرنق مؤتمراً ضخماً أسمته (مؤتمر المهمشين) في يوم 2004/4/4م، ودخلت على الخط الكنيسة الأنجلكانية، وقام مركز الدراسات الشرقية بألمانيا أيضاً بتأليف قصص «التطهير العرقي» وهناك مؤسسة (ake) الألمانية ــ التي رعت مؤتمر المهمشين ــ تعمل على نشر الأزمة والتسويق لها خارج ألمانيا ــ وقد نجحت في ذلك في هولندا ــ وهناك (وكالة القرن الإفريقي) التي تتخذ من (أريتريا) مخلباً فتغذيه بكل ما يريد في زعزعة السودان.. وهناك (منبر فلوتو) ومنظمة (ekd) الكنيسية ومنظمة (سوادن فوكل بوينت) الألمانية أيضاً، وهناك كنيسة «سماريتا» التي نشطت ضد السودان بألمانيا وهناك مؤسسة «كونراد أيدن أور» والخطير في كل هذا، أن هذه المؤسسات والكنائس هي المؤثر الأقوى في صناعة القرار بألمانيا

هل لإسرائيل دور في صراعات السودان؟



يجيب على هذا السؤال المفكر والأكاديمي د. حسن مكي فيقول: «نعم لإسرائيل دور مرصود ودقيق في كل النزاعات الواقعة في السودان، ويعتبر (أوري لوبراني) مستشار الزعيم (ديفيد بن جوريون) للشؤون العربية مهندس فكرة ومرجعية (أهمية السودان للسياسة الإسرائيلية) حيث يراه بوابة إسرائيل لشرق إفريقيا ــ لذلك تجد السودان ضمن القرن الإفريقي ـ وكذلك لسبب إستراتيجي كون السودان يمثل العمق الحقيقي لمصر، ذلك فضلاً عن الأهمية الاقتصادية الخطيرة للسودان بموارده الهائلة».



وعن الترجمة الحقيقية لهذا الاهتمام الإسرائيلي يقول د. مكي: «نجحت إسرائيل في اختراق أجهزة الأمن في أثيوبيا وكينيا ويوغندا، أما أريتريا فهي بالكامل لها، ومن هناك انطلقت مجهوداتهم تجاه السودان بإنشاء واجهات استثمارية أو خيرية أو تجارية مثل شركة (اينكودا) العاملة في مجال (الثروة الحيوانية) والتي يديرها (بن ناتان) وهو أول إسرائيلي تولى التنسيق مع متمردي جنوب السودان.. كما أقامت إسرائيل عدة قواعد جوية في المدن المحيطة وداخل جزر البحر الأحمر! بل حتى في تشاد حيث تملك بحيرة (إيرو) ومطار (الزاكومة) ومطار (مقور)!» وحول بدايات التدخل الإسرائيلي في صراعات السودان يقول: البداية كانت مع سفير إسرائيل (أوري لوبراني) في يوغندا عام 1965م ثم انتقاله إلى أثيوبيا 1967م ــ 1972م وهو الذي نقل الدعم إلى أن يكون مباشراً ــ غير الأغذية والدواء ــ بنقل ضباط وجنود من الوحدات الخاصة الإسرائيلية لتدريب المتمردين.. ثم ظهر بعد ذلك تاجر الأسلحة الإسرائيلي (جابي شفيق) كوسيط بين شركات السلاح والمتمردين، ثم انتقل الدور إلى المشاركة التكتيكية المباشرة لعدد من المعارك العسكرية! وهنا نورد أسماء الضباط الإسرائيليين الذين شاركوا مثل العقيد (باروغ بازير) ورجل المخابرات (حييم ماساتي) ويكفي موت خمسة ضباط إسرائيليين في جنوب السودان نهاية 1988م.. ويكفي ما يقولونه هم صراحة عن التأييد الإسرائيلي غير المحدود للمتمردين، مثلما أكد سفير إسرائيل في زائير (مئير بوحاس) عام 1990م وما قاله (ديفيد كمحي) في ندوة مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة تل أبيب عام 1990م أيضاً حيث أكد على أن الأمر «حاسم» أي لا تراجع أو تهاون فيه! ولذلك نلاحظ كيف نقلوا المعارك إلى الشمال في مدينتي (الكرمك) و (قيسان) على الحدود السودانية الإثيوبية، أما الدكتور الطيب زين العابدين فهو يشير إلى المتابعات اليومية للحركة الصهيونية وتدخلها الواضح في مسألة دارفور، مثل الورشة التي عقدوها قبل أيام بواشنطن (ورشة دينية) حول هذه القضية وكيف أن الحاخام (ديفيد سابرستين) علق ليحشد عطف وتأييد اليهود بقوله: عندما ترتكب أعمال إبادة عرقية ينبغي على اليهود أن يكونوا في مقدمة المحتجين لأننا سبق أن كنا ضحايا وشهوداً لمثل تلك الأعمال!.



وقام (جيري فاولر) مدير لجنة الضمير اليهودية بزيارة معسكرات لاجئي دارفور في تشاد!، وغير هذا يشير د. الطيب إلى إيقاف متحف المحرقة اليهودي نشاطه في فترات بقصد لفت الأنظار إلى دارفور! وأكثر من ذلك قامت مجموعة «ائتلاف» اليهودية ــ والتي تضم 45 مجموعة ــ بإنشاء مكتب خاص مهمته جمع التبرعات لقضية دارفور! الآن يبرز السؤال المشروع للذين يصرخون في وجه من ينبه لخطر التدخلات الخارجية ويصفونه بـ «أطرش نظرية المؤامرة» بماذا يعلقون على ماسرده هؤلاء الأكاديميون بشواهدهم الموثقة؟.



لماذا التمرد أصلاً؟



إذا وقفنا فيما مضى على خلفيات الصراع القبلي والتداخل السكاني بين الجوار وتدفق قطع السلاح، وأن هذه العوامل عملت على تغذية الصراع «الثوري» المسلح «التمرد» فما هي أسباب التمرد أصلاً؟ الذي يقرأ في «أدبيات» المتمردين لا يكاد يصل معهم إلى مطالب مفهومة وذات وجاهة تستدعي كل الذي يقومون به.. فهم تارة «لتحرير السودان» وتارة «للعدل والمساواة» وتارة ينادون بـ «مداورة منصب رئيس الجمهورية» ليكون على أساس عرقي! وتارة يدعون عملياً إلى إخراج العنصر «العربي» من الإقليم كله.. وهكذا يتماهون ويحومون في فضاء كاذب من المنطلقات لكنهم يتسمرون «خلف» التهميش.. والحق أن السودان كله يحتاج إلى التنمية، وأكثر المناطق التي تحتاج إلى التنمية ــ من غيرها ــ هي منطقة الشمال، وبالذات التي ينحدر منها نائب الرئيس «قرى الشايقية» مثلاً.. وفي العهد الحالي تم تقسيم السودان إلى 26 ولاية ليكون الحكم المحلي أكثر قرباً من الأهالي، فهناك 26 والياً و 26 حكومة، و26 برلماناً وعشرات المحافظين، وتعبدت مئات الكيلومترات من الطرق، وقامت في كل ولاية جامعة (كان في السابق 5 جامعات فقط).. الآن في دارفور وحدها 3 جامعات بعد أن كان الرقم صفراً.. وهكذا جوانب التنمية الصحية والتعليمية الأخرى.. بمعنى أن الجهود تُبذل فعلياً للنهوض بهذه الولايات، فلن يكون سبب التنمية للتمرد مقبولاً!.



شكوك حول حقيقة الوضع الإنساني



من المدهش أيضاً في قضية دارفور أن التحرك (الدولي) اشتد في الوقت الذي بدأت فيه عودة النازحين إلى قراهم، وعودة اللاجئين! وفي وقت تنشط فيه حركة المتمردين في اختطاف (العُمَدْ) وفي وقت يتحسن فيه الإمداد الغذائي والدوائي للنازحين واللاجئين! وإذا نظرنا في الواقع العملي للصياح باسم (العمل الإنساني) نجد أن المنظمات الدولية المسجلة في السودان تزيد على 112 منظمة، العاملة في دارفور فقط 25 منظمة! وتجدهم يشتكون من (تعقيد الإجراءات) في وقت تتم فيه إجراءات التسجيل للعمل بدارفور خلال يوم واحد ولمدة 3 أشهر وتمنح سفارات السودان بالخارج المنظمات الأجنبية تأشيرات للعمل بدارفور خلال 48 ساعة فقط

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
__________________



انا
الثأر

سأثأر ولـكن لرب وديــن *** وأمضي على سنتي في يقين


فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله في الخالديـــن