***
وَيا أَخِي المُسْلِمُ المَخْضُوبُ مِنْ دَمِهِ هَيَّا تَيَقَّظ فَإن اللهَ يَخْتَبِرُ
فَََطَهِّرِ العَقْلَ وَالأفْكارَ مِنْ صَدَأٍ سُمٍّ دَخيلٍ وَضِيعٍ شاْنَهُ الوَضَرُ
وَنَوِّرِ الفِكرَ والمَفْهُومَ أجْمَعَهُ يَرْقَى بِكَ العَقْلُ والأفْكارُ تَزدَهِرُ
إنّا على مِلَّةِ التَّوحِيدِِِ مِلَّتِنا فَلتَشهَدِ الأرْضُ والأجْرامُ والسُّدُرُ
لا نُشْرِكُ اللهَ في تأليهِهِ أَحَدَاً وَلا يكابرُ إلا مَنْ بِهِ عَوَرُ
هِيَ العَقِيدَةُ وَالتوحيدُ مَنبَعُها هِيَ القِيادَةُ لِلأفْعالِ تُعتَبَرُ
كُنْ واعِياً مُستَنيراً راشِداً فَطِناً فحامِلُ الدَّعوَةِ المعهودُ يدَّكِرُ
وَثَقِّفِ النّاسَ بِالإسْلامِ في دَأَبٍ ثُمَّ انطَلِقْ في كِفاحِ الكُفْرِ يَنْحَسِرُ
واستَنْصِرِ اللهَ ثُمَّ المُخْلِصِينَ لَهُ فَهكذا جاءَتِ الأحكامُ والسِّيَرُ
جاهِد بِمالِكَ لا تُبْقِيْهِ مُدَّخَراً فإنَّما أَنفَقَتْ يُمْناكَ تَدَّخِرُ
جاهِدْ بِنَفْسِكَ لا تأبَهْ لِنازِلَةٍ فَكُلّ ما قَدْ قَضاهُ اللهُ يُنْتَظَرُ
هاجِرْ بِدينِكَ إنْ ضاقَتْ إلى فُسَحٍ قد آل للهِ ذاكَ الحِلُّ والسَّفَرُ
وَقُلْ نَوَيتُ لِوَجْهِ اللهِ مُخلِصَها فَإنَّ أجرَكَ بِالنِّيّاتِ يدَّخَرُ
واستَودِعِ الزَّوجَ والأبناءَ خالِقَهُمْ فَعِنْدَهُ كُلُّ ما قَدْ خَطَّهُ القَدَرُ
لأنهُ رازِقٌ لِلأهْلِ مُطْعِمُهُمْ وحافِظٌ مِن شُرورِ الخَلقِ إن غَدَرُوا
وَحَسِّنِ الطَبْعَ وَالأخْلاقَ مُلْتَمِسَاً للوالِدَينِ بِبِرٍّ إنهُمْ دُرَرُ
واهْجُرْ لِوَجْهِ رَقيبٍ كُلَّ مَعصِيَةٍ فَإنَّ أسْلافَنا بِالأمسِ قَدْ هَجَروا
واذْكُر إلهكَ في لَيْلٍ وَفي سَحَرٍ وَزِدْ يقِينَكَ بِالرَّحْمنِ تَبْتَشِرُ
وَقُمْ مِنَ اللَّيلِ أوقاتاً تَكُنْ جَلِداً أَشَدَّ وَطْأً وَتَأثيراً فَتَقْتَدِرُ
وَقَوِّمِ القِيلَ بِالقُرآنِ إنَّ لَنا في حُسنِ تَرتيلِهِ الأَزَماتُ تَنْجَبِرُ
وَسَدِّدِ الخَطْوَ بِاسْمِِ اللهِ صَوْلَتنا بِهَدْيِ أحمَدَ إنّا نَحْنُ نَقْتَدِرُ
وَكُنْ كَسَيْفٍ عَلَى البُطْلانِ مُنْصَلِتاً وَلا تُفَرِّطْ.. لِئَلا السَّيفَ يَنْكَسِرُ
ضَعْ نُصْبَ عَيْنَيكَ بِالإِقْدَامِ غَايَتَنَا وَلا تُسَاوِمْ.. فَيَطْمَعَ فِيْكَ مُتَّجِرُ
إِنْ نَنْصُرِ اللهَ بِالإِخْلاصِ نِيَّتُنَا سَيَنْصُرِ اللهُ حِزْبَاً كُلهُ طُهُرُ
***
إِنَّا عَزَمْنا على اسْتِئْنَافِ دَوْلَتِنَا فَنَحْنُ قَوْمٌ عَلَى أَعْبَائِهَا صُبُرُ
إِنا مضينا إِلى التَّحْرِيرِ غايتُنا أَن يُطْرَدَ الكُفْرُ وَالمُسْتَعْمِرُ القَذِرُ
سَنَقْلِبُ الوَضْعَ مِنْ رَأسٍ عَلَى عَقِبٍ إِنا نَهَجْنَا انقِلابَاً كُنْهُهُ الظَفَرُ
لِنُبْدِلَ الظُلمَ بِالإِحْسَانِ شِرْعَتِنَا فَيَخْنُسُ الكُفْرُ وَالشَّيطَانُ وَالغُرَرُ
وَمَا بِقَتلٍ ولا تَفجِيرَ مَنهَجُنا بلْ بِالتَأَسِي بِما جَاءَتْ بِهِ السِّيَرُ
وَلا اغْتِيَالَ وَلا تَخْرِيبَ نَنشُدُهُ إِنَّ السِّلاحَ هُوَ القُرآنُ وَالفِكَرُ
أَمَّا الجِهَادُ فَجَيْشُ الفَتْحِ يُعْلِنُهُ بَعْدَ الخِلافَةِ وُفْقاً لِلَّذي ذَكَروا
سَيفُ النَّبيِّ بَقَى في غِمدِهِ زَمَنَاً لَمْ يُشْهِرِ السَّيْفَ مَهمَا مَسَّهُ الضَّرَرُ
حَتَّى أَقَامَ بِعَوْنِ اللهِ دَوْلَتَهُ فَصَاغَ جَيْشَاً عَلَى الكُفَّارِ يَقْتَدِرُ
هذي الطَّرِيقَةُ ظَلَّتْ نَهْجَ دَعْوَتنا فَلا نَحِيْدُ وإِنْ هَاجَتْ بِنَا الغِيَرُ
وَلا نُهادِنُ فِكْراً جَاءَ يَحْرِفُنَا وَلا نُغَالِي غُلُوَّاً صَارَ يَحْتَكِرُ
وَلا نُكَفِّرُ إِخْوَانَاً بِمَعْصِيَةٍ ولا نُؤاخِي على الإسْلامِ مَنْ كَفَروا
فَمَنْهَجُ الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ مَنْهَجُنا لا بِالتدَرُّجِ وَالتَرْقِيْعِ نَنْحَدِرُ
هذِي الخِلافَةُ رَغْمَاً سَوْفَ نَنْصُبُهَا وَنُعْلنُ النَّصْرَ بِاسْمِ اللهِ نَنْتَصِرُ
وَبِالعَقِيْدَةِ يَسْمُو اليَوْمَ مُجْتَمَعٌ وَبِالمَشَاعِرِ وَالتنْظِيْمِ يَشْتَهِرُ
هذَا الخَلِيْفَةُ وَالدُّنيا تُبَايعُهُ ويسْهَرُ الجَيْشُ والدُّسْتُورُ والثُّغُرُ
ولِلخَلِيْفَةِ أَعْوَانٌ ومَحْكَمَةٌ هِيَ المَظَالِمُ كَي لا يُظْلَمَ البَشَرُ
وَنُخْبَةٌ مِنْ إِداريينَ يَصْحَبُهُمْ قُضَاةُ عَدْلٍ وَللشُّوْرَى فَمُؤتَمَرٌ
وَلِلْوِلاياتِ وُلاّةٌ وَقَدْ نُصِبُوا وَبَيْتُ مَالٍ هُوَ المَصْرُوفُ وَالذُّخُرُ
إِني أَرَاهَا وَرَغْمَ الحَالِكِ انْبَلَجَتْ فَلْيَحسِدُوْنا وَهُمْ في نَارِهِمْ سُجِروا
هذِي الجَحَافِلُ قَدْ ثَارَتْ مُهَلِّلَةً بِالحَقِّ فَوْقَ رُكَامِ الكُفْرِ تَفْتَخِرُ
سَنَفْتَحُ اليَوْمَ لِلأَجْيَالِ مَدْرَسَةً نَهْجَ الصَّحَابَةِ تُسْقِيْهِمْ فَيَدَّكِروا
وَنَحْمِلُ السَّيْفَ بَالميدان في يدِنَا فَلِلطُّغَاةِ رُؤوسٌ سَوْفَ تَنْبَتِرُ
نُتَبِّرُ الكُفْرَ وَالأوْثَانَ كَيْدَهُمُ فَكَيْدُ رَبِكَ آتيْهِمْ لِيَنْطَمِرُوا
غَدَاً سَنُلْقِي بِقَاعِ البَحْرِ سَادَتَهُمْ مِنْ اليَهُوْدِ وَمَنْ في فِكْرِهِمْ شَرَرُ
نُعِيْدُ عَهْدَ فُتُوحَاتٍ مُظَفَّرَةٍ لِتَعْتَنِقْ دِينَنَا الأَفوَاجُ وَالزُّمَرُ
هي الخِلافَةُ رُشْداً سَوْفَ نُعْلِنُهَا فِي الوَعْدِ نَهْجَ نَبِيِّ اللهِ تَأْتمِرُ
نَبْتُ الخِلافَةِ مِن سُقْيَا مُحَمَّدِنا وَالرَاشِديْنَ أَبي بَكْرٍ وَذَا عُمَرُ
وَمِنْ تَدَبُّرِ عُثْمَانٍ وَرِقَّتِهِ وَمِنْ عُلُومِ عَلِيٍ يَسْتَقِي البَشَرُ
ليُظْهِرَ اللهُ دِينَاً فَوْقَ دِينِهِمُ وَيَسْعَدُ الكَوْنُ وَالإِنسَانُ وَالعُمُرُ
هذيْ العُقَابُ رَفَعْنَاهَا بِسَارِيَةٍ تُرَفْرِفُ اليَوْمَ والأَعدَاءُ قَدْ بُهِروا
فَأذِّنِ الفَجْرَ هَا قَدْ أَقْبَلَ السَّحَرُ فَذَاكَ إِشْرَاقُهُ وَالشَّمْسُ تُنْتَظَرُ
***
قَصِيْدَتيْ اليَومَ للدَّاعِيْنَ تَذْكِرَةٌ وَللَّذينَ تَوَلوا عَلَّهُمْ زُجِرُوا
فَلَسْتُ شَاعِرَ أَوْزَانٍ لأَحْبِكَهَا وَلَسْتُ شَاعِرَ حُكَّامٍ فَأَتجِرُ
مِنْ نَسْلِ صِدِّيقٍ وَحَامِلُ دَعْوَةٍ ولِلشَّهَادَةِ طُوْلَ العُمْرِ أَنتَظِرُ
وَدَدْتُ لَوْ أَنَّ كُلَّ النَّاسِ تَسْمَعُها لِيَكشِفُوا الزَّيفَ دَوْمَاً حَيْثُما مَصَرُوا
وَيعْلَمُوا كَيْفَ للإِسْلامِ عَوْدَتَهُ وَيوقِظُوا مَنْ بِزُوْرِ الكُفْرِ قَدْ سُحِرُوا
وإِنَّ لِلشِّعْرِ أَحْيَاناً مَنَافِعَهُ فَيُقْنِعُ النَّاسَ حَتَّى تُعْدَلَ الفِكَرُ
أُهْدِي القَصِيْدَةَ لِلهَادِي مُحَمَّدِنَا وَالرَّاشِدِيْنَ وَمَنْ في نَهْجِهِمْ سَبَرُوا
وَآلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ كُلِّهِمُ وَصَحْبِهِ الغُرِّ بِالإِسْلامِ هُمْ طَهُرُوا
وَلِلإِمَامِ تَقِيِّ الدِّينِ أُنشِدُها وَالعَامِلِيْنَ لِنَهْجِ الحَقِّ هُمْ نَبَرُوا
وَإِلى الأَمِيْرِ الذِيْ بِالأَمْسِ وَدَّعَنَا عَبْدِالقَدِيمِ عَلَيْهِ القَلْبُ يَنْفَطِرُ
وَلِلأَمِيْرِ عَطَاهُ اللهُ بُغْيَتَهُ أَدَامَهُ اللهُ حَتَّى يُقْطَفَ الثَّمَرُ
عُذْرَاً أَمِيْرِي إذا جَاوَزْتُ مَرْتَبَتِيْ بِأَمْرِكَ اليَوْمَ بَعْدَ اللهِ أَأْتمِرُ
لِلوَالِدَينِ وَمَنْ لِلشِّعْرِ عَلَّمَنِي وَالسَّامِعِيْنَ وَمَنْ بِالحَقِّ قَدْ جَهَرُوا
إِلى جَمِيْعِ بَني الإِسْلامِ قَاطِبَةً وَمَنْ عَلَى مَنْهَجِ التَّوْحِيْدِ قَدْ بُذِرُوا
وَأُشْهِدُ اللهَ أَني قَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ سَيَشْهَدُ السَّمْعُ يَومَ الدِّينِ وَالبَصَرُ
مِنِّي السَّلامُ إِلى مَنْ جَاءَ وَصْفُهُمُ بِأُمّةِ الخَيْرِ هُمْ لِلنَاسِ قَدْ نَفَروا
يَا رَبِّ هَيِّئ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَاً فَالمُخْلِصُوْنَ بِهَذا اليَوْمِ قَدْ كَثُرُوا
صَلَّى الإِلهُ عَلَى الهَادِيْ مُحَمَّدِنَا وَآخِرُ الأَمْرِ حَمْدَ اللهِ أَدّكِرُ
أخوكم "ابن الصّدّيق"
شاعِرُ الخِلافَة
__________________
][®][^][®]
[سنقيم صرح الحق، نرفـع رايـة و يذوب قيد البغي عنـد تفجـري
و ندوس أعلامـاً تداعـى إفكهـا و نهد أصنـام الطغـاة بخنصـر
و يظل صوت الحق يصدح من هنا ويظـل يرهبهـم هتـاف مكبـر
الله أكبـر رغـم كــل معـانـد الله أكبـر يـا خلافـة كـبـري ]
[®][^][®][