بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ،
و الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .
°°°-°°°
الأخ الفاضل نهر الحكمة ، زادكم الله حكمة على حكمة ، و عليكم السلام و رحمة الله تعالى
و بركاته .
و بعد ،
يا ليت لو نقف جميعا يوما ما أمام المرآة و نحاسب أنفسنا : و ماذا بعد ؟؟؟؟؟؟
إلى أين نحن سائرون ؟؟؟؟
هل أرضيتُ الله عز و جل و أرضيتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم و خدمتُ ديني الإسلام و أمتي الجريحة ؟؟؟؟؟
هناك شيعة تتفنن في التشنيع بأهل السنة !!!
و هنا سنة تبدع في تضليل الشيعة !!!
هناك مجموعات تشن الحرب على الجميع و توزع الألقاب كما تشاء ، تشعل النار الملتهبة أصلا و تنفخ في الفتنة بين أهل القبلة الواحدة و الإله الواحد و الرسول الواحد و الكتاب الواحد و المصير الواحد :
- فهذا خارجي مارق عن الملة ...
- و هذا شيعي كافر ...
- و هذا وهابي شاذ عن الإجماع ...
- و هذا صوفي قبوري ...
- و هذا سلفي علمي منبطح ...
- و هذا أشعري مارق ...
- و هذا جهادي تكفيري ...
الخ ...الخ ...الخ
هل لم نشبع أنفسنا الأمارة بالسوء بعد من هذه العداوة التي ألقاها الشيطان بيننا و قعد يتفرج فينا ؟!!
غدا عندما سيحاسب كل منا وحده : ماذا سيكون جوابنا عند تفننا في هذا الإقتتال الداخلي الرهيبب ؟
أهذا ما أمرنا به ربنا و نبينا ؟؟؟
أهذه خصال المسلم الحقيقي ؟؟؟
أهذا ما يغيض اليهود و النصارى أعداء دين الإسلام ؟؟؟
لماذا كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تراني أسأل معكم أخي الكريم نهر الحكمة و كلي حسرة على ما آلت إليه أوضاع الأمة من تشتت و تناحر داخلي و الأعداء يتفرجون علينا ...يضحكون علينا و من جهلنا و من تخلفنا !!!
فلسطين محتلة من طرف عصابات بني صهيون في أخطر استعمار استيطاني شهده التاريخ ...
العراق عاصمة الخلافة و عاصمة العلم و الأدب و الحضارة و عاصمة الفقه و اللغة و التاريخ ، أغتصبوه ...أغتصبوا الرجال قبل النساء الحرائر ...قتلوا الرضع و الشيوخ و النساء العزل بدم بارد ... أبادوا المآذن و المساجد و قطعوا المصاحف ...كل يوم يموت المئات المئات من إخواننا في العراق !!!
أفغانستان .... السودان .... الصومال ... تجويع الشعب الفلسطيني ...بث الفرقة بين سوريا و لبنان ... و ماذا بعد ؟؟؟
هل نحن عاجزون على التوحد على ما يجمعنا بدل التركيز على إختلافاتنا ؟؟؟؟
بلى قادرين على ذلك ...فما يجمع أكثر مما يفرق : الدين و كفى بلا إله إلا الله محمد رسول الله - التاريخ المشترك - المصلحة المشتركة - المصير المشترك ،الخ .
فما بالنا إذن ؟؟؟
إنه التخلف عدم الوعي و السقوط في الإمتحان الحضاري و الإبتلاء الرباني .
لقد تعبتُ يا أخي نهر الحكمة من كتابة هذه الأسطر ، و أشعر أنها ستذهب كعادتها في مهب الرياح !!!
و لكن شعاع من الأمل يسكنني أن وراء هذا السقوط الذريع للأمة ، يسرا و فرجا قريبا ...
نرجو الله أن نكون من جنود النهوض بأمتنا من جديد - اللهم آمين .
و المعذرة عن عدم تنسيق المداخلة فالفقير إلى الله مستعجل و هذه التداعيات فرضت نفسها ،
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و المقتدي .