عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 19-02-2001, 06:52 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الأخ مستبصر،

أرجو أن تكون العبارة التي خُتم بها مقالك ووضعت بين قوسين ليست من صلب كلامك بل نقلاً نسيت أن تضع اسم صاحبه أو سبق قلمك فأغفلت الإحالة إلى مصدره، لأنه مما يسوؤنا أن نرى مثل هذا الكلام يُنسب إلى أخ عزيز مثلك، ألا وهو القول التالي:
( الشرك في شرع من قبلنا كان جائز لغير الله وحرم في شرعنا بدليل قول الرسول لو كنت امر احد ان يسجد لاحد ....الخ ).

الرد:
الشرك بالله محرم في جميع الشرائع وقبل سيدنا يوسف بدليل أن سيدنا إبراهيم بعث لقومه المشركين وهو كان قبل سيدنا يوسف، والدليل على إشراك قوم سيدنا إبراهيم تحطيمه لأصنامهم.

أما سجود إخوة يوسف فليس من باب الإشراك بالله بل يحمل على التحية، وهذا الذي كان جائزاً بشرع من قبلنا محرم في شرعنا وهو السجود على سبيل التحية بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمر أحد أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها".

والناظر إلى الحديث بتمامه يجد في بدايته أن معاذ بن جبل لما عاد من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن فعله هذا فقال له أن رأى الناس في الشام يسجدون لبطاركتهم وأن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك منهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تفعل لو كنت آمر أحد أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة ان تسجد لزوجها".

والشاهد هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لهذا الصحابي أشركت بالله تعالى فيرتفع أن يكون فعله من الإشراك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسكت على فعل الإشراك بين يديه، وينتقض الاستدلال بهذا الحديث على حرمة الشرك بالله في شرعنا وجوازه بشرع من قبلنا بل يستدل بهذا الحديث على حرمة السجود للتحية في شرعنا، أما الشرك بالله فمحرم في شرعنا وشرع من قبلنا وهو من أنواع الكفر المخرج من الملة.

هذا ما أردت بيانه وأشير أخيراً أن من الاختلاف بيننا وبين الحشوية الجدد هو في عدهم لبعض الأعمال شركاً بالله بغير حق ولا دليل كالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، والتبرك بآثاره الشريفة، وندائه بـ "يا محمد" بعد وفاته، وغير ذلك.

والله من وراء القصد.