قالوا لي : أنت تفتي أن الجهاد فرض عين ولا إذن للوالدين ?!
قلت : لست أنا الذي أفتي , كلُّ الأصوليين والمحدثين والمفسرين والفقهاء منذ أن
بدأوا يكتبون في العصور الأولى إلى يومنا هذا ,
كلُّهم أفتوا بما أفتيت به ,
قالوا : لكن الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين لا يفتون بهذا ,
قلت لهم : هؤلاء مشايخنا وعلى رؤوسنا وأعيننا , أنا أتفق معهم ,
وهم يخالفونني في كلمة واحدة من القاعدة النظرية ,
القاعدة النظرية : أنه إذا دخل الكفارُ شبراً من أراضي المسلمين
أصبح الجهادُ فرضَ عين على أهل ذلك القطر ,
حتى تخرج المرأة دون إذن زوجها مع محرم , والعبد دون إذن سيده , والولد دون إذن
والده , والمدين بغير إذن دائنه ,
فإن لَم يكفِ هذا القطر أو قصروا أو تكاسلوا أو قعدوا ,
توسع فرض العين على مَن يليهم على شكل دائرة , فإن قصروا أو تكاسلوا أو قعدوا أو
لَم يكفوا .. على مَن يليهم .. وثم .. وثم إلى أن يعمَّ فرضُ العين الأرضَ كلَّها ,
الشيخُ ابن عثيمين والشيخُ ابن باز وكلُّ المشايخ في الأرض متفقون على هذه القاعدة
النظرية .
أما الخلاف بيننا وبينهم ?! وهم أساتذتنا , وهم مشايخنا , ونحبهم , على رؤوسنا ,
الخلاف : كيف نطبق هذه في أفغانستان ?!
السؤال : هل أفغانستان بحاجة إلى رجال أو ليست بحاجة إلى رجال ?!
فإن كانت بحاجة إلى رجال القاعدة تنطبق ,
وإذا ما كانت بحاجة إلى رجال , القاعدة لا تنطبق
- فنحن نسأل السؤال - هل أفغانستان بحاجة إلى رجال ؟!
هذا السؤال لا يوجه للشيخ عبد العزيز ولا ابن عثيمين ,
موجه إِلَيَّ لأني أعلم منهما بواقع أفغانستان , ومجريات الجهاد , وطبيعة الشعب ,
وحاجة المجاهدين .
أما الشيوخ يفتون على الصورة التي في أذهانهم ,
وما هي الصورة التي في أذهانهم ?!
يأتي الشاب يومين على بيشاور ,
يسأل : ما لهم ?! تمائم .. حجب .. أحراز .. قبور .. ما إلى ذلك ,
ارجع لبلدك , قدم تقرير للشيخ عبد العزيز بن باز ,
يقول فضيلة شيخنا الكبير : لقد زرت المجاهدين والمهاجرين
ووجدت الشرك الأصغر والشرك الأكبر !.. يملأ أربع صفحات .
هذا كمن يأتي للشيخ عبد العزيز يقول له : شيخ عبد العزيز , هل يجوز سبي النساء
الشيوعيات -اتخاذهن جواري - طبعاً الجواب النظري : نعم يجوز اتخاذهن جواري , لو جاء
, وسألني , لقلت : يحرم اتخاذ هذه النساء جواري .. لماذا ?! لأني أعرف ما لا يعرفه
الشيخ عبد العزيز , أعرف لو اتخذوا واحدة من نساء جلال آباد من نساء الشيوعيين
اتخذها واحد عربي جارية , لذبح العرب جميعاً .. لماذا ?! لأن المرأة زوجة الشيوعي
من القبيلة الفلانية التي معظم أبناؤها مجاهدين , فكيف يراد من ابنتهم , قد سرقها
عربي واتخذها جارية ?! الحكم النظري يجوز , هو مجاهد , لكن الشيخ ما يعرف طبيعتهم
.. طبيعة هذه الأمور , هذه قليلة والأعراض أيضاً غالية جداً , والمصلحة هنا تقدم ,
وترجح الحرمان , والمنع للمصلحة الشرعية .
ثم لو يستفتون شباب العرب المتحمسين الذين وصلوا بيشاور ودرسوا الفقه , وفلان في
الحديث , هل يجوز اتخاذ النساء الروسيات اللواتي في المعركة يقاتلهم المسلمين
وأخذناهن .. هل يمكن اتخاذهن جواري ?! طبعاً الجواب : نعم عند الشيخ .. أنا أقول له
: لا يجوز لك , كذلك يحرم عليك .. لماذا ?! لأنه لو أخذنا الروسية , يأخذون مائة
مسلمة , وينتهكون أعراضهن .. نفتي بالجواز أم بالحرمة عند ذلك ?! إذا كان اتخاذ
واحدة جارية يؤدي إلى انتهاك أعراض مائة مسلمة , نفتي بالجواز أم بالحرمة ?! إذن ,
الذي يفتي يجب أن يفهم طبيعة الوضع , والأرض التي أنت فيها عن أي شيء تفتي ?!
لابدَّ أن تفهم القضية تماماً على أرضها , وعلى واقعها , ليس نظرياً
ــــــــــــــــــــــ
يتبع
باذن الله