عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-06-2006, 12:36 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

النار عليهم. كان علينا أن نخيفهم أولاً، ولربّما نقوم بضربهم، أو برفسهم، أو بضرب الزوجة، أو حتى قيام بعض جنودنا بالتحرش بزوجاتهم من أجل إغاظتهم لكي يبوحوا لنا بشيء.

كنا نهجم في الليلة الواحدة على بيوت متعدّدة، ونقتل حوالي 30 أو 40 شخصاً من النساء والأطفال في تلك الليلة. أنا لم أتطوع للخدمة العسكرية لقتل النساء والأطفال. لقد تدرّبت في المدرسة العسكرية لمدة 18 شهر. أنا لم أرد القتل، من أجل القتل. أردت تحدياً عسكرياً، أردت محاربة الجنود الآخرين. إلا أنني أجبرت على محاربة النساء والأطفال والناس الأبرياء والذين لا يعرفون كيف يحاربون.

لقد أصبت بإحباط وخيبة أمل في بلادي حقاً، وفي حكومتي، لكنّي لم أقل أيّ شئ في حينها لأني كنت سأتعرض للسجن والمحاكمة العسكرية إذا تكلّمت أثناء وجودي في الخدمة الفعلية.

الأشياء الأخرى التي طلبوا منا القيام بها هو أمرنا بدخول المساجد. وهذا يؤذيني كثيراً، حقاً. تأتيني معظم كوابيسي من تلك الفترة. نؤمر بدخول مسجد، حيث كان على الناس تأدية صلاتهم في وقت متأخّر من الليل. أنهم لا يصلّون إعتيادياً في وقت متأخّر، لكنّهم يقومون بذلك في بعض الأيام المقدّسة لديهم. نكون قد تسللنا داخل المسجد قبل وقت الصلاة وننتظر مجيئهم. وكان يصل عدد المصلين الى بضعة من المئات من كلّ الأعمار من نساء ورجال. و بينما هم منغمرون في صلاتهم نبدأ بإطلاق النار الكثيفة عليهم وقتلهم ومن ثم إخراج جثثهم من الجامع ونقوم بحرقهم أجسامهم، وكنا نكتب على حيطان المسجد: "أنكم غير آمنين هنا وعليكم الرحيل" و " ليُقبّل الله (Allah) مؤخرتي وأمريكا". وكنا نترك بعض الجثث في الشوارع. بعد فترة إمتعضت جداً من هذه الأعمال لمشاركتي فيها، ولشعوري بأنّ بلادي قد حوّلتني إلى ذات الشيء (الارهاب ) الذي أحارب ضدّه.

والآن، وأنا أنظر للوراء، أدركت بأننا نحن الإرهابيين. نحن الذين قمنا بترهيب بلادهم، و نحارب شعباً كاملاَ من الناس الذين لم يقوموا بعمل أي شيء خاطيء ضدنا. لم يكن للعراق أي علاقة بهجوم 9/11 . لم أكن أعرف ذلك في حينه، وإنما أعرفه الآن. أشعر بأن موت رفاقي المقاتلين و معاناتي، ولكلّ الجنود هناك، كان لأجل شيء تافه، كان من أجل التغطية على الأكاذيب، ولهذا يصعب علي الآن العيش مع هذه الحقيقة. ولهذا أتكلّم، إذ أشعر أنه بكلامي هذا أقوم على الأقل بعمل شيء لتبرير الموتى.

الكثير من العراقيين لم يريدونا هناك. كنا نقوم بإطلاق النار على المحتجّين لأننا أُخبرنا بأنّهم كانوا مسلحين، سواء كان أو لم يكن لديهم سلاح. كانوا يقولوا لنا :"لديهم سلاح، عليكم أن تهجموا عليهم وبعدها سنجد السلاح معهم". إلا أننا لم نجد أي سلاح معهم بعد قتلهم. كان آمرنا يطلب منا إطلاق النار حتى على الأطفال الذين كانوا يرموننا بالحجارة، أو على متظاهرين يرفعون لافتات إحتجاج أو يقومون بإحراق الأعلام. كانت مهمتنا أن نقتل، نقتل، نقتل. أتعرف ما الذي يتندرون به الآن: "ماذا يجعل العشب الأخضر ينمو؟ الأحمر القاني". لذا فلقد خاب أملي في بلدي. أنا خجلان من خدمتي في العراق. والسبب الذي ألبس هذه القبعة وأذهب إلى هذه الإجتماعات هو لكي أتمكن من الكلام وقول الحقّ ولكي يعرف ناس بأنّني كنت هناك وأنا خجلان من إضطراري إيذاء ناس أبرياء. أنا خجلان من الإشتراك في واحد من أشنع الأعمال التي قامت حكومتي بشنها.

العراق فظيع. الكثير من الناس يموتون والكثير من الأشياء تحدث. فقدت الكثير من رفاقي. الكثير من الجنود يرجعون الآن الى أمريكا وهم غير قادرين على التعامل مع الفظائع التي مارسوها عندما كانوا يعملون هناك، وحكومتنا لا تهتمّ بذلك. أغلب الناس لا يهتمّون بذلك. هناك من يهتم، إلا أن أغلبية الأمريكان لا يهتمّون بالأمر. هناك محاربو العراق القدماء وهم الآن مشرّدون هنا وبدون مأوى؛ هناك محاربو حرب فيتنام القدماء ما زالوا مشرّدون، هناك محاربو عاصفة الصحراء القدماء وهم مشرّدون أيضاً. إذا إهتمّ الناس هنا حقا بقدر ما يقولون، عليهم أن يعملوا على تنفيذ كلامهم ويبدلوا هذا الواقع. عليهم أن يوقفوا القتل، لأن كلّ شخص أمريكي مؤيد لهذه الحرب، يقوم في واقع الحال بدعم كلّ الموت الطاحن هناك في العراق وكلّ الخسائر في الأرواح. إن الخسائر في الأرواح العراقيين تـُعدّ بمئات آلاف من الناس. أنا لم أكن أدرك بأنّه من الممكن موت هكذا عدد من الناس وإخفاء ذلك عن بقية العالم.

بينما كنت في العراق رأيت حفرا أرضية واسعة مُلأت بالأجسام المحروقة أو المدفونة. كيف تمكنوا من إخفاء ذلك عن بقيّة العالم؟ كيف يخفون كلّ تلك الوفيّات والكثير منهم أبرياء؟ إنها فعلاً إبادة جماعية.

بلادنا أصبحت إرهابية، ولهذا يكرهنا الناس. أنا أحبّ بلادي، ومستعد أن أموت من أجل بلادي في أيّ يوم؛ لكنّي لن أموت من أجل رئيسنا، ولن أموت من أجل حكومتنا. إذا كان ويجب عليّ أن أحارب ثانية، فإن ذلك سيكون من أجل طرد ذلك المتسكّع خارج مكتبه. أنا متعب من العراق. أنا متعب من كلّ هذه الوفيّات، ومشاهدة كلّ هؤلاء الناس، وأشعر بالمرارة لأني كنت مشاركاً فيها.

أتذكّر هذا الحادثة هناك، لعائلة. بعد أن هاجمنا بيتا، وجدنا فيه سيدة وهي تحتضن أطفالها الصغار الثلاثة. احدهم كان بعمر السنة، أكبر سنّا قليلاً من إبني، وطفلان بعمر الخمسة أو لربّما سبعة سنين. لم يكونوا كبار السن مطلقاً، وكانت تحتضنهم وهي جالسة على الأرض بيد يغطيها الدم من جراح إحد أطفالها. رأيتها أنا أولاً. إستنجدت بي وتوسلت بي لحمايتها وإنقاذ أطفالها. لكنني لم أفعل ذلك، بل قتلتهم كلهم، لأنه كان عليّ أن أفعل ذلك. ولا يمر يوماً الآن بدون أن أتأسف على ما فعلت بتلك العائلة. أفكر عندها بإبني كثيراً. ما إذا كان ذلك إبني، وإذا جاء أحد وقتل عائلتي؟

العراق فظيع، وما نفعله هناك خطأً. أنا لا أستطيع قول ذلك بما فيه الكفاية. إذا كان لديك حلم بخدمة بلادك، فعليك أن تسلك طريقاً آخراً. يمكنك أن تعمل من أجل إيقاف الحرب. كان عندي نفس الأفكار الفخمة عن وجود بطل حرب مجيد إذ كنت متأثراً بقصص جنود فيتنام.

كان الناس يخبرونني: "إن الحرب ليست مثل ما تفكّر به". لكنّي لم أصغ لكلامهم. وعندما تذهب الى هناك وتعتصرك تجربة الحرب، حينئذ تدرك بأن الناس كانوا صائبين في نصيحتهم وبأن الحرب أمر فظيع، ولا يجب أن يخضع أحد إلى خوض تلك التجربة.

أن جيشنا يكذب عليك ويتلاعب بك، وفي نهاية المطاف، فإنهم سيفعلون بك ما يشاؤون ولن يحاسبهم أحد، وللحكومة القوّة والقدرة الكاملة على القيام بهذا الأمر. يعتقد الكثير من الناس أن هذا الكلام غير صحيح، ولكن أنظر الى العراق. نحن نقوم بإرهاب تلك لأمة، في حين لا يحاسبنا أحد.

على الرجال الذين يدخلون الجيش هنا، أن يقوموا بثورتهم الخاصة داخل الجيش، وهنا في أمريكا. أنصح بذلك. إذا تريد الكفاح من أجل هدف نبيل، فكافح من أجل قضية إنسانية. لا تكافح من أجل حرب على المال أو على النفط أو الحرب للسيطرة على كامل الشرق الأوسط. قامت هذه هذه الحرب من أجل المال، والجيش ليس كما هو كان عليه. لقد خاب أملي في جيشي، وخاب أملي في بلادي. أنا متعب من كلّ شيء، من كلّ الأكاذيب. إنهم الآن يريدون القيام بغزو إيران؛ وهم الآن يطبلّون من أجل حرب أخرى. سنصبح محاربي إيران القدماء ضدّ الحرب؛ وسنصبح محاربي سوريا القدماء ضدّ الحرب، أو محاربو السعودية القدماء ضدّ الحرب، أو محاربو الصين ضدّ الحرب. من يعرف إلى أي مدى سيذهب بنا هذا المعتوه؟

إن الكثير من المحاربين في الجيش هناك قد سئموا من الحرب، وهم لا يريدون إطالة الحرب. كل ما يحتاجون إليه هو بضعة رجال خيرين هناك لحمل علم المعارضة وتحشيد بقية الجنود خلفهم، وسنتمكن من إيقاف هذه المأساة. إنّ الحكومة جاهدة في كم أفواهنا لكي لا نـُسمع، و لا تذيع أجهزة الإعلام الرئيسية النقاط التي نطرحها. أنا أتكلّم كثيراً ولكنهم لا يذيعوا الكثير من المادة التي نتحدّث عنهم، بل يحجبوها. إنهم يذيعون فقط تلك المواد التي يريدون للناس أن يسمعوها. يريدون إسكاتنا. علينا أن نتحرك، علينا أن نجد الناس الذي سيستمعون لنا ويذيعوه على الملأ، مثل قناتكم في (إنديميديا)، لأنكم تريدون سماع الحقيقة وإيصالها الى الناس لحشدهم وراء الحقيقة.

أنا أنتمي الى بلدي، وإذا إستدعى الأمر لقيامي بحمل العلم وأُقتل من أجل بلدي، فسأفعل ذلك لوضع حداً لهذه الحرب، لأنها بحاجة الى أن تتوقف الآن، من أجل عائلتي، ومن أجل بقيّة العالم.

نحن لسنا بحاجة إلى أن نكون هناك.

نحن لا نريد أن نكون هناك.

رجعونا الى أمريكا.

رجعونا الى بيوتنا."

**
الرابط العربي :
http://www.iraqsnuclearmirage.com/ar...ie_Arabic.html

الاصل الانجليزي : http://www.iraqsnuclearmirage.com/Me...ie_Macbeth.wmv

ملاحظة الدورية : الصورة الرئيسية ليست لصاحب القصة وانما لجندي في نفس الصنف (ranger ) وهو تعتبر من افضل القوات الخاصة الامريكية تدريبا.

لمشاهدة صور تدعم حديث راوي الوقائع عن قتل الاطفال حتى يتحدث الاباء تذكروا مجزرة حديثة التي قتل فيها تقريبا 7 اطفال بطلقات على طريقة الاعدام كما شاهدوا اخذهم الاطفال رهائن حتى يسلم الآباء انفسهم في هذا الرابط :

http://www.iraqpatrol.com/php/index....howtopic=11118