عرض مشاركة مفردة
  #33  
قديم 13-06-2006, 10:17 PM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي الاستغاثة

الاستغاثة تأتي على جهتين :
الجهة الأولى : أن يستغيث به على أنه مجرد سبب وأن الأمر كله لله سواء كانت استغاثة بقادر أم بعاجز فهي جائزة وليست بشرك وهي كمسألة التوسل سواء بسواء لأنه لا يعتقد فيه إلا مجرد السببية ، ولا يستغيث به من باب العبادة له ولا من باب كونه شريك لله ولا منفرد بشيء من الأمور.
تنبيه: الاستغاثة بالعاجز الذي لايقدر لا فائدة منها للمستغيث لكن لو استغاث بالعاجز فلا نقول أنه أشرك بالله ونخرجه من ملة الإسلام لأنه اصلاً لم يعتقد أنه شريك لله ولم يقصد عبادته فتنبه لهذا .

الجهة الثاني: أن يستغيث بالمخلوق ناوياً عبادته أو معتقد كونه شريك لله في شيء من أفعاله أو يعتقد أنه متصرف بالأمر من دون الله فهذا كافر بالإجماع .
وإليك النقول في كفره :
قال الحجاوي في باب حكم المرتد من كتابه الإقناع 4/285 ط. التركي
(قال الشيخ ابن تيمية : أو كان مبغضا لرسوله أو لما جاء به اتفاقا. وقال: أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم إجماعا. انتهى. أو سجد لصنم أو شمس أو قمر).

قال منصور البهوتي في كشاف القناع:
((قال الشيخ (أي ابن تيمية) أو كان مبغضا لرسوله أو لما جاء به ) الرسول ( اتفاقا , وقال: أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم إجماعا انتهى ) أي كفر لأن ذلك كفعل عابدي الأصنام قائلين : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )).

وقال ابن مفلح في الفروع 6/165 في باب حكم المرتد:
(قال : أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم ( ع ) قال جماعة : أو سجد لشمس أو قمر).

وقال المرداوي في الإنصاف 10/327
(فائدة : قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : وكذا الحكم لو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم إجماعا . قال جماعة من الأصحاب : أو سجد لشمس أو قمر).


وقال الشيخ مرعي الكرمي في غاية المنتهى 3/355
(أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم كفر إجماعا قاله الشيخ(أي ابن تيمية)).


وقال مصطفى الرحيباني في مطالب أولي النهى 6/279
(( أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم ) كفر ( إجماعا قاله الشيخ ) تقي الدين ابن تيمية .

وقال منصور البهوتي في حاشيته على المنتهى الموسومة بإرشاد أولي النهى إلى دقائق المنتهى 2/1348
(قال الشيخ تقي الدين: أو كان مبغضا لله أو لرسوله، أو لما جاء به اتفاقا، أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويسألهم ويدعوهم إجماعا).

فائدة أخيره: بعض العلماء منع من الاستغاثة ولو على وجه السببية خشية أن يفهم منها العوام أنه دعاء عبادة للمستغيثين بهم وممن أفتى بذلك الشيخ البوطي وفقه الله.
بل ومنع بعض العلماء أن تسأل أحد من الناس حتى شراك نعلك وهذا مستحب وذلك عمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وهو مذهب الحنابلة.