عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-06-2006, 06:48 PM
بايعها بحوريه بايعها بحوريه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
الإقامة: جزيرة العرب
المشاركات: 98
إفتراضي


أما عن أصل فكرة المحاكم الإسلامية ، فهي ذات العملية التي تتجدد عبر التاريخ والأزمان : صراع الحق مع الباطل ، خروج الشرفاء عن من منطق التبعية والإستسلام للظلم إلى كسر شوكته وقهره وتغييبه عن واقع الناس ، فلما اختطف بعض المجرمين المنتمين لأمراء الحرب أحد تلاميذ الشيخ "شريف أحمد" الصغار ، وطالبوا أهله الميسوري الحال بفدية كبيرة ، قرر الشيخ "شريف أحمد" مواجهة هؤلاء اللصوص فألّب الناس عليهم وقرر الناس إنشاء محكمة شرعية وانتخبوه رئيسا للمحكمة ..
قامت المحكمة التي عززت بمتطوعين من الحراس والشباب الملتزم المسلح بإطلاق صراح الصبي وغيره من الذين اختطفوا ، وتمكنت المحكمة من حفظ الأمن ومكافحة السرقات والسطو والسلب والنهب التي كانت تحدث بشكل مستمر من قبل أمراء الحرب وأتباعهم.
وعلى غرار هذه المحمكة تكونت محاكم أخرى لمواجهة أمراء الحرب الذين توحدوا لمواجهة قوة المحاكم التي بدأت تسيطر على مناطق كثيرة في العاصمة، وكان السبيل الوحيد لمواجهة تحالف أمراء الحرب المدعومين من النصارى ، هو : توحيد المحاكم أيضا ، واختير "شيخ شريف" ليرأس اتحاد المحاكم الإسلامية .

تُذكرنا قصة البداية هذه بقصة أخرى شبيهة لها وقعت في وسط آسيا على يد رجل غيّر بعزيمته مفهوم الصمود والثبات على المبدأ في العصر الحديث ، وكم تتشابه القصتين في الملابسات والأحداث ، إنها قصة الإسلام الذي يتفجر بركانه من وسط الصخور الصماء والدخان الأسود ليُحدث لهيبه تغييرا في الأرض وفي والوجدان ، إنها قصة الإيمان ..

سيطرت المحاكم الإسلامية على العاصمة في وقت قصير وبمساعدة المسلمين الذين عرفوا حقيقة انتماء أمراء الحرب وحقيقة تمثيلهم لمؤامرات الصليبيين ففضلوا أن يسلموا المدينة للمسلمين ولطلبة العلم بدلاً من الموالي التابعين لسفيه البيت الأبيض .. ولم تبد المدن الجنوبية أية مقاومة تذكر لأن الشعب الصومالي الذي يعشق دينه ويعرف ربه علم بأن أصحاب الحق لا يوالون أعداء الدين ، وعلموا أن أبناء الحركة الإسلامية هم الصادقون ..

إن ما يلفت النظر هو طريقة تعامل المحاكم الإسلامية مع المستجدات ، فهم لم يستعجلوا في الأمور ، وظهرت تصريحاتهم متزنة وحذرة في أكثر المواضع ، وهم مع ذلك محافظون على القواعد العامة والثوابت الإسلامية بإنسجام عجيب مدهش ، وهذا يبشر بخير كثير ، فالعقل الذي صاغه الشرع وصقلته التجارب هو عقل مبدع بحق ، وينبغي للناس أن يُدركوا حجم المواجهة في الصومال ليُدركوا أبعاد بعض المواقف والتصريحات ..

إن الغرب الكافر لا يمكن أن يمكن لدولة إسلامية في الصومال لأنهم لا يزالون يقاتلوننا حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا ، وهذه من القواعد والثوابت التي عشناها لعقود وقرأنا عنها لقرون ، فكلما تقوم بادرة صغيرة للإسلام يقوم الغرب الصليبي برمته ليقف في وجه هذه النبتة الطيبة ..

إن الحرب في الصومال ليست وليدة اليوم ، ولم تبدأ – كما يظن البعض – بعد الإنقلاب على زياد بري ، ولكن الصومال كانت مرتعا للحروب والاضطرابات لعدة قرون يفصل بينها فاصل زمني قصير نسبيا من الهدوء والأمن ، فالشبه بينها وبين العراق وأفغانستان كبير من حيث التكوين العشائري والصراع الداخلي مع التدخل الأجنبي ، فلم تعش الصومال فترة هدوء منذ زمن طويل ، والشعب الصومالي اعتاد الحروب وسماع دوي الرصاص والمدافع ، وأغلب الشعب مسلح تسليحا ضروريا ..

لا يحتاج المرء إلى دليل على كذب الإدعاءات الغربية وحتى العربية عن الوضع الصومالي اليوم ، فقد كانت الصومال أمامهم - والحرب والمجاعة والتشرد والنازحين - لأكثر من عقد من الزمان ، فلم يبكوا أو حتى يتباكوا من قبل ، واليوم نرى دموع التماسيح على مصير الشعب الصومالي بمجرد أن خرجت راية إسلامية انضوى تحتها أكثر الصوماليين لتحكّم فيهم الشريعة وتنقذهم – بعون الله – من حياة البؤس والقتل والسلب والنهب ، في هذه الفترة بالذات رأينا الدموع ورأينا المؤتمرات ورأينا التصريحات ورأينا الأضواء تسلط على "مأساة" الشعب الصومالي !!

ولننقل هنا خبر جمع لنا الكثير من الحقائق عن القضية الصومالية ، وهو خبر جاء في موقع الجزيرة ، وسيكون التعليق على فقرات الخبر خلاله وبين معكوفين [...] ، جاء الخبر بعنوان "الخرطوم تستضيف اجتماعا بشأن الصومال تحت رعاية الجامعة" ، وهذا نصه :

"وافق رئيس المحاكم الإسلامية في الصومال شيخ شريف أحمد على حضور وفد من قيادات المحاكم اجتماعا في الخرطوم غدا الأربعاء بشأن الوضع الصومالي تحت رعاية الجامعة العربية"

[لا تصدقوا بأن الجامعة العربية تعقد مثل هذا الإجتماع بدون أمر من الحكومة الأمريكية خاصة وأن الأمريكان لم يدعوا الجامعة لإجتماع نيويورك ، فهذا الإجتماع عبارة عن حل بديل لأمريكا عند الحاجة ، أو أنه لحفظ ماء وجه الجامعة العربية بعد أن أقصتها أمريكا ، ولا يعدو الإجتماع هذا]

"يشارك في المحادثات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وقال الرئيس السوداني عمر البشير إن السودان يتبنى من منطلق رئاسته الحالية للجامعة يتبنى وساطة بين الحكومة الصومالية الانتقالية وقيادات المحاكم".

[الحكومة الإنتقالية لم يعترف بها أمراء الحرب الذين كانت تعمل على تحقيق مصالحهم ، ولم يعترف بها الشعب الصومالي في يوم من الأيام ، فلماذا يطلبون من المحاكم الشرعية التفاوض معها !! والحكومة السودانية رأينا كيف تفاوض النصارى المحاربين فلا حاجة لتكرار مأساة السودان في الصومال]

"وأعلن مسؤول القضايا الأفريقية بالجامعة أن المحادثات ستركز على الجهود العربية لتحقيق المصالحة والمساهمة في إرساء السلام والاستقرار".

[طبعا الكل يعرف بأن هذه كذبة وقحة ، فإذا تدخلت أمريكا في مكان فلا وجود للحكومات العربية فيه إلا تحت المظلة الأمريكية ، وأين العرب من إرساء الأمن والإستقرار طوال الخمسة عشر سنة الماضية !!]

"من جهة أخرى، شرع الاتحاد الأفريقي في الإعداد لخطط إرسال جنود لحفظ السلام في الصومال، رغم احتجاجات اتحاد المحاكم. وعقدت أمس في أديس أبابا محادثات بين مندوبين من الاتحادين الأوروبي والأفريقي بحضور موفد عن الحكومة الانتقالية برئاسة وزير الشؤون الخارجية يوسف حسن إبراهيم".

[هل هذه القوات الأفريقية مسلمة أم كافرة !! وما دخل الإتحاد الأوروبي في الأمر والمسألة أفريقية بحتة !! وكيف يحضر موفد من الحكومة الإنتقالية التي هي بدون سلطة فعلية أو شعبية في البلاد ويغيب موفد المحاكم الشرعية وهم يملكون الأرض ويتبعهم الشعب!!]

"وطالب شيخ شريف أحمد الدول العربية بالضغط على الرئيس الصومالي عبد الله يوسف للتخلي عن استقدام القوات الأجنبية. وقال في مقابلة مع الجزيرة أمس إنه يوافق من حيث المبدأ على التفاوض مع الحكومة".

[آه يا شيخ شريف ، لو سألت أمير المؤمنين أو المجاهدين في العراق وفلسطين والشيشان وكشمير والفلبين وكل ثغر إسلامي عن حكومات الدول العربية ، فبعد أن طلبتَ منها الطلب دعى كل حاكم منهم السفير الأمريكي في قصره وقص عليه الخبر وطلب منه بكل أدب وإحترام أوامر البيت الأبيض]

"ومن المقرر أن يصل إلى مقديشو وفد يضم وزراء من الحكومة الانتقالية وزعماء العشائر لعقد محادثات تمهيدية مع قيادات المحاكم".

[هنا أدخلت ما تسمى بالحكومة الإنتقالية زعماء العشائر لتكسب شرعية ولو صورية ، وهذا مكر يجب أن ينتبه له الإخوة في المحاكم ، وهو ذاته المكر الذي حصل في أفغانستان في قصة اللويا جركا المزيفة]

"جاء ذلك رغم تصاعد حملة الانتقادات بين الجانبين فقد اتهم رئيس الحكومة الانتقالية على محمد جيدي المحاكم الإسلامية بارتكاب جرائم حرب في جوهر. ورد شيخ شريف على ذلك بالقول إن" مسؤولي الحكومة يتحدثون كما كان يتحدث زعماء الحرب".

[هي نفس الإتهامات التي وُجهت لطالبان وللمجاهدين الشيشان وللمجاهدين في فلسطين والفلبين وكشمير وغيرها من الثغور ، مصطلحات غربية على ألسنة عربية لقلب الحقائق الجلية ، وقد أحسن الشيخ شريف الرد عليها ، فلم يقف في موقف المدافع والمبرر بل رد الهجمة بهجمة مضادة ، وهذا هو العقل]

"وقد أعلن مبعوث الأمم المتحدة فرانسوا لونسني فول أن فريقا أمنيا من المنظمة سيزور مدينة جوهر خلال أيام لإجراء محادثات مع زعماء المحاكم تركز على الاحتياجات الإنسانية للشعب الصومالي".

[هنا بيت القصيد : " تركز على الاحتياجات الإنسانية للشعب الصومالي" ، وهذا هو المكر الدولي ، فهذا الموفد سيذهب إلى الصومال لإملاء الأوامر النصرانية على المحاكم الشرعية وسيستخدم معها أسلوب الترغيب والترهيب ، والعنوان "الاحتياجات الإنسانية للشعب الصومالي" ، وهذا ما فعلوه في أفغانستان والعراق ، وكل مسلم قرأ قول الله تعالى {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (البقرة : 105) علم يقينا بأن النصارى والكفار ما كانوا ليأبهوا يوماً بالإحتياجات الإنسانية للمسلمين ، ومن شك في هذا فإنه يشك في القرآن ، ونظرة إلى أفغانستان والعراق تكشف زيفهم]

"وفي تصريحات للصحفيين عقب إلقاء بيانها أمام مجلس الأمن دعا فول الحكومة الانتقالية إلى إجراء حوار مع المحاكم. وقال إن الأمم المتحدة ستقرر لاحقا وبعد مشاورات مع الدول المجاورة توسيع نطاق المحادثات السياسية مع الزعماء الإسلاميين".

[الحرب مضى عليها خمسة عشر سنة ، فلماذا لم تتدخل الأمم المتحدة لحل النزاعات الداخلية ، فهذا كان أسهل هليها إذا علمنا أن أكثر زعماء الحرب هم حلفاء أمريكا ، والحكومة الإنتقالية حليفة لأمريكا !! لماذا يأتي الحوار الآن بعد انتصارات المحاكم الشرعية واستتباب الأمن في بعض المدن الصومالية !! لما كاد الطلبة أن يفتحوا جميع أفغانستان ويستتب الأمن في البلاد تدخل الأمريكان ليُنقذوا الأفغان ، ولما كان المجاهدون في البوسنة قاب قوسين أو أدنى من النصر على أعدائهم تدخلت أمريكا بحجة إنقاذ المسلمين ، وفي كل مرة يقوى فيها المسلمون تتدخل أمريكا بحجة حماية المسلمين !!]

"وأوضح أنه لا توجد لديه معلومات تؤكد أن القوات الإثيوبية عبرت الحدود إلى داخل الأراضي الصومالية. لكنه تحدث عن تحركات لقوات إثيوبيا والمحاكم باتجاه الحدود ودعا مجلس الأمن للتدخل فورا لوقف هذه التحركات".

[بل دخلت الحدود وكذب وهو كذوب ، وما عليه إلا استخدام الأقمار الإصطناعية لرؤية هؤلاء الجنود ، ومثل هذا لا يغيب عن هذا الموفد ، ولكنها الصليبية التي تُغطي على جرائم الصليبيين للمصلحة الصليبية ، خاصة إن كانت الضحية : دولة إسلامية] (انتهى النقل من موقع الجزيرة) ..

على الإخوة في الصومال أن يوطنوا أنفسهم لاحتلال أجنبي جديد : إما من قبل أمريكا مباشرة أو من قبل قوات حفظ السلام الدولية أو القوات الأفريقية أو الحبشة ، وكل هذه خيارات واردة لأمريكا ، فأمريكا اليوم هي التي تحارب الإسلام في الصومال ، وليس أمراء الحرب ولا الحكومة الإنتقالية ولا الحبشة إلا أدوات في يد أمريكا ، فالشعب الصومالي مستهدف في إسلامه قبل أرضه أو أحزابه أو جماعاته ..
__________________