الداء العضال الذي ابتلي به هؤلاء الأخوة - هداهم الله - هو قناعتهم الكاملة أنهم على حق وكل من عداهم على باطل ، فنتج عن هذا أنهم كلما اختلفوا في مسألة جزئية انشطروا إلى فرقة ، وهكذا ،، فليس في منهجهم ما يدعو إلى تقبل المخالف ، بل العكس ، فالآخر منبوذ دائما ، والسبب عندهم هو أنه مخالف للحق ، وبما أن الحق والباطل لا يجتمعان ، فيجب هجر هذا المخالف باعتباره مبتدعا ، وهجرة المبتدع من نصرة الدين..
فبمثل هذه التعليلات العليلة تفرقوا شيعا وحادوا عن الصراط ، ويحسبون أنهم على هدى ، فلا تعجب أخي الكريم إذا ما رأيتهم يقارع أحدهم الآخر ، لأن مثل هذا المنهج لا يفضي إلا إلى نتيجة واحدة ، ألا وهي أن يتحول كل فرد منهم إلى جماعة مستقلة تعتزل الآخرين وترفض التعامل معهم متذرعا بالحجج التي قدمتها لك
وأرجو المعذرة للتطفل
|