عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 24-06-2006, 07:48 PM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

حسنا ..صنع الفقيه إعلاما جبارا كذلك.. يرجح بكفة كل إعلام النظام ..

جاء النظام بقضه وقضيضه وقنواته الفضائية وجرائده وكتّابه وجيشه العظيم من الخونة والمنافقين في الشرق والغرب يطاول إعلام الفقيه البدائي المتواضع فسحقه إعلام الفقيه .. إعلام بسيط لكنه جبار لأنه ببساطة يعرض الحقيقة الناصعة ..
جاء الفقيه بجبروت أقوى من كل جبروت إمبراطورية إعلام النفاق ..
إنه جبروت الحقيقة
جبروت الحق
جبروت الصدق
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق
إعلام النظام كله زبد .. فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض حتى لو كان ما ينفع الناس مجرد شاشة سوداء وفيها ناس يتحدثون بمظالهم لكنه هو الذي ينفع ويمكث في الأرض ويخرج الناس من بيوتهم للوقوف في وجه الظالمين ..

لقد راهن الكثير على أن الفقيه ينفخ في رماد ويبيع الهواء ويكسو العفاريت برانس ، لكن الفقيه كان مدركا أنه يقاتل في المعركة الرابحة .

معركة الحقيقة مقابل الدجل ..

نعم

لقد كشف أبو عثمان كذب الشرعية الدينية وكذب الاستقرار الاقتصادي وحطم أسطورة بلد الأمن والأمان حتى أقنع الناس ان النظام هو الذي يقود البلد للفوضى وليس معارضوه.

والفروسية الحقة التي ينتشي بمثلها الفرسان أن أبا عثمان كان عنيدا جدا في قتاله ومجالدته للباطل فكان يوجه اللكمات والرفسات ( للوزير الخالد ) كما يسميه أخونا البرادعي ويفضحه في كل كذبة يتقيؤها ولا يكل ولا يمل من توجيه الضربات حتى انتصر عليه انتصارات مذلة سيسجلها التاريخ لأبي عثمان ..

لكن أبا عثمان لم يكسب من خلال كونه متمكنا في العرض والجدل لإقناع الناس بقوة حجته، ولم يكن مقنعا لأنه متع الناس بقدرته على تلطيش من يدافعون عن الدولة ، لم يكن مقنعا وقادرا على صنع الأحداث بسبب هذا فحسب، ولو كانت المسالة مجرد جدل يطرحه الفقيه يكسر به حجة الدولة لربما لم يتجاوز الفقيه جعل قناته إذاعة ممتعة للاستماع .

لكنه فعل أكثر من هذا فهو لم يكن من الذين يكثرون الحز ولا يقعون على المفصل بل على العكس كان يضع النصل على المفصل ويسمي الله ثم ينحر ..

الفقيه أدرك أن قناته لن تحقق الكثير إن كانت رسالة من طرف واحد ،
نعم لربما يعجب به الناس ولربما يقدرون علمه ومنطقه ، لكنه لا يصنع الحدث بمجرد إعجاب الناس بعلمه ومنطقه ..
الفقيه أدرك أن هذا الإعلام لا يحدث تغييرا إلا إذا كان تفاعليا في مشاركة ايجابية من الناس يشعر فيها كل مشارك أنه يساهم في إزالة هذه الكذبة الكبيرة ، يساهم في نزع درن الدجل من صدور الأمة .

ونجح أيما نجاح لأنه جعل الجميع يشعر أنه مسئول عما يجري وأن الجميع مشترك في الظلم إن سكت على الظلم ، وأن كل أهل بلاد الحرمين لهم حق في محاسبة هؤلاء المنافقين المستبدين المبدلين لشرع الله الموالين لأعداء الله المستبيحين الأموال والأعراض والذمم وكل شيء يحسبونه متاعا لهم .

وفوق هذا استطاع أبو عثمان أن يحطم قيودا نفسية واجتماعية تغلغلت في بنية المجتمع بسبب تحالف الشر القائم بين السلطان وعلماء السوء .. واستطاع أن يحطم بعض الأساطير الصحوية البالية التي كرستها الصحوة عن جهل .

فحطم أبو عثمان اسطورة تصنيف الناس وتقسيمهم إلى ( مطوع ) و ( غير مطوع ) وجعل القسمة مختلفة تماما ، فجعل الناس نوعين ظالم ومظلوم ، وطالب المظلوم بالقيام للمطالبة بحقه من الظالم .

فلم تعد المعارك الجانبية التي كان النظام يشغل الناس بها تشغله كقضايا السلوك الشخصي والتي أنفقت الصحوة من عمرها زمنا طويلا وجهدا كبيرا فيها، بل وجّه الفقيه الناس إلى أن يزيلوا الغشاوة وينظروا مباشرة في المحرك الأساسي للشر والفساد والمرسخ له وجعله قضايا أصلية في المجتمع. وحرض الناس على مقاومة الباطل ورفض الظلم وانتهاك الحرمات الدينية والمالية للأمة وأن هذا هو المقياس للناس وأن الذي يقول كلمة حق في وجه سلطان جائر ويرفض الظالم خير عند الله من الذي يزعم التدين وهو يرسخ للظلم والفجور باسم طاعة ولاة الأمر.. زعموا ! .

ولهذا خرج في الاعتصامات التي دعا إلى إليها عوام من شباب الأمة أيقظهم أبو عثمان وزرع الوعي في عقولهم وعرفهم بحقوقهم المستلبة من قبل المنافقين وذكرهم بأن هؤلاء المنافقين لا مزية لهم عليهم ولا فضل ولا شرعية أصلا لهم حتى يطيعونهم، بل هم أشبه بعصابات المافيا التي تتسلط على المستضعفين وتستأثر وتستبيح كل حقوقهم.

واستنهض أبو عثمان الهمم واستثار الحمية واستثار حفيظة القبائل وذكرها بمفاخرها وأنها قبائل عز وشرف ومروءة ونجدة فكيف تسكت على استباحة آل سلول لهم ومعاملتهم بما لا ترضاه البهائم ..

واستطاع أبو عثمان أن يحشد الناس وراءه لترفع أصواتها في وجه الظالمين فكانت المظاهرات التي خرج فيها الألوف، ولماذا خرجوا؟ لأن أبا عثمان كشف لهم الكذبة وعرفهم بغريمهم الحقيقي والمستبد الذي تسبب لهم في كل المآسي التي يعانون منها يوميا .

إن أعظم معجزة حققها أبو عثمان من خلال صبره كل هذه السنين وثباته على مبادئه هي أنه استطاع بنجاح منقطع النظير أن يسحق كثيرا من المفاهيم التي عبدت الناس لآل سلول وعلماء السوء وجعلت أهل الحرمين أسوأ حالا من البهائم التي لا تملك من أمرها سوى أن تسمع وتطيع وتهتف للجازرين ..

إن ما يفعله أبو عثمان جهاد لا يقل أهمية عن جهاد السيف ، فهو جهاد يدخل في باب "كلمة حق عند سلطان جائر"، وهؤلاء تجاوزوا الجور إلى الكفر والنفاق ومولاة أعداء الله بل وجعل بلاد الحرمين وجزيرة محمد صلى الله عليه وسلم رهينة بأيدي الكفار ..

أبو عثمان جزاه الله خيرا عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أطلق رياح التغيير في بلاد الحرمين والتي ستقتلع في طريقها كل شجرة زقوم زرعها المستعمر البريطاني والأمريكي وعاثت في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم فسادا طوال سبعين عاما ..

والإبداع كل الإبداع والرجولة كل الرجولة هي أن أبا عثمان حقق بفضل الله ما حقق وهو لوحده يجالد بلسانه وقلمه جيوشا من النفاق والعمالة وصبر على ذلك سنين طويلة ، ولم يتوان ولم يشعر بضيق أو بتبرم عندما كان يصارع في البدء للخروج من انتكاسات قديمة .

وأذكر أني قلت له قبل مدة عندما بدأت الإذاعة بالعمل ، قلت له يا أبا عثمان في البداية سوف يلتحق بك وينضم لدعوتك العوام وبسطاء الناس ، ثم سيلحق بك أشراف الناس عندما يرون الثبات والصبر وأما الذين يظنون أنفسهم من النخبة فسيحسدونك فاصبر ولا تبتئس فإنك على الحق إن شاء الله .. فقال لي مفتخرا .. هذا من فضل الله .. ألا ترى قول المشركين لنوح عليه السلام {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} ؟ ثم أردف بأنه لن يحزن إذا لم يستجب له أحد فهمه وكفايته أن يعذر من نفسه أنه رجل رأى ظلما فاشيا وطغيانا فرفع صوته بكلمة الحق وكشف زيف الباطل ثم لا يهم ما يجري بعدها .. فقلت صدقت .. والله يقول .. {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين.}

أما اليوم فإن الألسنة تلهج بالدعاء لأبي عثمان بالتوفيق وأن يسدد الله خطاه في كل أرجاء المجتمع .

وبعد أيها القارئ الكريم فلقد تحدثت اليوم عن أبي عثمان ولم أتحدث عن غيره ، وكلي شوق لذكر الذين تحيا القلوب بذكرهم أعني أبا عبدالله ورجاله من المجاهدين ..

لكن مشروع أبي عثمان وصل حدا يستلزم أن أذكره وأشكره وأثني عليه بالخير ولا أزكي على الله أحدا ، خصوصا وأن الكثيرين ممن يظنون أنهم من ( النخبة ) ومن العقلاء والمفكرين ، يتحدثون إذا تحدثوا عن أبي عثمان على سبيل التقليل من شأنه ، أو على سبيل الحسد ، واعلم رحمك الله أنه لا يقلل من شأن أبي عثمان سوى مخذول أو حاسد فالتغيير النفسي والاجتماعي الحاسم الذي يقوم به أبو عثمان من أعظم مشاريع التغيير في أحوال المسلمين اليوم .. فمفتاح التغيير الاجتماعي والنفسي في بلاد الاسلام موجود في بلاد الحرمين .. والجهد الذي يقوم به أبو عثمان سترى إذا أحياك الله أن له تأثيرا جذريا على أحوال الأمة الإسلامية جمعاء ..

وقد أعرضت عن ذكر كثير من الأسرار ومن أخبار أبي عثمان مما يثلج صدور المؤمنين وأنا أستعجل الزمان ليأتي الوقت الذي أستطيع أن أتحدث عن أبي عثمان بدون أي حرج .. وهو قريب ، قريب جدا بإذن الله .


بقلم المبدع لويس عطية الله
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php