عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 28-06-2006, 07:00 AM
الرد الرد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 93
إفتراضي لو كانوا يفقهون

لو كانوا يفقهون

للكاتب محمد صلاح الدين

لا يستقيم في ضمير مؤمن، ولا في منطق عاقل أو سلوك مخلص، أن يعمد المرء تحت أي ظرف ولأي سبب- إلى أهله فيعمل فيهم تقتيلاً، وإلى وطنه فيخر به ويفجر أركانه، ويتربص بثروات بلاده ليدمرها تدميراً، ثم يزعم بعد ذلك أنه يسعى للإصلاح، أو يتوهم أنه يسلك سبيل الدعوة والجهاد، إلا أن يكون المولى عز وجل قد أعمى بصره وبصيرته، وأضل سعيه، وختم على قلبه، وجعله وقود فتنة عمياء مضلة، تأكل أصحابها كما تأكل النار الحطب، (.. وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبيناً) (النساء: 91). وإن مما يؤكد عمى البصر والبصيرة، وضلال هذا السعي وشقوة أصحابه، أنهم قد شغلوا أنفسهم بالجريمة والقتل، واستفرغوا جهودهم لإراقة الدماء وتخريب المنشآت، وجعلوا هدفهم زعزعة أمن أهليهم، وتهديد استقرار وطنهم والعدوان على الآمنين من أهل العهد في ديارهم، إن الذين يتستر هؤلاء البغاة بالجهاد ضدهم من النصارى واليهود في أوروبا وأمريكا وفلسطين المحتلة، مشغولون بتنمية أوطانهم، ودعم اقتصادهم، وزيادة ثراء وقوة اوطانهم واختراع الجديد في كل حقل مما يدعم سلطانهم ويزيد تفوقهم، وهذا هو سبيل الجهاد الحق الذي كان على الفئة الضالة الباغية أن يسلكوه ولو كانوا يعقلون. ونظرة إلى كل ما يمزق العراق الشقيق اليوم، من مذابح مروعة تحصد يومياً أرواح المئات من العراقيين رجالاً ونساءً وأطفالاً، وتفجر أبدانهم وتدمر مدنهم وقراهم، وحرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، ونظرة إلى ما يسود بلاد الرافدين من احتلال وخوف وجوع وفاقة ومرض، يمكن أن توضح للبغاة عندنا - لو كانوا يفقهون - عواقب ما يسعون إليه من فتنة كقطع الليل لا تبقي ولا تذر، لولا فضل الله ورعايته، ثم يقظة أجهزة الأمن وبسالة رجاله، وأنهم بسلوكهم سبيل العدوان والبغي واستباحة الدماء، إنما يمكّنون للعدو ويمهّدون للطامعين وما أكثرهم، ويعينون المتربصين بالأمة ويطعنون أوطانهم وأهليهم من الخلف، ويسيئون أشنع الإساءة للإسلام والمسلمين. وجزى الله سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ خير الجزاء، فإن نصيحته الكريمة بعدم التستر على البغاة والإبلاغ عنهم، والتعاون المطلق مع أجهزة الأمن، لدرء أخطارهم عن العباد والبلاد، وإحباط مخططاتهم وكف أذاهم، هي من أوجب واجبات المسلم مواطناً أو مقيماً أو حتى عابر سبيل، ومشاركة لرجال الأمن في جهادهم وأجرهم العظيم إن شاء الله، بل إن درء أخطار هؤلاء البغاة هو حماية لهم من شرور أنفسهم، والعواقب المدمرة للعمى الذي طمس على أبصارهم وبصيرتهم. *** لقد أسبغ الله عز وجل على هذا البلد صفة الأمن، واقسم به سبحانه في قوله تعالى: (وهذا البلد الأمين)، ثم تكفّل بأمنه واستقراره استجابة لدعوة أبينا إبراهيم: (رب اجعل هذا بلداً آمناً)، وامتن المولى عز وجل على أهل هذا البلد بالأمن والاستقرار، (أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ويُتخطَّف الناس من حولهم) (العنكبوت: 67)، ومن ثم فإن أي مخلوق يستهدف هذا البلد وأهله بالشر، أو يهدد أمنه واستقراره بالعدوان والتخريب والقتل، إنما يحادد الله سبحانه ويبارزه بالعدوان، وهو بذلك حقيق بأن يدحره ويخذله ويضل سعيه ويقطع دابره. تغمد الله شهداءنا من رجال الأمن برحمته ورضوانه،وكف أذى البغاة عن بلده الأمين وسكانه، إنه سميع مجيب.

فاكس: 6530693 - 02

msalahuddin@makpublish.com