عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 28-06-2006, 07:08 AM
الرد الرد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 93
إفتراضي

هذه هي أوجه [الشبه/الاختلاف] بين الخوارج القدامى والخوارج المتأخرين ( المكفرين والمفجرين والمؤيدين)


إن مما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم -وهو الصادق المصدوق- أن الخوارج سيبقون حتى يدركوا الدجال.

ولذلك فكان مما جاء في الحديث :

"كلما ذهب منهم قوم تبعتهم أقوام . حتى يُقاتِل آخِرُهُم مع الدجال" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

ومع بقاء نسْلِهم الفِكريّ المنحرف فإن من سنن الله تعالى أن جعل آخِرهم يختلف عن أوّلهم -مع اشتراكهم في أصولهم الفاسدة-!

وإليكم أوْجُه الشَّبَهِ بين المقدم منهم والمتأخّر في هذه النقاط السريعة:

1. الجرأة على تكفير المسلمين.

2. التكفير بما ليس بُمكفّر.

3. التكفير بالمعاصي.

4. تكفير المجتهدين من العلماء وعدم إعذارهم العالِمَ المخطيءَ بأنه مجتهد.

5. تنزيل نصوص الوعيد على المُعيَّنيْن بدون النظر في الشروط والموانع.

6. التمسُّك بظواهر النصوص دون النظر فيما يُفسّرها من الأدلة ومن فهم السلف الصالح.

7. غالب بضاعتهم من الشِّعْر الحماسيّ ومن الخُطَب الرنَّانة ومن المواقف المُثيرة للعاطفة.

8. استحلالهم للدماء المعصومة.

ولكنّ الأعجب والأغرب -في هذا الموضوع- هو ما بينهم من أوجه الاختلاف!

فإن بين المُتقِّدم والمُتأخِّر منهم فروقاً ليست باليسيرة!

بل ويظهر منها أن المتأخر -أحياناً- أشدّ شرّاً وخطراً من المتقدم!

فإليك أوجه الاختلاف:

1. المتأخِّرون لهم عناية بالتأصيلات والتقريرات والتنظيرات أكثر من عناية المتقدمين،

فنجد أنّ الخوارج المتقدمين كانوا ينقمون تحكيم الرجال وبعض المسائل الأُخرى القليلة؛

بينما نجد المتأخرين قد وسَّعوا وتوسَّعوا فيما يتعلَّق بالأسباب التي تُسوِّغ لهم تكفير المسلمين؛

وستأتي أمثلةٌ لذلك في النقاط الآتية.

2. مسألة إخراج اليهود والمشركين من جزيرة العرب!

لم نجد للمتقدِّمين ذِكراً لها مع أنه لا يستطيع أحدٌ أن يجزم بعدم وجود يهوديّ ولا مُشرِك في الجزيرة آنذاك.

فكيف غفل عن التكفير بها أؤلئك وهدى الشيطانُ لها هؤلاء!

3. مسألة استعانة المسلمين بغير المسلمين!

4. ومسألة معاونة المسلم للكافر ضدّ المسلم!

هاتان المسألتان لم يذكرهما المتقدمون مع أنه يجب عليهم ترديدها آنذاك!

فإن اعتقادهم كُفرَ بعض من في جيش عليّ -رضي الله عنه وحاشاه أن يكفُر- يجعلنا -بداهةً- نعلم أنهم يظنّون أن بعض المسلمين المقاتِلين لهم في صفّ علي -رضي الله عنه- مسلمين واقفين ضدّ مسلمين!

فالمسلمون -على ري الخوارج- = الخوارج أنفسهم.

والكفار = بعض من في صفّ عليّ -رضي الله عنه-.

والمسلمون المُعاونون للكفار = بعض من لم يكفرونه من المسلمين -كعائشة رضي الله عنها-.

فهاتان المسألتان:

غفل عن ترديدها الخوارج المتقدِّمون وهُديَ إليها المتأخِّرون!!

5. من وسائل المتأخِّرين: الإنشاد بالألحان! وهذه الوسيلة لم يستخدمها المتقدِّمون منهم مع توفُّرها لدى الناس آنذاك!

ويبدوا أن السبب في تركهم هو ما سيرد في النقطة التالية:

6. الأوائل عندهم من الخشونة وشضف العيش ما ليس عند بعض المتأخرين!

فلذلك تجد أنهم أعرضوا عن النشيد والألحان لكونها من الميوعة والتكسُّرِ التي تُنافي ما هم عليه من الخشونة.

7. إعراض الأوائل عن الدنيا وزخرفها!

بينما نجد الاهتمام الزائد عند بعض الخوارج المتأخرين!

حتى أصبح بعضهم يُضاهي أرباب الدنيا من الكفرة وغيرهم في حب المال وحب العيش تحت شعار: يجب توفير السيولة لتنتشر دعوتنا فإن المال عصب الحياة!!

8. كان قِتالُ الأوائل متوجِّهاً للمسلمين فقط! ولم يكونوا يعتدون على أهل الذِّمَّة من الكفار بل كانوا يصونوها أكثر من صيانتهم دم المسلم!

أما المتأخِّرون فقد طال شرّهم حتى بلغ بهم الأمر إلى أن جعلوا البداءة باليهود والمشركين الأَوْلى عندهم! ومن ثم فإنهم سيتوجَّهون إلى المرتدِّين من حكام المسلمين!

والله أعلى وأعلم وأحكم