عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 29-06-2006, 12:48 PM
adelsalafi adelsalafi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 600
إفتراضي

خامساً - قال ابن عطية : " وإذا كانت هذه الوحدة بين المسلمين سوف تدعم وحدتنا الوطنية وقد باركتها القيادة الحكيمة من جهة , ومن قبل العلماء الأفاضل وأهل العلم من جهة أخرى وتبنى الإعلام الهادف لدوره الحقيقي في إيصال هذا الصوت ونقل هذه الصورة من الانسجام الإسلامي الوطني إلى الناس فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى فيما أختلف معها من الفروع التي هي أصلاً موضع لاجتهاد المجتهدين وتأمل المحققين واختلافهم لم يكن في مصدر التشريع ( القران الكريم والسنة ) بل في موضع أعذر العلماء بعضهم بعضا في اختلافهم فيه وهو فهم الدليل وقراءته وسوف تجمع السفينة كل تلك الأطياف ولن تغرق لاختلافهم في الفروع التي لا ضير في الاختلاف فيها طالما استندت إلى دليل وحجة وبرهان مع احترام دليل الآخر وطالما كانت القوة الدافعة لهذه السفينة أقوى من الفروع ألا وهي تلك الأصول القطعية التي لا مجال للاجتهاد فيها وكل من آمن بها دخل في إطار الإسلام.وستصل السفينة إلى بر الأمان فالاختلاف بين ركابها من المسلمين في البسملة في الصلاة من حيث وجوب الجهر بها أو الإخفات، أو قولها أو عدمه من فروع الصلاة وأن الأصل الإقرار بالصلاة وما من مسلم سني أو شيعي لا يقر بها ولا يصلي إلا إلى الكعبة المشرفة قبلة المسلمين جميعا، والاختلاف في الصوم وإفطاره عند سقوط قرص الشمس أو غياب الحمرة المشرقية أو الاختلاف في الخمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب أو أوسع من ذلك كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول. إن الأصول القطعية التي تجمع بين مذاهب المسلمين كافية لأن نتحد فيها ونعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه بدليل وحجة شرعية فليس للفروع حكم الأصول " .

أقول :

1- كل مسلم صادق يتطلع بشوق إلى اليوم الذي تتحقق فيه الوحدة الصحيحة الحية القائمة على كتاب الله وسنة رسوله وعلى احترام سلف هذه الأمة ولاسيما الصحابة الكرام .

2- يجب احترام القيادة الحكيمة لهذه البلاد وشكرها بعد الله على حرصها على وحدة الأمة وبذلها كل ما تستطيعه لتحقيق هذه الغاية من عهد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله- الذي وحد الله أهل الجزيرة على يديه بعد شتات وتمزق وتناحر وتلاه أنجاله الكرام في الحفاظ على هذه الوحدة وتوسيع دائرتها لتحقيق الوحدة الشاملة للأمة الإسلامية وعقد المؤتمرات لتحقيق هذه الغاية النبيلة وبذل الأموال والنصح لأمة الإسلام والتعاطف معها في كل ما يواجهها من مشاكل فيجب على أطراف الحوار المبادرة بتحقيق ما تصبو إليه هذه القيادة وما يصبو إليه علماؤها الكرام ولا يتحقق ذلك إلا بحسن التجاوب والاستجابة للحق والخضوع لنصوص الكتاب والسنة وتحقيق قول الله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً " .

ويجب أن تسود هذه الروح كل الفئات والطوائف ولن تتحقق الوحدة المنشودة إلا إذا وجدت هذه الرغبة وهذه الروح السلسة المنقادة لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم .

فليبادر أطراف الحوار الوطني وغيره إلى الاستجابة لله ولما يحييهم حتى تنتقل صورة وحدتهم الصحيحة إلى العالم الإسلامي فيتأسى بهم وينسج على منوالهم .

3- إنني أعتب على ابن عطية في قوله : " فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى ....الخ "

أقول :

كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها أو بقريب منها .

4- أ - حصرك الخلاف بين أهل السنة والشيعة في الفروع وأنها من مواضع الاجتهاد.

ب- تمثيلك بالاختلاف في البسملة وبالاختلاف في الصوم والإفطار عند سقوط قرص الشمس وبالاختلاف في الخمس من حيث وجوبه في الغنائم فحسب وقولك : أو أوسع من ذلك كل ذلك لا يضر في وحدتنا الإسلامية بعد الإقرار بقطعية الأصول .

فهذا الحصر وهذا التمثيل غير صحيح فإن هناك خلافات جسيمة لا يجوز لك إغفالها لأنها معروفة عند ألوف من علماء المسلمين وطلاب العلم والمثقفين وحتى اليهود والنصارى بأنها خلافات جسيمة واقعة بين أهل السنة والشيعة .

وأنا أسألك :

1- هل تجهل موقف الشيعة الإمامية والإسماعيلية من الصحابة ؟

2- وأسألك هل الإمامة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .

3- وهل إيجاب معرفة الأئمة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .

4- وهل اعتقاد عصمة الأئمة عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .

5- وهل الوصية لعلي بالخلافة والقول بأن الصحابة اغتصبوها منه عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .

6- وهل الإيمان بالمهدي المنتظر عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ .

7- وهل الإيمان بالرجعة وما يتبعها وما يترتب عليها عند الشيعة من الفروع أو من الأصول ؟ . ؟

8- وهل ادعاؤهم على الصحابة أنهم حرفوا القرآن من الفروع عند الشيعة وأهل السنة ؟

9- وهل اعتقادهم في الأئمة أنهم يعلمون الغيوب بل إن لهم سلطة تكوينية على كل ذرة من ذرات الكون من الفروع عند أهل السنة والشيعة .

10- وهل التقية عند الشيعة والسنة من الفروع ؟

كيف تكون التقية من الفروع وهي عندهم تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له وينسبون إلى أبي جعفر أنه قال :" أبى الله عز وجل لنا ولكم في دينه إلا التقية "

وينسبون إليه أنه قال : التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له " انظر الكافي للكليني (2/217-218 ) .

هذه العقائد يكفر بها الشيعة من لا يدين بها بل يكفرون بكل واحدة منها ؟

11- وهل تشييد القبور والطواف حولها والاستعانة بأهلها وتقديم الأموال الطائلة والنذور والقرابين لعتباتها من الفروع عند الشيعة ؟

12- نكاح المتعة رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة والضرورة ثم نسخها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ومن رواة تحريم المتعة علي رضي الله عنه فاستباحها الشيعة ورووا في فضلها روايات يرفضها الشرع والعقل مثل قولهم :

" من تمتع بامرأة مؤمنة كأنما زار الكعبة سبعين مرة "

وقولهم روى الصدوق عن الصادق عليه السلام قال : " إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بها عمل بديننا ومن أنكرها أنكر ديننا واعتقد بغير ديننا " ([1]) والمتعة بهذه الصورة عندهم من أعظم الأصول التي يكفر تاركها .

وهناك بعض الروايات عندهم ومنها : " من تمتع مرة كانت كدرجة الحسين عليه السلام ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن عليه السلام ومن تمتع ثلاث مرات كانت درجته كدرجة علي بن أبي طالب عليه السلام ومن تمتع أربع فدرجته كدرجتي " .

فإذا تمتع المرأ عشرات المرات فكم يكون التفاوت بينه وبين أعظم الرسل صلى الله عليه وسلم ؟ .

هذه الفواقر تشكل كل واحدة منها عقبة كأداء أمام الوحدة , فإما أن يدينها الشيعة ويتبرأون منها باطناً وظاهراً ويحكمون على قائليها ومعتقديها بما يستحقون فتحصل الغاية المنشودة وهي الوحدة وإما أن يصروا عليها فيكونون هم المسئولين عن الفرقة وهم الذين وضعوا العقبات في وجه الوحدة والذين ينشدونها ويحرصون عليها .

إن الوحدة الإسلامية التي يعتقد أهل السنة وجوبها لابد أن تقوم على أصول صحيحة مستمدة من الكتاب والسنة .

سادساً _ قال ابن عطية : " ولقد حذر الله تعالى في كتابه الكريم من الاختلاف المذموم الذي يؤدي إلى التفرقة ووهن الأمة وتفرق كلمتها وهذا الاختلاف عبر عنه القرآن الكريم في عدد من آياته الكريمة , وأما الاختلاف المحمود فذلك الاختلاف الذي يكون في المواضيع التي يجوز الاختلاف فيها وبدلالة الأدلة الشرعية وليس استناداً للهوى والعواطف ولقد فطرنا على ذلك الاختلاف ( ولا يزالون مختلفين ) سورة هود آية 118" .

أقول :

1- ليس في الإسلام اختلاف محمود ولا مرغب فيه وإنما يعذر المجتهد الذي استفرغ جهده للوصول إلى الحق فلم يتبين له الحق ولم يبلغه الدليل فيعذر ويتجاوز الله عن خطئه ويثيبه على اجتهاده فقط ، ولا مدح ولا ثواب على الخطأ وليس لأحد أن يقلده في خطئه ومن قلده في خطئه بعد ظهور خطئه بالدليل فإنه آثم وقد يكفر إذا عاند النص من القرآن أو السنة .

2- هل ترى أن المسائل التي مرت في الفقرة السابقة والتي يكفر بها الشيعة أهل السنة مع أنه لا دليل عليها من الكتاب والسنة بل هي معاول تهدم الإسلام والمسلمين .

هل هذا الاختلاف في هذه المسائل من الاختلاف المحمود إن قلت نعم فقد أخرجت أهل السنة والصحابة من الإسلام كما هو دين الشيعة .

وإن قلت لا بل هو من الاختلاف المذموم المهلك فيجب أن تعلن براءتك من هذه الدواهي وأنه لا يمكن الاجتماع مادام الشيعة يؤمنون بهذه الأصول ويكفرون بها الصحابة وأهل السنة ويستحلون دماءهم وأموالهم ويحكمون عليهم بالخلود في النار.

كيف يجتمع الكفار والمسلمون وبأي عقل ومنطق ؟.

3- إن استشهادك بالآية ( ولا يزالون مختلفين ) وأن الاختلاف أمر فطري غير صحيح فالله فطر الناس على الإسلام كما جاء بذلك القرآن والسنة قال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ) وفي السنة " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " وقوله صلى الله عليه وسلم "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم ... الحديث " .

وآخر الآية يرد قولك فإن الله استثنى المرحومين من المختلفين الهالكين .

فقال ( إلا من رحم ربك ) وهناك أقوال أخر هذا أرجحها .
__________________
قال ابن القيم رحمه الله
العلـــم قــال اللــه قــال رســوله ___ قــال الصحابـة هـم أولـو العرفـان
مـا العلم نصبك للخلاف سفاهة ___ بيـــن النصــوص وبيـن رأي فقيـه