عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 30-06-2006, 05:00 PM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
إفتراضي

ثانيا: التقيد بعمل واحد من أعمال العبودية والتسمي به:
قال العلامة ابن قيّم الجوزية رحمه الله شارحا لعبارات الهروي رحمه الله في أوصاف أهل المنهج السوي: (العلامة الثانية: قوله: «ولم ينسبوا إلى اسم»؛ أي لم يشتهروا باسم يعرفون به دون الناس من الأسماء التي صارت أعلاما لأهل الطريق، وأيضا: فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد، يجري عليهم اسمه، فيعرفون به دون غيره من الأعمال، فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة. وأما العبودية المطلقة: فلا يعرف صاحبها باسم معيّن من معاني أسمائها، فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها، فله مع كلّ أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم، فلا تقيد برسم ولا إشارة، ولا اسم ولا بزي، ولا طريق وضعي اصطلاحي. بل إن سئل عن شيخه؟ قال: الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن طريقه؟ قال: الإتباع، وعن خِرقته؟ قال: لباس التقوى، وعن مذهبه؟ قال: تحكيم السنة، وعن مقصوده ومطلبه؟ قال: (يريدون وجه الله)، وعن رباطه وعن خانكاه؟ قال: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدوّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة)، وعن نسبه؟ قال:
أبي الإسلام ولا أب لي سواه**إذا افتخروا بقيس أو تميم.
وعن مأكله ومشربه؟ قال: (مالك ولها؟ معها حذائها وسقاؤها، ترد الماء وترعى الشجر حتى تلقى ربها)(11).
وقال كذلك رحمه الله في (ص167) من نفس الجزء: (وقد سئل بعض الأئمة عن السنة؟ فقال: ما لا اسم له سوى السنّة. يعني: أن أهل السنة ليس لهم اسم ينتسبون إليه سواها؛ فمن الناس: من يتقيد بلباس لا يلبس غيره، أو بجلوس في مكان لا يجلس في غيره، أو مشية لا يمشي غيرها، أو بزي وهيئة لا يخرج عنها، أو عبادة معينة لا يتعبد بغيرها، وإن كانت أعلى منها، أو شيخ معين لا يلتفت إلى غيره، وإن كان أقرب إلى الله ورسوله منه، فهؤلاء كلهم محجوبون عن الظفر بالمطلوب الأعلى، مصدودون عنه، قد قيدتهم العوائد والرسوم، والأوضاع والاصطلاحات عن تجريد المتابعة، فأضحوا عنها بمعزل، ومنزلتهم عنها أبعد منزل، فترى أحدهم يتعبد بالرياضة والخلوة، وتفريغ القلب، ويعد العلم قاطعا له عن الطريق، فإذا ذُكر له الموالاة في الله، والمعاداة فيه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر: عدّ ذلك فضولا وشرّا، وإذا رأوا بينهم من يقوم بذلك: أخرجوه من بينهم، وعدوه غَيراً عليهم، فهؤلاء ابعد الناس عن الله، وإن كانوا أكثر إشارة والله أعلم)اهـ.
وعن عبد الرحمن بن مهدي العنبري قال: سُئل مالك بن أنس عن السنّة، قال: (ما لا اسم له غير السنة، وتلا: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)(12).
وسأل رجل الإمام مالك: من أهل السنة يا أبا عبد الله؟ قال: الذين ليس لهم لقب يعرفون به؛ لا جهمي، ولا رافضي، ولا قدري(13).
__________________
وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتال الولاة الظلمةابن تيمية
واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون، أفّاكون، آثمون. الإمام الاوزاعي
ومن كان محسنًا للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم، عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم، ويظهر لهم الإنكار، وإلا أُلْحق بهم، وجُعل منهم. ابن تيمية