عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-07-2006, 05:22 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الباب السابع : في التسوق


سيتم سؤالك كل يوم من قبل أشخاص كثر ، قد يكونوا أصدقائك ، أو زوجتك أو أبنائك أو أي أحد يرى بيدك أو في بيتك سلعة .. بكم أخذتها ، ومن أين اشتريتها .. لو أنك أخذتها من عند فلان لكن ذلك أفضل ، ولوفرت في ثمنها كذا ، وقد يكونوا صادقين ، وقد يكون مجرد كلام حتى يقضوا وقتا ..أو ليبينوا مجانا بأنهم متفوقون عليك أمام ذويهم أو ذويك .. فهي فرصة ، قد لا تتكرر كثيرا عندما يروا أنك متفوق عليهم في مجالات أخرى ..

ان الباعة ، هم بشر كباقي البشر ، قد تجد منهم المستقيم ، وقد تجد غير ذلك فكما ستلقى في كل مكان بالمدرسة ومكان العمل أناسا خيرين ، وأناسا شريرين ، ستلقى في الأسواق أمثال ذلك .. واعلم أن مدارس الأسواق هي من أهم مدارس العلم .. وستجد بها ( علم نفس ) تم اختراعه بالمشافهة .. فالبائع يتعرف على الشاري من مشيته من لفتاته ، من قسمات وجهه ، فتراكمت لديه خبرة ، متى يتمسك به ، ومتى يزجره .. ومتى يهاوده و يرخص له .. ومتى يرفع السعر عليه ، وكيف يستطيع أن يبيعه سلعة اقتربت من الكساد ، وكيف يخفي عنه سلعة ، مطلوبة وسعرها في صعود الخ ..

1 ـ حذار من أن يكون لك بائع مخصص في كل صنف .. فهذا يعرضك الى ما يلي :

أ ـ ان ذلك يجعلك أسير أصناف ذلك البائع .. فتقل خياراتك في الانتقاء ..

ب ـ ان ذلك يجعل البائع الذي ( مهنته البيع ) وثقافته ( ثقافة بيع ) .. سيجعله باستمرار متفوق عليك ، ويضمن عودتك في كل مرة ..

ج ـ ان ذلك سيجعل من البائع صديقا على المدى البعيد ( من الدرجات العليا) ولا أنصحك بالتعامل بالبيع والشراء مع أصدقاء باستمرار .. فان ذلك سيكون على حساب واحدة من الاثنتين إما الصداقة و إما نزاهة البيع والشراء .. ابق تعاملك معه و لكن دون تركيز شديد على توطيد الاثنتين ، لا البيع و لا الصداقة .

د ـ قد يغريك بقاء التعامل مع بائع بعينه ، لأن تأخذ بالدين ( ذمم) وهذا سيخلق لك متاعب ، قد تؤذي علاقتك مع هذا البائع .. حيث يتساهل معك في أخذ كمية أكثر من حاجتك .. في حين لن يحدث هذا في حالة عدم حصر التعامل مع باعة كثر ..

هـ ـ قد لا تجد سلعتك في يوم التسوق ، وسيقول لك بائعك ( المحدد) ، ستأتينا غدا أو بعد غد .. فيضيف عليك التزاما من نوع آخر .. حيث ستلتزم بأخذ تلك السلعة والتي قد تكون أدنى مما طلبت من النوعية .. ثم ما ستقوم به من وقت إضافي في إنجاز عملية الشراء ..

و ـ عندما تحصر التعامل مع بائع ، فانك ستخلق نظرة غير ودية مع باعة الصنف الذين بالجوار تجاهك .. فتناوب بالشراء من أكثر من واحد .. تجعلهم يتسابقون في تقديم أفضل ما لديهم و بأحسن الأسعار .. فعندما تترك أحدهم ، تجعله يفكر ما الذي دفعه لتركي ، لا بد أنني أخطأت في بيعه المادة الفلانية .. ثم عد بعد فترة ، ستجد الأمر مختلفا ..

2 ـ اعلم يا بني أن البائع ، انسان له مشاعره ولديه همومه و أحلامه ، فاحرص عندما تقبل عليه :

أ ـ أن تحييه تحية معتدلة ، غير مبالغ بها ، ولا هي من رأس أنفك ..

ب ـ لا تنظر لبضاعته بعين عدم الرضا و الامتعاض .. فالبضائع هي ممتلكات وهي كالأبناء ، لا يحب أحد أن يسمع مذمة ولده أمامه .. ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) ..

ج ـ اذا لمست الصدق والاستقامة عند البائع ، فأسمعه بعض كلام يبجله و يوقره ، واشكره بلطف .. فهو يفرح بذلك ، وسيحرص مستقبلا على التعامل معك بشكل طيب ..

3 ـ ان ثلثي المبايعة هي الشراء ، وثلثي عملية الشراء ، هي المعلومات اللازمة للشراء .. فحتى لا تدخل بمفاصلات بينك وبين البائع .. لا بأس أن تخصص جولة قبل الشراء ، ومعرفة الأسعار لمثل الصنف الذي تود شراءه ..

4 ـ عندما تدخل على بائع لأول مرة ، وفي مدينة لأول مرة تدخلها ، وقد لا تعود لها .. فلا تبدو كالمغفل الذي يصبح أسيرا لنصائح البائع .. فالباعة يعلقون آمالا ضخمة على مثل تلك الفرص .. فقد تراه يمارس لك تلك الحركات :

أ ـ يحضر لك مجموعة أصناف من الملابس ، ويرميها على المنضدة و يسترق منك نظرة لتفحصك أي البضائع شدتك نحوها ..

ب ـ اذا تأكد من جهلك فان تصبح فريسة سهلة له ليبيعك ما يريد ..فلا تقل له ما هي نصيحته لك ، فهذا مفتاح اللعبة ..سيبقى يمهد لك حتى يبيعك ما يريد .. يتلمس قماش ، يحكي لك عن جهل بعض المشترين الذين يركضون وراء صنف ، مع أنهم مساكين .. هل ترى هذا الصنف ( فيمسكه بين أطراف أصابعه ويبتسم ابتسامة ماكرة ) .. انه أرخص و أفضل عشرات المرات من هذا الذي يحمل ماركة كذا .. ثم يتوقف ويقول لك أنت حر .. ويتفقد ردة فعلك ، ليقوم بخطوته التالية ..

ج ـ لا تقبل تضييف ( أن يقدم لك البائع عصيرا أو شاي ) .. فان ذلك يعتبر بمثابة قبول خطاب نوايا البيع والشراء ..

د ـ اذا أحسست أن رغبتك انحصرت في شراء صنف من عند هذا البائع .. فقل له سأعود بعد قليل .. و تفحص ما سيقول لك لتستطيع معرفة نواياه .. ثم تجول بالأسواق ، وافحص ما قال لك عن الصنف من أكثر من بائع .. ثم عد له ان شئت واشتري ما أردت ..

5 ـ لا تستعن بأحد بالشراء .. وان تم ذلك ، فلا تكن أسيرا لذوقه ، فكل انسان له لون مفضل ينسجم مع شخصيته ، وله شهوات معينة ، وهذه كالبصمات لا تتطابق عند كل الناس .. فلا تشتري صنفا لا يلائمك ..

6 ـ التزم ببعض الآداب اللازمة في المبايعات .. فلا تمن على البائع أن تفضل عليه إذ اخترته دون غيره .. ولا تجعل الصبيان يحملون لك شيئا تقدر على حمله من مكان البيع الى حيث تركب السيارة .. ولا تحدث استعراضا أمام جيرانك عندما تود دخول البيت بمشترياتك ..

7 ـ التزم بدفع ما عليك ، بعد أخذك مشترياتك .. ولا تحدث ضجة اذا قيل لك أنك لم تعطيني ، أو أنني رددت لك الباقي ، ولم يكن قد رده .. فتلك الصغائر ستصبح صفة ملصقة بك .. بل كن بكامل تركيزك وقت دفع ما عليك .. حتى لا تبقى في حالة شكوك .. و لا تضع نقودك على حافة منضدة البائع ، ومن حوله عملاء آخرون ، أو أن يكون مشغولا جزئيا مع أحدهم ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس