عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-01-2001, 08:42 PM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

الفيصل،

القضية أحد أمرين، إما أن لغتنا العربية التي نخاطبكم بها فاقت مستوى الأفهام عندكم فصرنا نعيد الكلام مراراً وتكراراً والنتيجة واحدة أنكم لا تفهمون ما نقرأ، هذا أمر، وإما أنكم تفهمون ما نقول ولكن تتجاهلون من غير رده بحجة أو دليل، طبعاً دليل الإفلاس.

أنت تتساءل الآن ما الذي يدفعني لكتابة هذا الكلام، إليك الجواب: قلنا أكثر من مرة ونعيدها مرة أخرى ففي التكرار قد تفهموا علينا، قلنا أننا لا ننفي صفة العلو ولا ننفي الاستواء ولا ننفي الفوقية، بل نثبتها لله تعالى على ما يليق بالله تعالى.

أما من يريد الصفات علواً حسياً مكانياً، واستواء جلوس واستقرار وسُكنى، وفوقية مسافة وتحيز، فإننا عندها نلجأ لما قاله العلماء حينما ردوا على المشبهة الذين حملوا الصفات على المحمل الحسي المتخيّل، فنقول:
الله علوه بالمعنى أي قدراً لا بالحس ويكفينا هنا تفسير أمير المؤمنين الحافظ ابن حجر في الفتح أنه لا يستحيل اطلاق العلو من جهة المعنى ولكن المستحيل من جهة الحس، وقول الطحاوي في عقيدته لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات.

ونقول: استواؤه قهره للعرش وليس جلوسه ولا استقراره ولا سكناه للعرش، ويكفينا المؤونة هنا جموع من العلماء كالمفسر القرطبي والعز بن عبد السلام والنووي والغزالي وغيرهم.

ونقول: فوقيته فوقية المكانة لا المكان، ويكفينا مؤونة ذلك القاضي عياض اليحصبي كما نقل عنه النووي في شرح حديث الجارية في صحيح مسلم.

أتمنى أن يكون المتمسلفة قد فهموا كلامنا لنغلق باب الافتراء والتقول علينا بأننا ننفي العلو والاستواء والفوقية، وليتنبهوا ان تأويلها عند الحاجة لذلك لا يكون نفياً لها لأنهم بذلك يكونون قد اتهموا جلة علماء المسلمين أنهم ينفون الصفات لأنه قلما أن تجد من أكابر الأمة من لم يؤول حديثاً أو آية من أحاديث وآيات الصفات.

والله من وراء القصد.