عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 02-09-2000, 09:12 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

أرجو من جميع الاخوة والخوات أن تتسع صدورهم أثناء نقاش مثل هذه الأمور، وعدم الخلط بين ما هو عقيدة وما هو عبادة وما هو احتفال
فالاحتفال ليس عقيدة ولا عبادة وإلا لكانت أيام الجلوس ومهرجانات الكتب واحتفالات الذكريات التاريخية والثقافية (كمعارض الكتب والجنادرية وغيرها) من البدع التي لا تجوز إقامتها. وهذا لم يقل به عاقل.

وشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني (رحمه الله) من علماء المسلمين الأعلام، وقد اجتهد في مواطن كثيرة، وأفتى في أخرى، ووافق الجمهور في أشياء وخالفهم في أشياء أخرى، وأخذ العلماء منه وردوا عليه. وقوله واجتهاده وفتواه ليس ملزماً إن كان لمخالفه دليل، وبالتالي فلا يصح حمل الناس جميعاً على قوله وفهمه للنص أو للعمل، وتجريم وتحريم من خالفه وكأنه خالف الشرع كله. وهو أمر محسوم لم يدعه أحد من أهل العلم ولا الاجتهاد. والكل يعلم موقف الإمام مالك عندما رفض أن يكون (الموطأ) المرجع الوحيد للناس في أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) وفقه السنة النبوية لأن (الموطأ) كان ما وصل إليه علمه، وليس كل العلم في (الموطأ). كما نذكر جميعاً قول الإمام الشافعي: (قولنا صواب يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب). وكفى به معنى.

وكان على الأخت (تسنيم) النقل بأمانة عن شيخ الإسلام ابن تيمية فهو في (اقتضاء الصراط المستقيم) أنكر على المحتفلين بالمولد الذين يتخذونه عيداً، ولم ينكر على الذين يتخذونه للتذكير بسيرة النبي ورسالته وعمله (صلى الله عليه وسلم) وقال تعقيباً (وقد يحتفل البعض بالمولد ويؤجر على نيته في تعظيم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد يقبل من البعض ما لا يقبل من البعض الآخر) واستشهد بفتوى للإمام أحمد فيمن أنفق في تزيين المصحف فأجازه، مع أن مذهب أحمد تحريم تزيين المصاحف. ورأى أنه لو لم ينفقها في هذا لأنفقها في معصية.

خلاصة ما أريد قوله أن الاحتفال بالمولد ليس عقيدة وليس عبادة، وإنما هو احتفال يقوم به الناس إحياء لمعاني الرسالة التي حملها النبي (صلى الله عليه وسلم) وتعليماً للمسلمين لا سيما الأجيال الشابة أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم) وسيرته. ولذلك ينبغي البحث فيما يجري فيه، فما كان حراماً قيل هو حرام وأنكر على أصحابه، وما كان مباحاً لم يتم التعريض بأهله ولا تجريمهم وتبديعهم.

والله تعالى أعلم.