عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 03-07-2006, 05:38 PM
abunaeem abunaeem غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 660
إفتراضي

إن التفكير والإصلاح المطلوب داخل المجتمعات الإسلامية لن يحدث إلا بإرادة هذه المجتمعات. وإن الأمر يقع على عاتق المسلمين لأن يتولوا المسئولية ويقوموا بفتح دائرة النقاش من خلال تدشين حوار بين قوى المجتمع المختلفة، وفي الوقت ذاته ليعبروا عن رفضهم للممارسات غير العادلة التي تم تقنينها وترتكب باسم الإسلام. إن عملية حراك تبدأ من المسلمين أنفسهم هي أمر أساسي.

غير أن هذا لا يعني أن يُحرم المفكرون والمواطنون غير المسلمين من حق طرح تساؤلات. على العكس تماما، على جميع الأطراف أن يسعوا للاستماع لوجهة نظر الآخر ولأطرهم المرجعية ومنطق أطروحاتهم وكذا طموحاتهم. بالنسبة للمسلمين فإن كل التساؤلات مرحب بها سواء كانت من ذويهم المسلمين أو من رجال ونساء لا يشاركونهم بالضرورة إيمانهم. وعليهم أن يستفيدوا من هذه التساؤلات باعتبارها تمدهم بالأفكار والآليات.

هكذا يمكن أن نظل مخلصين لمبدأ العدل الذي أسس له الإسلام وفي ذات الوقت يؤخذ بالاعتبار حاجات المرحلة الراهنة.


دعوة للإدراك

هذه الدعوة لتجميد العمل بمبدأ العقوبات الجسدية وعقوبة الرجم وحكم الإعدام هي دعوة ملحة على عدة جبهات. نحن نوصفها باعتبارها دعوة لضمير كل فرد لكي يدرك هو/هي أن ثمة استخداما لتعاليم الإسلام بما يؤدي لإهانة وإخضاع النساء والرجال في بعض المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة وفي ظل صمت جماعي وفوضى آراء فقهية وهذا الإدراك يتطلب الآتي:

أولا
: تعبئة عموم المسلمين في كل أنحاء العالم لأن يطلبوا من حكوماتهم تعليق تطبيق الحدود وفتح باب النقاش النقدي والجاد والعقلاني داخل المجتمعات الإسلامية بين العلماء والمفكرين والقادة وعموم المسلمين.


ثانيا: مساءلة العلماء حتى يجرؤوا على مكاشفة مجتمعاتهم بالممارسات غير العادلة التي ترتكب باسم الإسلام وتفعيله كأداة في مجال الحدود. فمن أجل البقاء مخلصين للنص الإسلامي لا بد من تعليق فوري لمبدأ العقوبات الجسدية تأسيا بالقدوة التي أرساها الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

ثالثا: نشر المعرفة بين الشعوب الإسلامية حتى لا ينخدعوا بالمظهرية والفكر الحرفي. إن تطبيق الإجراءات القمعية والعقوبات لن يجعل المجتمع أكثر إيمانا بالتعاليم الإسلامية، وإنما هي بالأحرى القدرة على الترويج لمبدأ العدل الاجتماعي والحفاظ على الأفراد رجالا كانوا أو نساء، فقراء أو أغنياء. هذه الخطوة هي التي تحدد صدقية الولاء للنص الإسلامي.

إن القاعدة في الإسلام هي أن القانون هو الذي يحمي حقوق الفرد، وليس العقوبة التي يتم إقرارها إلا إذا كانت استثناء مقيدا بشروط عدة.

إن حركة الإصلاح من الداخل التي يتولاها المسلمون أنفسهم وباسم المصادر النصية ورسالة الإسلام يجب ألا تغض الطرف عن الاستماع لما يقوله الآخرون، وكذلك الاهتمام بالتساؤلات التي تدور في عقول غير المسلمين حيال الإسلام. وهذا لا يعني الانحناء أمام الاستجابات الآتية من "الآخر": "الغرب"، وإنما من أجل أن تظل أمام نفسها تدرك أن إيمانها بناء.

نحن نناشد كل الذين يلتزمون بهذه الدعوة أن يصطفوا معنا، وأن يرفعوا أصواتهم مطالبين بالتعليق الفوري لتطبيق الحدود في العالم الإسلامي حتى يتم إرساء أسس لنقاش جاد حول هذا الموضوع. نقول باسم الإسلام وباسم نصوصه ورسالة العدل: لا يمكننا الاستمرار بقبول تعرض النساء والرجال للعقوبة والموت، بينما نظل ملتزمين الصمت، ونكون شركاء في عملية تتسم بالخسة.

من الضروري بمكان أن يرفض المسلمون في كل أنحاء العالم
: التشريع الأصولي المصدر لتعاليم دينهم، وأن يستوعبوا جوهر الرسالة الإسلامية التي تحضهم على الروحانية وتتطلب المعرفة والعدل واحترام التعددية.


لن يصلح حال المجتمعات عبر الوسائل القمعية والعقوبات، وإنما من خلال الانخراط في عملية التأسيس لحكم القانون وتكوين مجتمع أهلي واحترام الإرادة الشعبية وكذلك التشريع العادل الذي يوفر الضمانة للمساواة بين الرجال والنساء والفقراء والأغنياء أمام القانون.


إنه من الضروري أن ندشن لحركة ديمقراطية تخرج الجماهير من الهوس بما يعاقب عليه القانون إلى ما يجب أن يحميه القانون، وهو بالأساس ضميرهم وحريتهم وحقوقهم وكرامتهم.

جنيف 18 مارس 2005
http://www.islamonline.net/Arabic/co...ticle03a.shtml

________________

الموضوع مفتوح للنقاش لمن عنده بضاعة مفيدة شرط ان لا تتمحور في الشخص مطلقا بل في محتوى الافكار (.....) التي وضعناها بلسان صاحبها بالخط الاحمر والزرق وكبرناها ليلاحظها من يدري ومن لايدري ....

اهلا وسهلا بكم ....ايها المفكرون وسحقا لكم ايها التبع الغافلون .