عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-07-2006, 06:37 AM
abunaeem abunaeem غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 660
إفتراضي

النص:



الرايات السود ـ عبد الله عزام من الجهاد إلى الاغتيال



(2) * الشيخ الفلسطيني يؤجل قضية فلسطين



* عبد الله عزام رأى أن تحرير القدس يجب أن يتم عن طريق كابل.. «لأن العرب قد يقتلوننا قبل قتل اليهود»

* مبرراته لتأجيل قضية فلسطين: آيديولوجية المناضلين والحدود المفتوحة وصلابة الشعب الأفغاني

* الشيخ الراحل يتحدث عن عهد مع المجاهدين الأفغان بأن يساعدوه في قضية القدس كما ساعدهم في بلدهم سأل أبو حمزة المصري الشيخ عبد الله عزام حين دعاه الأخير الى السفر لأفغانستان دعما للجهاد: «كيف أذهب الى أفغانستان يا شيخ عبد الله، انك تطلب مني أن أذهب الى هناك وهي بعيدة ألفي ميل عن بريطانيا ـ حيث كان يعيش أبو حمزة ـ في حين أن بيننا وبين القدس حائطا من الأسلاك، فكيف لا تأمرنا أن نتخطاه وتطلب منا الذهاب كل هذه المسافة الى أفغانستان؟».

وقال أبو حمزة: «كنت أرى في ذلك الوقت أن بعض المشايخ لا يرون الوضع جيدا». فقال له عبد الله عزام: الأمة في سبات، وأفغانستان هي الطريق وان اختلف الاتجاه، انها الطريق الى التدريب ولانشاء كوادر تقاتل من هذه الأمة. ويعقب أبو حمزة: «ما قاله الشيخ عبد الله فيه جانب كبير من الصحة، الأمة كانت في سبات، والحرب مع اسرائيل هي حرب مع أميركا، ومع كثير من الأنظمة التي نحسبها اسلامية. هو كان مستوعبا لهذا الجزء القتالي. وكنت أنا مستوعباً لجزء عقائدي فقط».

لم يكن ما قاله عبد الله عزام مقنعاً، لكن أبو حمزة اقتنع. وقد اقتنع مئات ان لم يكن آلاف غيره من الأفغان العرب بحتمية تأجيل قضية القدس حتى يتم تحرير كابل. لكن المثير في الأمر أنه حين تم تحرير كابل كان أن تشرذم غالبية هؤلاء الى عشرات الاتجاهات الأخرى في البوسنة والشيشان وكشمير والفلبين وايغورستان (الصين) وكوسوفو. ولم يذهب أي منهم الى فلسطين. ان تلك نقطة مثيرة تماما للجدل ومعبأة بالألغاز لعدة أسباب:

* جنسية الداعية الأول للجهاد الأفغاني وانتماؤه، عبد الله عزام الفلسطيني الذي اشترك لبعض الوقت في المقاومة الفلسطينية بعد حرب 1967. ثم نذر الجزء الأخير من حياته بالكامل لقضية الأفغان ليس هو فقط، بل ومن معه.

* جنسية وانتماء «العرب» الذين تمت دعوتهم للجهاد في أفغانستان نفسا ومالا، والذين اختاروا طواعية السفر الى وسط آسيا بدلا من أن يفعلوا شيئا من أجل القضية المصيرية العربية الأولى التي رضعوا آلامها وتعبوا من معاناتها.

* ان القضية الأقدم والأعرق والأهم قوميا هي قضية فلسطين، وما تبعها في ذلك التوقيت من أحداث مهمة توجت بالانتفاضة الأولى في عام 1988. وما سبق ذلك من عمليات غزو اسرائيلية لجنوب لبنان.

* ان قضية فلسطين ذات أبعاد دينية مهمة جدا، لا تقتصر فقط على أنها صراع مع اليهود بكل ما لهذا الصراع من امتداد وخلفية عقيدية في الفقه والعقيدة الاسلامية، وانما تمتد كذلك الى أهمية القدس والمسجد الأقصى الدينية، أولى القبلتين وثالث الحرمين. لقد دعم هذا التناقض الرهيب والثغرة الهائلة في المنهج، الظنون التي ترى أن الشيخ عبد الله عزام، كان يقصد ذلك بالفعل في ضوء دعم الولايات المتحدة الكامل للجهاد الأفغاني واختراقها لصفوف وعقول من يدير هذا الجهاد. وشكك بالتالي في نقاء الأهداف المعلنة، والتي رفعت أقدس الشعارات الدينية بشرط أن يتم تطبيقها بعيدا هناك في أفغانستان. أفغانستان أولا لو أن الشيخ عبد الله عزام لم يكن فلسطينيا، ولو أنه لم يكن قد هب فجأة الى مهمة «الجهاد الأفغاني» بعد نحو 12 عاما من التوقف عن أي عمل حركي معلن، لكانت الشكوك قد خفت ولكانت الريبة قد زالت. صحيح أن له خلفية اخوانية، الا أنها اجمالا غير مؤثرة أو ملموسة، فضلا عن أنه لم يكن ضمن قيادة منظمة معروفة في أي تنظيم ديني طوال تلك السنوات التي سبقت هذا الحماس الرهيب منه لقضية أفغانستان. فهو كان مجرد أستاذ جامعي متخصص في الفقه بدون تاريخ بارز في الساحة التي تصدى لتصدرها. ولا يتنافى مع تلك القرينة كونه كان عضوا في جماعة الاخوان المسلمين الفلسطينية، ولا تثبت الوقائع التاريخية أنه من الذين كان لهم دور أساسي في هذه الجماعة. وقد كانت هذه النقيصة تطارد الشيخ عزام في كل مكان، وكان هو يلمس التناقض الذي عاب خطابه ومنهجه لا سيما أنه الرجل الذي اتبع فتوى حتمية الجهاد في أفغانستان باعتباره ـ كما رأى ـ واجبا على كل مسلم بفتوى أخرى عنوانها «الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان». في هذه الفتوى طرح عبد الله عزام على نفسه السؤال: «هل نبدأ بأفغانستان أم نبدأ بفلسطين؟». وبداية قال: «اذا اعتدي على شبر من أراضي المسلمين فان الجهاد يتعين على أهل تلك البقعة وعلى من قرب منهم. فان لم يكفوا أو قصروا أو تكاسلوا يتوسع فرض العين على من يليهم، ثم يتدرج فرض العين بالتوسع حتى يعم الأرض كلها شرقا وغربا» وبالتالي حسبما يرى: «ان اثم تقاعس جيلنا عن النفير في القضايا المعاصرة ـ كأفغانستان وفلسطين والفلبين وكشمير ولبنان وتشاد واريتريا ـ أشد من اثم سقوط الأراضي الاسلامية السابقة التي عاصرتها أجيال مضت، وكنا نقول يجب أن نركز جهودنا على أفغانستان وفلسطين الآن، لأنهما قضيتان مركزيتان، والعدو المحتل ماكر يحمل برنامجا توسعيا في المنطقة كلها، ولأن في حلهما حلا لكثير من القضايا في المنطقة الاسلامية كلها، وحمايتهما حماية للمنطقة كلها». (نقلا عن كتاب «الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الاعيان»). وبغض النظر عن أن عبد الله عزام كان يركز جهوده على أفغانستان وليس على فلسطين كما قال، وبغض النظر عن أنه ساوى في الأهمية بين القضيتين فضلا عن مساواته لهما بقضايا أخرى في الفلبين وكشمير، فان عبد الله عزام كان يرى دوما أن البداية الواجبة هي أفغانستان: «من استطاع من العرب أن يجاهد في فلسطين فعليه أن يبدأ بها، ومن لم يستطع فعليه أن يذهب الى أفغانستان. وأما بقية المسلمين فانني أرى أن يبدأوا جهادهم في أفغانستان. اننا نرى البدء بأفغانستان، لا لأنها أهم من فلسطين، بل فلسطين هي قضية الاسلام الأولى، وقلب العالم الاسلامي وهي الأرض المباركة». ولكن هناك أسبابا تجعل البدء بأفغانستان قبل فلسطين أولى منها، حسبما قال، وهي في رأيه:

* ان الراية في أفغانستان اسلامية واضحة، والغاية واضحة «لتكون كلمة الله هي العليا»، ولقد نص دستور اتحاد مجاهدي أفغانستان في المادة الثانية «ان الهدف من هذا الاتحاد هو اقامة دولة اسلامية في أفغانستان». وفي المادة الثالثة «ان هدفنا منبثق من قوله تعالى: «ان الحكم الا لله»، فالحاكمية المطلقة لرب العالمين».

* ان المعركة في أفغانستان ما زالت قائمة وعلى أشدها وتشهد ذرى «الهندكوش» ـ جبال معروفة بهذا الاسم ـ في أفغانستان معارك لم يشهد التاريخ الاسلامي عبر قرون كثيرة لها نظيرا.

* لقد سبق الاسلاميون غيرهم الى قيادة المعركة في أفغانستان، فالذين يقودون الجهاد في أفغانستان هم أبناء الحركة الاسلامية والعلماء وحفظة القرآن بينما الأمر مختلف في فلسطين. فلقد سبق الى القيادة أناس خلطاء منهم المسلم الصادق ومنهم الشيوعي ومنهم المسلم العادي ورفعوا راية الدولة العلمانية.

* ان القضية في أفغانستان ما زالت بيد المجاهدين، وما زالوا يرفضون المساعدة من الدول المشركة ـ حسب تعبيره ـ بينما اعتمدت الثورة الفلسطينية كليا على الاتحاد السوفياتي فتركتهم روسيا في أحلك الظروف يواجهون مصيرهم بأنفسهم أمام المؤامرة العالمية، وأصبحت القضية لعبة في يد الدول الكبرى تقامر على الأرض والشعب والعرض في فلسطين، بل تابعتهم فوق أرض الدول العربية حتى أنهت وجودهم العسكري وصفتهم جسديا وعسكريا.

* ان حدود أفغانستان مفتوحة أمام المجاهدين، فهناك أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر من الحدود المفتوحة، بالاضافة الى أن حول أفغانستان منطقة القبائل التى لا تخضع لسلطة سياسية، وهذه تشكل درعا حصينا للمجاهدين. أما بالنسبة لفلسطين فالأمر مختلف تماما، فالحدود مغلقة والأيدي موثقة وعيون المسؤولين متربصة بكل من حاول أن يخترق حدودهم لقتال اليهود.

* ثم ان شعبها فريد في صلابته وعزته، وكأن الله أعد جبالها وأرضها للجهاد. (يقصد أفغانستان). فلسطين.. في ما بعد لا شك أن هذه النقاط أو التبريرات الستة التي جعل عبد الله عزام بمقتضاها الجهاد في أفغانستان أولى من الجهاد في فلسطين، تكشف بوضوح عن دقائق رؤيته المليئة بالتناقض والتي بدا من خلالها أنه يؤجل قضية فلسطين الى الأبد، وأن له أغراضا أخرى مما يقوم به في أفغانستان.