الحياة السياسية لتركيا بين عامي 1945 و 1960
التعددية الحزبية :
كان من أبرز تأثيرات الحرب العالمية الثانية ، هو تبرم الناس من فكرة الحزب الواحد .. فاشتدت المطالبات الشعبية والسياسية بالمطالبة بإطلاق الحريات و إنشاء الأحزاب ، وكان من نتيجة المذكرة التي رفعت في 7/6/1945 من قبل السياسيين أن استجابت القيادات الحاكمة في تركيا لذلك ..
وكان لانهيار فكرة الحزب الواحد في كل من ألمانيا و إيطاليا ، بعد هزيمتهما بالحرب ، إضافة الى دخول تركيا وتوقيعها على ميثاق الأمم المتحدة ، أن ساد تفكير و مزاج في تأسيس النقابات و الجمعيات والأحزاب ، و إطلاق حرية الصحافة ..كما أن الضغط السوفييتي على تركيا من أجل استخلاص بعض المواقع على البحر الأسود ، جعلها تستجيب للمطالب الغربية في إطلاق الحريات مقابل الوقوف الى جانبها بوجه الاتحاد السوفييتي .
وبعد أن أخذ التقرير المسمى بتقرير ( الأربعة ) .. والذي وقعه أربعة من كبار أعضاء الحزب الجمهوري الحاكم ، في إطلاق الحريات وهم : ( عدنان مندريس ، وجلال بايار ، و رفيق كور آلتان ، و فؤاد كوبرلو ) والذين صدر بحقهم طرد من الحزب ، إلا أن ( عصمت إينونو ) عاد ووافق على مطالبهم في تشرين الأول /أكتوبر 1945 في تأسيس الأحزاب .
تأسيس الحزب الديمقراطي :
بعد استقالته من رئاسة الوزراء ، وانسحابه من الحزب الجمهوري الحاكم ، أنشأ ( جلال بايار ) الحزب الديمقراطي مع كل من عدنان مندريس ، وفؤاد كوبرلو ، و رفيق كور آلتان ، وكان نسخة شبيهة بالحزب الجمهوري ، إذ ضم بين أعضاءه 67% من كبار الملاكين والأعيان ، وفقط 6% من المثقفين ، وكان ذلك في 7/1/1946 . وقد غمز الناس بطرف إنشاء هذا الحزب ، إذ اعتبروا تأسيسه ، هو محاولة لصناعة معارضة مبتذلة ، وفق القواعد الليبرالية الغربية ..
لقد ظهرت في تلك الفترة تعديلات بالقوانين ، فبدل من الانتخاب غير المباشر لرئيس الجمهورية أصبح الانتخاب مباشرا ، كما تم السماح بإنشاء الأحزاب وظهر بالفترة بين 1946 و 1951 مجموعة من الأحزاب الصغيرة الى جانب الحزبين الكبيرين ( الجمهوري و الديمقراطي ) ومن تلك الأحزاب نذكر :
1 ـ الحزب الاشتراكي التركي :
أسسه في 14/5/1946 ( أسعد عادل مستجاب أوغلو ) في استانبول ، وظهرت له صحيفة باسم ( الحقيقة ) .. وقد تم إغلاقه بحجة التبشير بالشيوعية عام 1952 .
2 ـ حزب العمال والفلاحين :
أسسه الدكتور ( شفيق حسني دمير ) السكرتير العام للحزب الشيوعي التركي السري ، في 20/6/1946 ، وصدر باسمه صحيفتان ( النقابة ) و ( الجمهور) وقد أغلق الحزب بتهمة الترويج للشيوعية ..
3 ـ حزب الأمة :
أسسه المارشال ( فوزي جاقماق ) وقد كان يدعو للوحدة الوطنية واحترام المقدسات الدينية مع الإبقاء على فكرة الأتاتوركية ، وقد تعرض لعدة إيقافات ، لكنه أوقف عام 1980 كما سنرى فيما بعد .
هذا وظهر العديد من الأحزاب الصغيرة الأخرى ، التي تلاشت أو اندمجت مع غيرها . كما ظهر العديد من الصحف وبقي منها الى يومنا هذا صحيفة ( ميلليت ) و ( حريات ) .
ــــ
المرجع : ظاهرة التعدد الحزبي في تركيا 1945ـ 1980/ احمد نوري النعيمي بغداد 1989
__________________
ابن حوران
|