[ابن حوران]

عندما تتمرد البراعم المساعدة :

القمة النامية هي الجزء الذي يتقدم على النبات ، سواء تحت الأرض في الجذور أو في الهواء ( بحالة الأشجار ) .. وهي التي تسبق بقية أجزاء الشجرة وتعطيها صفة الطول ..

عندما تشمخ القمة النامية بصورة مطردة ومبالغ بها ، يضعف ساق الشجرة ويقل إنتاجها ، وتتعرض الشجرة الرخوة التي لم يعد شكلها يوحي بأنها شجرة ، بل عصا ضعيفة ، حولها بعض الأوراق ، تتمايل مع أي هبة ، وقد تنكسر ..

إن سر ذلك يكمن في استحواذ القمة النامية ، على الأوكسينات النباتية التي تدفع للنمو ، ينتبه المربون أحيانا ، فيقومون بعملية تسمى ( التطويش ) ، فيقطعون القمة النامية ، فتخرج البراعم المساعدة ، من أطراف الساق و يتصلب الساق و يتغلظ ، و تبدو الشجرة حينها بأنها شجرة حقيقية ، ويزيد إنتاجها وعطائها ، ولا تؤثر بها الرياح ..

القيادات الرسمية العربية ، قمم نامية رخوة ، آثرت على نفسها البقاء ، ولو بدا أن سوق أشجارها ضعيفة و نحيلة ، وعطائها هزيل و مقيت ..

لم يسر البراعم المساعدة التي ترى الإهانات للأمة بسكوت مطبق من القمم النامية ، ففي غزة و العراق ، والسودان و بقاع شتى في بستان أمتنا ..فكان عليها أن تتمرد على تلك القاعدة التي تركن لقيادة القمم النامية ، فأعطت الأمة إشارتها للبراعم المساعدة أن تتمرد ..

مرحى لكل البراعم المساعدة التي تمردت في العراق و فلسطين وجنوب لبنان.