تطورات خطيرة
ان منطقة الشرق الاوسط مقبلة بكاملها علي تطورات خطيرة قد تؤدي الي حرب شاملة جديدة اذا لم يتدخل المجتمع الدولي وبشكل عاجل وفوري لمعالجة قضية الأسري في السجون الاسرائيلية بالضغط علي إسرائيل لاطلاق سراحهم فوراً بدون قيد اوشرط باعتبار أن هذه القضية هي لب الأزمة الراهنة سواء كانت بين اسرائيل والفلسطينيين او بين إسرائيل ولبنان
ولذلك فان العملية العسكرية النوعية التي نفذتها قوات المقاومة التابعة لحزب الله بجنوب لبنان امس وأدت الي مقتل سبعة جنود إسرائيليين واختطاف اثنين آخرين تأتي في الأزمة الراهنة مثلما جاءت من قبل عملية اختطاف جندي إسرائيلي في غزة من قبل المقاومة الفلسطينية قبل عدة ايام
فقضية الأسري العرب والفلسطينيين بالسجون الاسرائيلية والتي تتعامل معها إسرائيل باستخفاف تعد القضية المحورية حاليا في الصراع العربي الاسرائيلي وان علي المجتمع الدولي الضغط علي اسرائيل للتفاوض مع المقاومة سواء كانت فلسطينية او لبنانية لاطلاق سراحهم في مقابل اطلاق سراح الجنود الثلاثة بدلا من ادانة المقاومة في عملياتها والتي هي مشروعة وتأتي في اطار الدفاع عن النفس ضد الممارسات الإسرائيلية
ان تصعيد إسرائيل العمل العسكري سواء كان في جنوب لبنان او في الاراضي الفلسطينية التي شهدت استشهاد 23 شهيداً امس وقيام اسرائيل باستهداف البنية التحتية من جسور وطرق لن يحل أزمة الجنود الثلاثة بل سيؤدي الي تعقيد الوضع باعتبار ان المقاومة حددت خياراتها واهم هذه الخيارات الاصرار علي اطلاق سراح الأسري ولذلك فليس امام إسرائيل الا التفاوض وانه لابديل لذلك غير الحرب التي ستضر باسرائيل نفسها وتجر المنطقة إلي اضطراب وتصعيد خطير
لقد سعت إسرائيل لتهرب من الواقع كعادتها بإلقاء اللوم في تطورات الوضع علي الحكومة اللبنانية مثلما ظلت تفعل مع الفلسطينيين وان هذه المحاولات تهدف فقط للضغط علي لبنان وليس لها مبرر باعتبار انه لاحماس ولاحزب الله ولا الفلسطينيين ولا اللبنانيين سيتنازلون عن قضية الأسري
ان علي حكومة اولمرت ان تدرك حقائق الوضع بان انكار قضية الأسري وعدم التعامل الجدي معها والاستمرار في تصعيد الاوضاع بالاراضي الفلسطينية وجنوب لبنان لن يقود الا لمزيد من التعقيدات كما علي مجلس الامن ان يعمل بصورة جادة لحل قضية الاسري بارغام إسرائيل علي اطلاق سراحهم بدلا من اعطائها مبررا بالادانة و ممارسة الضغوط علي لبنان والفلسطينيين لانه ليس مقبولا ولا منطقيا غض الطرف عن ممارسات إسرائيل التي قادت الي هذا الواقع الذي جرت اليه الجميع في المنطقة