عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 08-09-2000, 02:52 PM
علاء الدين الجواهري علاء الدين الجواهري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 183
Post

الأخ أسامة
نصحتـني بتقوى الله وشكرا لك وإن شاء الله أسعى جاهدا لهذا وهو من الفروض فشكرا لك.

كلامك بالنسبة للبدعة فيه مؤاخذات وهنا لا بد من التـفصيل فأقول طالبا من الله التوفيق فيما هنالك:

قلت لي لا تلبس ولا تدلس.

أقول: ليس في كلامي تلبـيس ولا تدليس لكنك أنـت لست ذا اطلاع - وأرجو أن لا تـتـضايق مني في هذه العبارة - لأنك لو كنـت تعرف المسألة لما قلت لي لا تلبس.

أنا أتيتك بالدليل عن استحسان الصحابة للبدع ردا لدعواك بأنهم لم يستحسنوا ذلك وهذه يا أخ أسامة دعوى غير صحيحة البـتـة لثبوت الدليل وقد نصحتك بعدم الحكم بدليل عدم الوجدان لكنك لم تستمع لهذه النصيحة وهذا والله لم يكن طعنا أو استهزاء ً بك معاذ الله.

دليل ثبوت دعوتي:

روى الإمام أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه وابن أبي شيـبة وغيرهم أن مورقاً العجلي سأل سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما: أتصلي الضحى قال لا قلت صلاها عمر قال لا قلت صلاها أبو بكر قال لا قلت أصلاها النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أخاله. واللفظ لسيدنا أحمد رضي الله عنه.

ثم جاء الجزم عن سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما بأنها بدعة:

روى الإمامان البخاري ومسلم رضي الله عنهما عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال: فسألناه عن صلاتهم، فقال: " بدعة ".إ.هـ.

ولفظ الإمام أحمد: فقلنا يا أبا عبد الرحمن ما هذه الصلاة قال: بدعة.إ.هـ.

وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد عن ابن عمر أنه قال: إنها " محدثة وإنها لمن أحسن ما أحدثوا ".

ثم فيما ذكرته لك من قبل وهو رواية الإمام عبد الرزاق الصنعاني بإسناد صحيح - كما في الفتح - عن سالم عن أبـيه قال: لقد قتل عثمان - رضي الله عنه - وما أحد يسبحها, " وما أحدث الناس شيئا ً أحب إلي منها ".

وكذلك رواية ابن أبي شيـبة عنه بإسناد صحيح أنه قال: بدعة ونعمت البدعة.

من منا صادق في دعواه؟ هذا أحد أعظم الصحابة المجتهدين جزم بأنها بدعة وهي من أحب ما أحدثه الناس إليه, فهل هذا مدح أم ذم؟

لذلك قلت لك بأن قولك لم يرد حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة أنه مدح بدعة يتوقف لثبوت عكس دعواك فهل كنـت صادقا فيها؟

قولك: لا تدلس لا تلبس الامر على الناس .

من منا الآن صاحب التلبـيس يا أسامة والدعوى الباطلة؟

قلت: إلا في حالة و احدة و هي إذا كنت تسمي ما فعله النبي بدعة فأنت على صواب.

أقول: وماذا عن سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما؟ هل تجرؤ على توجيه نفس السؤال له؟

قلت:إذن مازالت حجتي قائمة في أن الاستدلال بالاية لا يصح .

أقول: توهمت هذا لقلة اطلاعك.

قلت: رغم هذا سأكمل لأن هناك قراء سيستفيدون من هذا النقاش.

أقول: أي فائدة هذه تـنفي فيها بدعواك الضعيفة خلاف ما ثبت؟ وهذا حرام لأنه إما أن يكون عن غير علم فهو غير جائز وإما أن يكون عن علم لكن تعمدت النـفي وهذا أيضا حرام لأنه تحريف للدين وإما أن يكون افتراء ً وهذا تحريمه واضح وإما أن يكون من باب التوهم أو النسيان ولعلك نسيت.


فليتك التـزمت الصمت ولم تخض في هذه المسألة وقد ثبت من عدة طرق فساد هذه الدعوى.

قلت:لأنه شرع من قبلنا.

أليس الله تعالى يقول: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه. ؟
كما قال تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.

أما بالنسبة لمسألة الإستحسان فأنا شافعي أصلا والإستحسان في مذهبنا غير معمول به وقد عمل به سيدنا الإمام الاعظم أبو حنيفة النعمان الذي قال عنه إمامنا الشافعي رضي الله عنه: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة.

وكذلك عمل بالإستحسان بعض الحنابلة المجتهدين أعني أصحاب الوجوه وابن قدامة ليس وحده مذهب الإمام أحمد بل هناك من هو أعلم منه بكثير على سعة اطلاعه وسيلان ذهنه. ولا داعي للخوض في هذه المسألة لأنها كثيرة الفروع وأنا كما تعلمتها في الأصول لا نعمل بها في مذهبنا.

ما ذكرته من التعريفات فالأول هو الصحيح كما قال الشنقيطي وقد أخذت شرح كتابه: إيصال السالك إلى أصول مذهب الإمام مالك وهو كتاب نفيس وروى فيه بأن الإمام مالك أثبته عنه بعض أصحابه الكبار.

فثبت بحمد الله أنـني لم ألبس على الناس وأنا بريء من هذه الدعوى

يمكنك مراسلتي لو أحبـبت على هذا الإيميل: aljawaheri@hotmail.com

والحمد لله من قبل ومن بعد.