الحمد لله أنك اعترفت بخطئك ولكنك وقعت في الحرام لأنك لعدم معرفتك للأمر قلت جازما بأنه لم يرد حديث صحيح ....... فما عليك سوى أن تـتوب إلى الله واترك العلم لأهله.
قلت يا أسامة: الأدلة المعتبرة في الشرع هي الكتاب و السنة و الإجماع و القياس كما ذكر ذلك علماء الأصول و الإجماع المعتبر هو إجماع الصحابة قبل أن يتفرقوا في الأمصار أما آحادهم فقولهم ليس حجة في الدين لأنهم بشر يخطئون و يصيبون رضي الله عنهم.إنـتهى كلامك
أما بالنسبة للكتاب والسنة الثابتة وكذا الضعيفة بشروط والإجماع والقياس المعتبر فهذا صحيح.
أما قولك والإجماع المعتبر هو إجماع الصحابة قبل أن يتفرقوا.
أقول إن أردت أن إجماع غيرهم من التابعين ومن دونهم ليس حجة فهذا قول باطل جدا ولا أظنك تـقصده.
أما قولك قبل أن يتـفرقوا في الأمصار. ما معناه, فإن الإجماع هو اجتماع الكلمة لا الأبدان فسواء تـفرقوا أو لم يتـفرقوا, قال الإمام الشافعي رضي الله عنه في الرسالة: إذا كانـت جماعتهم في البلدان فلا يقدر احد ان يلزم جماعة أبدان قوم متـفرقين - مضاف ومضاف إليه مضاف ومضاف إليه منعوت - وقد وجدت الأبدان مجتمعة من المسلمين والكافرين والأتـقياء والفجار فلم يكن في لزوم الأبدان معنى لأنه لا يمكن ( ولأن اجتماع الابدان لا يصنع شيئا ) فلم يكن للزوم جماعتهم معنى إلا ما عليه جماعتهم من التحليل والتحريم والطاعة فيهما. إنـتهى كلام إمامنا الشافعي
وتـقيـيد الإجماع فقط بإجماع الصحابة فاسد بل لو اخـتلفت الصحابة وأجمع المجتهدون بعدهم فإجماعهم صحيح لا يطعن فيه إلا ضال لقيام الأدلة المتواترة على حجيته.
قلت قولا شنيعا وهو: يـبقى قول صحابي ليس حجة ولا يقيد المطلق ولا يخصص العام.....
إن كان قول الصحابي ليس حجة فقول من يكون حجة؟ قول الإمام الشافعي؟ ومن أعظم عند الله ؟ ومن أخذ من النبي صلى الله عليه وسلم؟
كلامك افتراء مردود وسوف تحاسب عليه يوم القيامة, وقد روى الإمام الطحاوي عن سيدنا زيد بن ثابت أنه قال عن الجلوس على القبر: تعال يا ابن أخي أخبرك إنما نهى عن الجلوس عليه لبول أو غائط. قال ابن حجر رجاله ثقات. أليس هذا تخصيصا للعام؟ ثم ماذا؟ جعله الإمام مالك رضي الله عنه حجة وهو مذهبه وجعله الإمام أبو حنيفة حجة وهو مذهبه وجعله الإمام أبو يوسف القاضي حجة وهو مذهبه وجعله الإمام محمد بن الحسن حجة وهو مذهبه .....
أتـفهم أكثر من الإمام مالك والإمام أبي حنيفة ؟ وهل بلغت بك الجرأة بسبـب مكابرتك لرد حجية أقوال الصحابة؟ ماذا ستقول عندما تسأل يوم القيامة عن قولك وإن صح فيـبقى قول صحابي؟
وماذا ينفع قولك: أكرر إن صح الأثر؟ الأثر بل الآثار صحيحة رغما عنك شئت أم أبيت وهذه المكابرة باتـت مفضوحة في الخيمة وإني حقا أعجب إن سكت لك المراقب على قولك هذا أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.
الشنقيطي قال بأنه ليس حجة على صحابي ءاخر بل ومجتهد ءاخر والمجتهد إن اجتهد وخالف اجتهاده أحد الصحابة فلا يعاب عليه ولا يلزم بمذهب الصحابي أما أن تقول بانه قول صحابي ليس حجة فهذا تخريف وتهويل وبأي وجه تلقى الله بعد قولك هذا؟
وقد روى الأئمة أن سيدنا ابن عباس خص قول الله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. قال: هؤلاء ذهبوا إلى ءايات نزلت في اليهود فحملوها على المسلمين. رواه عدة ومنهم الحاكم وصححه ووافقه الذهبي
والكتب المشهورة طافحة بهذا فلا أدري ماذا حصل لك
ثم أي جزئية وكلية تتكلم عنها؟ أنت قلت بان الإستدلال بالآية لا يصح - وهذا على زعمك الباطل - بسبـب مخالفتها للشريعة المحمدية (معنى كلامك) وقد ثبت بأنك افتريت وحكمت بجهل منك على المسألة وتقول لم أرها فيما لدي من الكتب التي تتلكم عن البدعة.
عندما قلت لك قاعدة: عدم الوجدان لا يستلزم عدم الوجود. لم تعجبك
وعندما قلت لك: لا يكفي بكتاب أو كتابين أو قرص سيدي أن تكون مخولا للخوض في الدين. لم تعجبك
ثم بعد ذلك كله جئت واعترفت بهذا كله ففيم المكابرة؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
|