عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 10-09-2000, 01:58 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الأخ أسامة،

لقد شرقت وغربت محاولا إثبات عدم وجود بدعة حسنة، وقول عمر بن الخطاب واضح في مدح بعض البدع ولا يحتاج إلى تأويل، قال "نعم البدعة تلك"، وقول ابن عمر واضح أيضا، وفهم العلماء لهذه الأقوال موافق لفهم عمر وابنه وكل هذا مبني على مبدأ التوفيق بين الأحاديث الثلاثة التي "كل محدثة بدعة" وحديث "ما ليس عليه أمرنا فهو رد" وحديث "من سن في الإسلام".

ولو كان الأمر كما تقول بأنه لا توجد بدعة حسنة لما تجرأ الإمام الشافعي وقسم البدعة إلى ضربين "بدعة محمودة وأخرى مذمومة" كما روى عنه البيهقي في مناقب الشافعي، ولو كان الأمر كما تقول لما عمل المسلمون المحاريب في المساجد، ولو كان الأمر كما تقول لما نقط يحيى بن يعمر المصحف، ولو كان الأمر كما تقول لما قال العز بن عبد السلام سلطان العلماء أن البدعة منها واجب ومنها مسنون ومنها مباح ومنها مكروه ومنها حرام، ولو كان الأمر كما تقول لما كتب السيوطي رسالته المشهورة "حسن المقصد في عمل المولد"، ولو كان الأمر كما تقول لما استدل الحافظ ابن حجر بقول عمر "نعم البدعة تلك" على وجود بدعة حسنة، ولو كان الأمر كما تقول لما وافق النووي العز بن عبد السلام ونقل كلامه في كتاب الأسماء واللغات تحت مادة "ب د ع"، ولو كان الأمر كما تقول لما امتدح ربنا القوم على الرهبانية التي ابتدعوها، ولو .. ولو .. ولو .. فلماذا تركب نفسك هذا المركب الصعب وتحاول الانتصار لمن حرم المولد متئكا على عدم وجود بدعة حسنة، وهل كل من يحتفل بالمولد في البلاد العربية والإسلامية (إلا من تعرف وأعرف!) يتلبس في البدعة المحرمة؟

والذين شرحوا هذه الأحاديث الثلاثة ممن سبق من شراح الحديث من العلماء بينوا وجود بدعة حسنة وارجع لأقوالهم حتى تتأكد.

ولا أتمنى أن ترد علي بأن تقول "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا سيدنا محمد" وهذه عبارة صحيحة لا ريب في ذلك، فكلام من ذكرت لك ابتداء من عمر وابنه رضي الله عنهما وانتهاء بعموم المسلمين ممن يحتفلون بالمولد مرورا بالشافعي والعز والنووي والحافظ والسيوطي وغيرهم كشيخ الإسلام وخاتمة الحفاظ أمير المؤمنين في الحديث سيدي الحافظ ابن حجر العسقلاني هو موافق لقول نبينا صلى الله عليه وسلم، فقوله صلى الله عليه وسلم" كل بدعة ضلالة" نفهم منه ما فهمه العلماء ألا وهو أن كل من العام الخاص، وقوله عليه الصلاة والسلام "ما ليس عليه أمرنا فهو رد" نفهم منه ما فهمه العلماء بأن الذي عليه أمرنا ليس رد، وقوله صلوات الله وسلامه عليه "من سن في الإسلام سنة حسنة" نفهم منه ما فهمه العلماء من وجود البدعة الحسنة.

وأرجو أن يكون في هذا كفاية، وإن أردت الزيادة زدناك.

أما قولك هذا قول صحابي ليس حجة أثناء كلامك مع الأخ علاء الدين الجواهري فهو جرأة منك عجيبة غريبة ولا أعرف كيف أصفها وقد قال عمر فيما رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه وغيره: إني أستحيي أن أرد حكما أمضاه أبو بكر

وقد روى ابن عبد البر عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال إذا لم يجد في المسألة نص كتاب نظر في السنة فإن لم يجد فبقول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
فانظر كيف جعله حجة على نفسه وهو ترجمان القرءان الذي دعا له النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري وابن خزيمة وغيرهما : اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب.

وقد روى النسائي وصية سيدنا عمر لشريح والتي فيها فإن لم تجد في كتاب الله ولا سنة نبيه فاقض بما قضى به الصالحون. ورواه وكيع في القضاء وابن عبد البر والخطيب البغدادي وغيرهم وهذه رسالة مشهورة معروفة عند من تلقى علم الأصول.

فإذا كان سيدنا عمر أمرا شريحا أن يعمل بقول الصالحين ومراده المجتهدين المعتبرين ضرورة لأنه لا يصلح لمن هو دونهم أن يجعل قول المجتهدين من الصحابة حدة عليه فبأي حق تقول هذا قول صحابي ليس حجة؟؟؟؟؟

وقد استفاضت كتب الأئمة بذكر تخصيصهم للعام وتفسيرهم للمجمل وتقييدهم للمطلق وهذا لا يخفى على صغار الطلبة فضلا عن كبارهم

كم أنت جريء نعوذ بالله من شرور أنفسنا

ولا أرى علاجا لما فعلته سوى إبعادك عن الخيمة كلها لعلك تندم على ما اقترفته من ذنب في حق الصحابة.

والله من وراء القصد.