عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-07-2006, 05:40 PM
الثأر الثأر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 233
إفتراضي

تذكر الأخبار أن "حزب الله" يمر بمأزق خطير ، فهو بين نار الالتزام بعقيدته الرافضية وملازمته لتوجيهات مراجعه الدينية في قم والنجف بالسكوت عن إجرام الأمريكان ومداهنتهم ، وتصوير المقاومة العراقية بأنها من الإرهابيين وفلول النظام السابق ؛ وذلك لمصلحة الطائفة الشيعية .

وبين نار الشعارات الثورية التي صدّع بها رؤوسنا ليلا ونهارا ، وكسب من خلالها شعبية عربية عارمة . وبين عقيدة الرفض الخبيثة التبس أمره على بعض المسلمين.

فقد نقل موقع الجزيرة عن مصادر قريبة من "حزب الله اللبناني" تتحدث عن ارتباك في موقف الحزب بشأن الوضع في العراق. وثمة تباين في الرأي بين قادة هذا الحزب بشأن الموقف من المقاومة العراقية السياسية والعسكرية للاحتلال الأميركي، وإذا ما كان من المفترض تأييدها أم لا؟!!

وقال الموقع : وينجم هذا الارتباك عن كون هذه المقاومة متهمة بأنها "سنية" وأن "فلول صدام" هي التي تقف وراءها، فضلا عن خضوع المقاومة العراقية لحصار إعلامي وسياسي من أطراف عربية أساسية تتبع الولايات المتحدة، ناهيك عن إيران التي تدير الآن مفاوضات سرية شاقة مع ممثلي الإدارة الأميركية.

وتقارن هذه المصادر ظروف الارتباك الراهن في موقف حزب الله مع الظروف التي سبقت غزو واحتلال العراق، عندما اقترح نصر الله صيغة "مؤتمر طائف" عراقي يجري مصالحة وطنية بين المعارضة العراقية والنظام السابق، مما يعزز الجبهة الداخلية في مواجهة خطة الغزو الأميركية.

وتقول هذه المصادر : إن اقتراح "نصر الله" كان ملائما تماما في تلك الظروف، ليس لأنه يثبت موقفا سياسيا تاريخيا مع الوطن ضد الغزاة وحسب وإنما لانحيازه الحاسم إلى جانب الشعب العربي وخياراته القومية.

وتشير المصادر إلى أن "نصر الله" وحزبه قد تعرضوا في حينه إلى حملة سياسية شرسة، أدارتها أطراف كثيرة من بينها بعض أطياف المعارضة العراقية التي ركبت الدبابات الأميركية وذلك تحت عنوان عدم التدخل في الشأن العراقي. وتزعم هذه المصادر أن بعض الأوساط الإيرانية وبعض الشخصيات الشيعية الكويتية لم تكن بعيدة عن هذه الحملة.

ومع أن التطورات اللاحقة قد تجاوزت اقتراح الطائف العراقي، فإن الأحداث الخطيرة الجارية في العراق ما زالت تتطلب من حزب الله اتخاذ موقف أشد وضوحا. فقد زال النظام الدكتاتوري وحل الاحتلال الأميركي بدلا عنه، كما انكشف دور بعض أطراف المعارضة العراقية باعتبارها مجرد عود ثقاب أشعل الحرب الأميركية على العراق وسمح لإسرائيل ببسط نفوذها (الأمني والتجاري حتى اللحظة) على ضفاف دجلة والفرات، على حد قول المصادر نفسها.
وعند هذه النقطة، تقول المصادر القريبة من "حزب الله" : إن الآراء داخل الحزب تتباين بين موقفين:

الأول: يقول إن الشيعة لابد من أن يكونوا جزءا من بنيان الدولة التي يتم تشكيلها الآن في العراق، وإن كان هذا التشكل يتم بفضل وفعل الاحتلال. وهذا الرأي وإن كان لا يراهن على المقاومة العراقية فهو لا يعاديها، لكنه أميل إلى الموقف الإيراني ذي الدوافع "البراغماتية القومية".

والثاني : يقول إن الرهان على المقاومة العراقية ونضوج مشروعها الوطني يجب أن يكون هو الموقف الأساسي لأن الولايات المتحدة بسياستها المعروفة لا يمكن أن تجلب إلا الويلات والخراب للمسلمين برمتهم العرب منهم وغير العرب.

ويقول مطلعون وثيقو الصلة إن قراءة هذا "الارتباك" بشأن موقف "حزب الله" من المقاومة العراقية السياسية والعسكرية للاحتلال الأميركي، توجب ملاحظة الإشارات التي وردت في حديث "حسن نصر الله" في حفل تأبين "محمد باقر الحكيم"، وما أظهرت من ترجيح للرأي الثاني. فقد اتهم "نصر الله" إسرائيل بتدبير حادث التفجير في مقام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في النجف، والذي سقط ضحيته "باقر الحكيم" و83 شخصا آخر.

وتقول هذه المصادر : إنه رغم تعدد الروايات بشأن المسؤولية عن حادث تفجير النجف، فإن ترجيح "نصر الله" للمسؤولية الإسرائيلية عن هذه المجزرة ـ وهو ترجيح قائم على معلومات مصادر عربية وأوروبية رفيعة المستوى ـ ليس موقفا تكتيكيا يراد منه استمالة بعض الجمهور العربي أو العراقي، وإنما هو تعبير عن اتجاه عربي عام بدأ يعترف بأهمية المقاومة العراقية ويقدر تأثيرها الإقليمي والدولي.

قال محتسب : ولعل من يتتبع مواقف "حزب الله" من المقاومة العراقية السنية يظن أن هذا يدخل في الارتباك .

ولكن الحقيقة التي يجب الانتباه لها أن هذا لا يعد من الارتباك وصراع الاتجاهات داخل "حزب الله" ولكنه من قبيل التكتيك وتوزيع الأدوار السياسية التي تخدم في الجملة مصالح الطائفة الشيعية.

فهب أن "حزب الله" تبنى رؤية واحدة للصراع الواقع في العراق .

فلنفترض أنه تبنى علنا ما يعتقده ، وهو مخطط الروافض الذي ألمحت إليها في مشاركة :
أجنحة المكر الثلاثة (الصهيوصليبشعية) رؤية تحليلية

فاتبع سياسة "باقر الحكيم" من ذم المقاومة ونعتها بالإرهاب ، فإنه بذلك قد راهن على الأمريكان ، ومن ثَم سيفقد مصداقية شعاراته والتأييد الشعبي ـ العربي والإسلامي ـ الذي حصده خلال عقود ، وهذا بلا ريب سينعكس سلبا على دعوته الطائفية المبطنة .

كذلك الرهان على الأمريكان قد يعد رهانا خاسرا ، خاصة وأن المقاومة السنية قد أربكت حسابات الجميع ، ومن يتخذ منها موقفا سلبيا بلا ريب سيدفع فاتورة ذلك في الوقت المناسب ، كما أنه سيخسر التأييد الشعبي.

وفي المقابل لو انحاز "حزب الله" إلى المقاومة تمشيا مع شعاراته الثورية ، فهو بهذا يخالف سياسة مراجعه الدينية في "قم" و"النجف" ، وهو بذلك يتحدى أمريكا ويدعم ألد أعدائه وهم "أهل السنة النواصب" ـ كما يعتقد ـ . وفي ذلك سلبيات للروافض لا تخفى .

فالحل هو إرضاء الجميع بسياسة المراوغة والتدليس حتى تتضح الصورة على أرض الواقع ، فإن منحهم الأمريكان أكتاف أهل السنة وزمام الحكم في العراق وتم القضاء على المقاومة السنية ، ففي هذه الحالة لا حرج من إعلان اتفاقهم مع الأمريكان ، ولن يعجزهم إيجاد المبرر العقلي والأخلاقي والسياسي لذلك .

وإن فشل المخطط الأمريكي في المنطقة ـ كما نتوقع ـ ، وأثبتت المقاومة السنية وجودها في ساحات الجهاد ، وأجبروا الأمريكان على الانسحاب ، ففي هذه الحالة سيلعب "حزب الله" على ورقة شعاراته الثورية التقليدية ، ويعطي انطباعا للجميع بأن الشيعة الروافض هم دعاة جمع شمل المسلمين على خلاف "أهل السنة" .

__________________



انا
الثأر

سأثأر ولـكن لرب وديــن *** وأمضي على سنتي في يقين


فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله في الخالديـــن