الأخ شنف تحية طيبة وبعد
بارك الله فيك على ما تقدمت به من نصيحة ولا فض فوك وكلامي السابق ليس فيه أدنى طعن فيك معاذ الله إنما كان الكلام على أساس حوار ودي وعذرا إذا بدر مني ما يسيئ إليك فهو جزما غير مقصود.
بالنسبة لتفسير الحديث أخي الكريم فهذا الحديث في الأربعين النووية وهو من مقروءاتي والحمد لله بالإسناد إلى الإمام النووي ومعناه أن من أحدث في الإسلام شيئا لا يوافق أصول الدين فهو مردود والرواية الأخرى ليس عليه أمرنا تبين المراد وخير مافسرته بالوارد كما قال علماء الحديث ككتاب نزهة النظر شرح نخبة الفكر لشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني رضي الله عنه وغيره
قال شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في شرح صحيح البخاري ما نصه:
وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من قواعده، فإن معناه : من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت إليه.إنتهى كلامه وهذا هو التفسير الصحيح تبعا لما قاله في المقدمة.
وزاد عليه أيضا نقلا عن الإمام العظيم محمد بن إدريس الشافعي - صاحب المذهب - رضي الله عنه قال: قال الشافعي (البدعة بدعتان: محمودة ومذمومة فما وافق السنة فهو مـحمود وما خالفها فهو مذموم) أخرجه أبو نعيم بمعناه من طريق إبراهيم بن الجنيد عن الشافعي، وجاء عن الشافعي أيضا ما أخرجه البيهقي في مناقبه قال: (المحدثات ضربان ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة) . إنتهى
قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم شارحا الحديث: فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله, وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس من الدين في شىء. إنتهى
وقال الإمام القرطبي في شرح مسلم المسمى بالمفهم: أي: ومن اخترع في الشرع ما لا يشهد له أصل من أصوله فهو مفسوخ لا يعمل به ولا يلتفت إليه. إنتهى والإمام القرطبي غني عن التعريف
فكما ترى أخي الكريم لم أشرح الحديث من عندي كما سألتـني وهذا العمل حرام فلا يجوز لأحد أن يفسر من عنده, والحمد لله على نعمه لم أتكلم إلا فيما لي فيه سند.
وأشكر لك سعة صدرك وحلمك
العلاء
|