عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 16-01-2001, 11:24 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post عقيدة الإمام الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى

بســـم الله الرحمن الرحيـــم

الحمدلله ذو العزة والجلال، وذو القدرة والكمال، الواحد الأحد الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد/ ليس بجسم مصور ولا جوهر محدود مقدر لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء، استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن المماسة والإستقرار، والتمكن والحلول والإنتقال، فتعالى الله عما يقوله أهل الضلال، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته مقهورون في قبضته، أحاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا .

اما بعد .

فإني أذكر هذا الإمام الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ابن كثير -رحمه الله- الشافعي الأشعري المؤرخ الكبير صاحب الكتاب "البداية والنهاية" والمفسر العظيم صاحب الكتاب " تفسير القرآن العظيم" وله مؤلفات في علم الحديث الشريف بكتابه " الباعت الحثيث" .

ومن تلاميذه التلميذ الفذ الإمام بدر الدين الزركشي الشافعي الأشعري وله مصنفات ومنها " البرهان في علوم القرآن"

ومن شيوخ الحافظ ابن كثير -رحمه الله - هو ابن تيمية، والغريب كيف يكون من أهل السنة والجماعة وشيخه يقول بالتجسيم؟!!! على الرغم من ذلك فقد خالفه في عقيدة التجسيم كما خالفه تلميذ ابن تيمية وهو الحافظ الإمام الذهبي رحمه الله .

والذي يثبت مخالفته في عقيدة التجسيم هو تفسيره للقرآن العظيم كان يفوض ويؤول، وكلا التأويل والتفويض عند ابن تيمية مرفوضان رفضا تاما، ومن يقول بهما فهو جهمي ومعطيل و..و..الخ .. سبحان الله.

ومن ملاحظاتي الشخصية وجدت أن الحافظ ابن كثير أول كثير من المتشابهات من الآيات الخبرية عن الرحمن تبارك وتعالى مثل اليد والمجيء والوجه وغيرها إلا في معنى الإستواء فقد فوض أمرها وألتزم بما قاله الإمام مالك -رضي الله عنه- حيث قال: "الإستواء غير مجهول والكيف عنه غير معقول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" .

لو تجلس عند أحد من المجسمة الحشوية وتذكر عنده الإمام ابن كثير تجده يترحم عليه، وقلما تجد في كتب علماء أهل الحشو خالية عباراتهم من ذكر الإمام ابن كثير ويستشهدون بكلامه و تفسيره تارة وفي تاريخه تارة أخرى ويعدونه أحد من شيوخهم - هذا إن لم أكن مخطئا - وذلك لأنه قد درس عند ابن تيمية وتتلمذ على يدية، والذي يجعل الإنسان أشد غرابة وتعجبا أنه خرج من بين يدي ابن تيمية شافعي المذهب أشعري العقيدة من أهل السنة، لم يكن مثل بن قيم الجوزية .

لو نلاحظ الإمام الحافظ ابن كثير لم يشذ عن باقي العلماء الأجلاء من المفسري القرآن العظيم من التأويل والتفويض بل كان كأحدهم مقلدا للإمام الحافظ ابن جرير الطبري، وكذا الإمام البغوي رحمهما الله وله بعض من التعبيرات من شيخه ابن تيمية، إلا كان في الحديث عندما يستشهد به يبين صحيحه من سقيمه وله تعليقات تشفي الصدور وتزيل الهموم .

فأي دليل يريدون المجسمة إثبات المتشابهات لله تبارك وتعالى نأتيهم بدليل التأويل والتنزية ممن يعدونهم من علمائهم كأمثال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى، واحرصوا على اقتناء "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير في مكتباتكم المنزلية .