عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 23-07-2006, 11:50 AM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

ففي المجال العلمي:يتناول الفكر الإسلامي العلاقة بين الإسلام والعلم التجريبي والإشكاليات الفلسفية التي أفرزتها الثورات العلمية في العصر الحديث، وفي هذا المجال يهتم الفكر الإسلامي:
أ‌. بكيفية توظيف العلوم الطبيعية لتحقيق التقدم المدني
ب‌. وكيفية تأصيل العلوم الإنسانية لتحقيق الاستقلال الثقافي

وفي المجال الفلسفي:
أ‌. دراسة الفلسفات القديمة والحديثة بقصد التعريف بها وتقويمها
ب‌. وتزويد العقل المسلم بالحصانة اللازمة عند الاحتكاك بها

وفي المجال التاريخي:
أ‌. يهتم الفكر الإسلامي بوضع معالم لتفسير إسلامي في رواية الخبر والتعليق عليه
ب‌. استخراج السنن التاريخية التي تحكم الواقعة التاريخية

وفي المجال اللغوي:
أ‌. يهتم الفكر الإسلامي بتحديد المصطلحات الإسلامية واحيائها ودفع المعاني الفاسدة التي علقت بها، مثل مصطلح الإسلام، والإيمان والعبادة، وغيرها
ب‌. وبالمقابل يهتم ببيان المعنى الحقيقي الذي تعنيه المصطلحات الوافدة، مثل العلمانية، والاستعمار، والليبراليه، وغيرها.

وفي المجال الحضاري:
أ‌. يحدد الفكر الإسلامي الرؤية الإسلامية لإشكالية التقدم والتخلف، شروط التقدم والتخلف، ويجيب على السؤال الذي يتهم الإسلام بأنه هو سبب تخلف المسلمين.
ب‌. يحدد الفكر الإسلامي التعريف الإسلامي للحضارة بجانبها المدني والإنساني

ويتابع الكاتب متطلبات المجال الأدبي والسياسي والاقتصادي، ثم يقول: يدرس الفكر الإسلامي قضاياه في هذه المجالات كلها، لأنه ليس علما متخصصا في جزئية محدده، فهو في طبيعته هذه يشبه فلسفة العلوم بالنسبة للعلوم، يأخذ مادة بحثه من علوم مختلفة، ويوظفها في التنظير لتلك العلوم بطريقة تنحو منحى شموليا، فإذا انحصرت اهتماماته في مجال واحد لم ينهض بمهمته، فكيف إذا كان هذا المجال الواحد هو المجال الفلسفي؟!

والإسلام بطبيعته دين شمولي، وهو يعالج الواقع الإنساني المعقد، فمشكلات الحضارة ذات أبعاد ثقافية وتربوية وسياسية واجتماعية واقتصادية، والفكر الإسلامي أمام واقع حضاري متعدد الأبعاد، وبمرجعية تتسم بالشمول، وبهدف يتجاوز الإجابات الجزئية لبناء فكر وتكوين عقلية سيكون متنوع الاهتمامات، متميزا عن بقية العلوم الإسلامية الجزئية، بمعالجته الشاملة للقضايا التي يتناولها.

فالفكر الإسلامي بهذا يشكل وحده في الموضوع ووحدة في المنهج، لذلك هو حصين أمام أي تيار أو أفكار دخيلة.

هذا هو ملخص الفصل الرابع من الكتاب المذكور، وسيتليه بعض التأملات الخاصة في الموضوع.
الإسلام منهج حياة:
وإذا كان الإسلام هو منهج حياة فإن مهمة الفكر الإسلامي هو إثبات هذه الحقيقة، بل وإثبات أنه أفضل المناهج الموجودة على الأرض، لأن الإسلام هو منهج الله القويم، وطريق نبيه الكريم، صلى الله عليه وسلم. وهو منهج حي متفاعل مع الحياة ومع العلوم الأخرى لإثبات هذه القضية الأساسية بالنسبة له.

وإذا كانت العلوم الشرعية عامة أو الفقه الإسلامي على وجه الخصوص هو الذي يمثل القانون أو الدستور الذي يسيّر حياة المسلمين، فهو العصب الذي تقوم عليه حياتهم، فإن لهذا الدستور انعكاسات وظلال فكرية تمثل التصور الفكري للحياة، وتعطي لقيّمهم ومبادئهم مرجع ومستند إلى تلك القوانين التي يؤمنون بها.

وهذا التصور الفكري النابع من الإسلام يؤدي بطبيعة الحال إلى تقويم النظرة إلى الكون، وتفسير واقع وسنن الحياة تفسيرا اسلاميا. ثم إلى تغييره بمعايير الإسلام وأدواته في التطوير والتقويم.

والواقع الإسلامي ما زال يعاني من تحديات كبيرة في موروثه الفكري، أدت به إلى الشقاق والتنازع والخلاف. كما يعاني من الغزو الفكري من قبل جهات استعمرته في أرضه وفكره. وهنا لا بد من توجيه الفكر الإسلامي التوجيه الصحيح بحيث يقف أمام هذه التحديات، بدل أن يعمل على توسيعها وتضخيمها.

لذلك نجد أن بعضا من أرباب الفكر الإسلامي قد جعل معالم وخصائص عامة للمنهج الإسلامي، تحفظه وتوجهه الإتجاه الصحيح. فالإسلام دين رباني، إنساني، شمولي. يتسم بالواقعية والوضوح، كما أنه دين الوسطية ودين قد جمع بين المرونة والثبات. جاء ليجمع بين النقل والعقل، والغيب والشهادة، وخالق الأسباب والمسببات والسنن والقوانين، وليبي حاجة الجسد والروح، وإلى غير ذلك من خصائص ومعالم.

وهكذا نرى أن الفكر الإسلامي لا يقتصر على العقائد والأخلاق، والتي هي ولا شك الأساس لمثل هذه المنظومات الفكرية عن الحياة والكون، بل ويتجاوزه إلى كل حيثياتها وقضاياها، فمن نظر إلى معنى الحرية في الإسلام، إلى قضية التفاعل الحضاري والإلتزام بالخصوصية الإسلامية، إلى قضية حقوق الإنسان، وغيرها من متشعبات الفكر والعلم.

ومن هنا تبرز قضية الأهلية العلمية لمثل هذا المسائل، فليس الفكر الإسلامي مباح هكذا لكل أحد أن يخوض فيه، بل هو بحاجة إلى علم بالواقع مع العلم بشرع الله تعالى، فهو برأيي المتواضع بحاجة إلى تخصص بعد التخصص بالعلوم الشرعية، فهو بحاجة إلى ممارسة واحتكاك بقضايا الواقع، فإن الننظير من بعيد للواقع لا يكفي!!.

وإذا سلمنا بأهمية مجال الفكر الإسلامي في إقامة شرع الله، وفي التقويم والدعوة إلى سبيل الله فإنه مازال هناك مجال للحذر مطلوب لمثل هذا التوجه، أوجزه بالنقطتين التاليتين:

1. إهمال الإهتمام بالعلوم الشرعية في مقابل الاشتغال بقضايا الفكر الإسلامي، وهذا أمر مشاهد لدى الكثير من الطلبة، وهما بطبيعة الحال أمران يتمم بعضهما الآخر، بل الفكر الإسلامي مظهر لمحاسن الشريعة ومبين لأهميتها، إلا أنه لا ينبغي أن يكون الإهتمام به أكبر من الإهتمام بالعلوم الشرعية نفسها.

2. التسيس والتمييع لقضايا الدين الإسلامي من بعض المشتغلين بالفكر الإسلامي، ممن تأثر أو يعمل للمستعمر، وهذا يوجب الحذر ممن يؤخذ منه هذه التحليلات والتحقيقات. إلا أن الفكر الإسلامي هو نتيجة للعلوم الشرعية وتحليل لإنعكاساتها، فليس هو الذي يقرر الأحكام بقدر أنه يعطي ظلالها وانعكاساتها على الواقع، فهو بطبيعة الحال يختلف عن علم مقاصد الشريعة المختص بعلم الفقه الإسلامي، كما أن الواجب على المفكر الإسلامي أن يظهر حقيقة أنه ليس هناك تعارض بين العقل والشريعة في حكم الله تعالى.



(يبدو الكتاب رائع ويستحق القراءة)

منقول من منتديات موقع المجرة،
__________________

لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا
الرد مع إقتباس