قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت
إنه عازم على مواصلة الحرب على لبنان, واعتبر أن إسرائيل تستخدم في الهجوم الذي بدأته على قوات حزب الله منذ أسبوعين, حقها المبدئي والأساسي في الدفاع عن النفس.
جاء ذلك قبل بدء مباحثات ثنائية أجراها أولمرت في القدس صباح اليوم
مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس
التي قالت إنه قد حان الوقت الآن لظهور شرق أوسط جديد.
وأضافت أن الحل الدائم للأزمة في المنطقة يجب
أن يكون حلا يعزز قوى
السلام والديمقراطية.
وقد بدأت رايس يوم أمس زيارة لإسرائيل
التقت خلالها نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني,
وستجري مباحثات مماثلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس
لبحث سبل الخروج من الأزمة الراهنة في لبنان وقطاع غزة.
رايس التقت تسيبي ليفني فور وصولها إلى إسرائيل (الفرنسية)
المبادئ الدائمة
وكانت الوزيرة الأميركية صرحت في وقت متأخر أمس عقب لقائها نظيرتها الإسرائيلية
أن أي سلام يجب أن يستند لمبادئ دائمة،
وليس إلى حلول مؤقتة.
من جانبها قالت ليفني
إن إسرائيل لديها ثلاثة مطالب كي تنهي هجومها، وهي عودة الجنديين الأسيرين
وتفكيك حزب الله وسيطرة الجيش اللبناني على منطقة الجنوب.
وأوضح مراسل الجزيرة
أن الوزيرة الأميركية تحمل أفكارا يريد الأميركيون أن تكون مضمون المؤتمر الدولي الذي
سيعقد بروما لبحث الأزمة. وقد استبق البيت الأبيض مهمة رايس باستبعاده أي إعلان لوقف فوري لإطلاق النار
بين إسرائيل وحزب الله جنوب لبنان.
وتأتي مباحثات رايس في وقت بدأت فيه النخب السياسية بإسرائيل
إعادة النظر في توقعاتها إزاء الأهداف المعلنة من الحملة العسكرية
ضد حزب الله.
وفيما يمكن اعتباره أول انقسام بين القيادتين السياسية والعسكرية بإسرائيل،
نسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى وزير اسرائيلي قوله إن قيادة الجيش لم تطلع القيادة السياسية بشكل كاف على قدرات حزب الله القتالي.
الحكومة اللبنانية رفضت طلب رايس إطلاق الأسيرين الإسرائيليين (الفرنسية)
اجتماع بيروت
ووصلت رايس إسرائيل قادمة من بيروت حيث عقدت اجتماعا مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي شدد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار مع إسرائيل، يليه حل متكامل ينزع أسباب المشكلة.
من جانبه رفض رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اقتراح رايس الداعي إلى ضرورة إطلاق حزب الله للجنديين الأسيرين، وانسحاب الحزب من منطقة الحدود مع إسرائيل أولا قبل الحديث عن أي وقف لإطلاق النار.
وقالت مصادر مقربة من بري إنه لم يحصل اتفاق بين الطرفين بسبب إصرار رايس على أن تكون "كل عناصر الحل في سلة واحدة" ولخصت المصادر وجهة نظر بري للحل على مرحلتين "تشمل الأولى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وعودة النازحين، وفي الثانية يتم بحث سائر المسائل بالحوار".
كما التقت رايس أيضا بعض قيادات قوى الرابع عشر من آذار المعارضة لحزب الله. وقال رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل للجزيرة إن الوزيرة الأميركية طرحت مجرد أفكار ولم تقدم حلا عمليا، مشيرا إلى أنهم من جانبهم أكدوا ضرورة نشر الجيش الوطني على كافة الأراضي اللبنانية كما ورد باتفاق الطائف.
تحركات سياسية في كل جانب والنار الإسرائيلية تأكل لبنان (الفرنسية)
مقترحات أنان
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إن القوة وحدها غير كافية لنزع سلاح حزب الله، وإن هناك حاجة لحل سياسي.
وأوضح أنان أن الحكومة اللبنانية تحتاج إلى قوة فعالة لتساعدها على بسط نفوذها بالجنوب اللبناني، وأنه ستتم مناقشة نشر القوات الدولية خلال المؤتمر الذي سيعقد بروما الأربعاء المقبل.
من جانبها أعلنت روسيا أنها ستشارك بالمؤتمر قائلة إنها ستركز على وقف إطلاق نار فوري وإطلاق الأسرى، وإنها مع نشر قوات دولية ولكن بموافقة الأطراف المتنازعة.
كما أعرب منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا خلال لقائه في بروكسل زعيم الأغلبية بمجلس النواب اللبناني سعد الحريري، عن استعداد عدة دول بالاتحاد للمشاركة في قوات السلام المقترحة.
المصدر