عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 18-01-2001, 08:31 PM
الفارس الفارس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 4
Post عذاب القبر و فضل سورة تبارك



الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.

أما بعد، فقد قال الله تبارك وتعالى: {النّار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشدّ العذاب}.
عذاب القبر ثابت بنص القرءان والحديث وأما هذه الآية فقد وردت في عذاب القبر للكفار وأما عصاة المسلمين فهم صنفان صنف يعفيهم الله من عذاب القبر وصنف يعذبهم ثم ينقطع عنهم ويؤخر لهم بقية عذابهم إلى الآخرة.

ومما يكون سببا للنجاة من عذاب القبر سورة الملك فقد ورد بالإسناد المتصل في صحيح الإمام ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنّ في القرءان ثلاثين ءاية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له تبارك الذي بيده الملك” وفي أمالي الحافظ العسقلاني بإسناد صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “وددت أنها في جوف كل إنسان من أمتي” أي تبارك الذي بيده الملك فمن حافظ على قراءتها كل يوم كان داخلا في هذا الحديث.

وورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا أنه أي صاحب هذه السورة لا يعذب في قبره لأنها تجادل عن صاحبها يوم القيامة فتنجيه من النار أي أنها تمنعه من دخول النار فينبغي حفظها وتلاوتها مع تصحيح اللفظ.

فمن سمع بهذا الفضل العظيم ولم يهتم لحفظها وتلاوتها على الوجه الصحيح الذي أنزلت عليه فإنه متهاون بالخير العظيم وذلك دليل على ضعف همته لآخرته فإنّ من نجا في القبر من العذاب نجا فيما بعد ذلك فقد جاء عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال شعرا:
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا اخالك ناجيا

ومعنى اخالك: أظنك، فلذلك كان عثمان رضي الله عنه إذا أتى القبور بكى حتى يبلل لحيته بالدموع فقيل له في ذلك، فقال هذا البيت وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “القبر أول منزلة من منازل الآخرة فمن نجا منه كان أنجى مما بعده ومن لم ينج منه كان ما بعده أشد عليه”.

المعنى إنّ من نجا في قبره من النكد والعذاب كان ناجيا في الآخرة من العذاب ومن عذب فيه كان عذابه الذي أخر له إلى الآخرة أشد.

فالعاقل الذي بلغه هذا الحديث لا يتهاون بهذا الفضل العظيم.


و افضل حال يكون عليه الشخص أن يكون عند وفاته بحالة كمال الإيمان وهو أن يكون مؤديا لجميع فرائض الله تعالى التي منها تعلم ما افترض الله على عباده تعلمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجتنبا للكبائر، فإنّ من وافاه الموت وهو بهذه الحال يكون أحسن حالا في قبره وفي ءاخرته. فإنه مع نجاته من عذاب القبر وعذاب الآخرة يكون منعما في قبره وفي ءاخرته.

أما في القبر فبأن يفتح له باب من قبره إلى الجنة وينور له قبره بنور كنور القمر ليلة البدر ويملأ عليه قبره خضرة أي بالنبات الأخضر وغير ذلك حتى يكون قبره روضة من رياض الجنة فلا يجد خوفا ولا وحشة ولا ضيقا ولا هما أو غما وأما في الآخرة فله عند الله تعالى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر زيادة على ما يكون لسائر من دخل الجنة من المؤمنين من أنواع النعيم الذي هو مشترك بين جميع من دخل الجنة وهو أن لا يبأس وأن يحيا حياة لا نهاية لها وأن يشب شبابا لا هرم بعده وأن يكون صحيحا لا يمرض أبدا فهذه الأنواع من النعيم لا بد أن تكون لكل واحد ممن دخل الجنة، أما التفاضل فهو فيما بعد ذلك فيمتاز المؤمن الكامل وهو التقي بأشياء لا يعلمه إلا الله.

فكلما سمع المؤمن شيئا يخوفه مما يحدث في الآخرة أو في القبر أو في هذه الدنيا فليقل حسبنا الله ونعم الوكيل لمعنى حسبي الله ونعم الوكيل.