بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
الأخ الشاذلي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
صدقت يا أخي فواله لقد شغلنا هؤلاء عن تزيين خيمتنا العزيزة بكل ما هو مفيد وصحيح من علم الدين، ولكن تبيين الحق والرد على الشبه بالأدلة الواضحة الناصعة ونشر العقيدة الصحيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفرض الفروض، ومع ذلك لن نسكت على من يتكلم في الدين بغير علم ولا دليل، وسلاحنا الوحيد الدليل الشرعي الصحيح.
ولا نقوى على رد طلبك أخينا الشاذلي، فلعينيك ولعيون إخواننا في الخيمة ننشر هذه القصيدة للشيخ الصوفي عبد الغني النابلسي، وهي من جواهر ما نُظم في العقائد.
قال الشيخ عبد الغني النابلسي:
معرفةُ الله عليك تُفترضْ ---- بأنَّه لا جوهرٌ ولا عَرَضْ
وليس يحويهِ مكانٌ لا و لا تُدْرِكهُ العقولُ جلَّ وعلا
لا ذاتُه يُشبهُ الذواتِ ---- ولاحَكَتْ صفاتُه الصِـّفاتِ
فَرضٌ لهُ مِنهُ تَتِمُّ المعرفهْ ---- وواحِدٌ ذاتاً وفِعلاً وصِفهْ
فَهْوَ القديمُ وَحْدَهُ والباقي ---- في القيدِ نحن وَهْوَ في الإطلاقِ
وهوَ السميعُ والبصيرُ لم يَزَلْ ---- بغيرِ ما جارحةٍ وفي الأزلْ
لهُ كلامٌ ليس كالمعروفِ ---- جلَّ عنِ الأصواتِ والحروفِ
أرسَلَ رُسلَهُ الكِرامَ فينا ---- مُبَشِّرينَ بلْ ومُنْذِرينَ
أيَّدَهُمْ بالصِـّدقِ والأمانهْ ---- والحِفظِ والعِصمةِ والصِـّيانهْ
أوَّلُهُم آدمُ ثم الآخِرُ ---- محمدٌ وَهْوَ النَّبيُّ الفاخِرُ
وصحْـبُهُ جميعُهُمْ على هُدى ---- تَفضيلُهُمْ مُرتّبٌ بلا اعتِدا
فهمْ أبو بكرٍ وبعدَهُ عُمَرْ ---- وبَعدَهُ عثمانُ ذو الوجهِ الأغَرْ
ثُم عَلِيٌّ ثُم باقي العشرهْ ---- وَهْيَ التي في جَنّةٍ مُبَشَّرهْ
وكلُّ ما عنهُ النَّبِيُّ أخبرا ---- فإنَّهُ محقَّقٌ بلا امْتِرا
مِنْ نَحْوِ أمْرِ القبرِ والقيامهْ ---- وكُلِّ ما كان لَهُ علامهْ
مثلُ طلوعِ الشَّمسِ منْ مغرِبِها ---- وقِصةِ الدَّجالِ كُنْ مُنْتَبِها
هذا هُوَ الحقُّ المبينُ الواَضِحُ ---- وبالذي فيهِ الإناءُ ناضِحُ
والله من وراء القصد.
|